تنسيق المرحلة الأولى 2025.. رابط موقع التنسيق الإلكترونى لتسجيل الرغبات    الكهرباء: الدفع ب 60 مولد متنقل وتوصيل كابل بمحطة جزيرة الذهب لتأمين التغذية    أسعار الأسماك بأسواق كفر الشيخ اليوم.. البوري ب130 جنيها    تراجع أسعار الذهب مع انحسار مخاوف الرسوم الجمركية وترقب اجتماع الفيدرالي الأمريكي    معيط: دمج مراجعتي صندوق النقد يمنح مصر وقتًا أوسع لتنفيذ الإصلاحات    تراجع في 3 بنوك.. سعر الدولار اليوم ببداية تعاملات الثلاثاء    منال عوض تبحث موقف التعاون مع شركاء التنمية والمشروعات البيئية الحالية    اعتراف صهيوني بارتكاب حكومة نتنياهو إبادة جماعية في غزة    ارتفاع حصيلة ضحايا إطلاق النار فى نيويورك ل5 أشخاص بينهم ضابط شرطة    رئيس الوزراء البريطاني يعقد اجتماعا طارئا لبحث مسار السلام في غزة    ياسر إدريس أول مصري يفوز بمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للألعاب المائية    رئيس اتحاد طنجة: عبد الحميد معالي اختار الانضمام إلى الزمالك عن أندية أوروبا    كريم رمزي يعلق على ستوري عبد القادر.. ويفجر مفاجأة بشأن موقف الزمالك    ثنائي المصري أحمد وهب وأحمد شرف ضمن معسكر منتخب الشباب استعدادًا لبطولة كأس العالم بشيلي    سودانيان ومصري، حبس تشكيل عصابي بتهمة سرقة عدادات المياه بمدينة نصر    "حرارة مرتفعة ورطوبة خانقة".. الأرصاد تكشف عن تفاصيل طقس الثلاثاء    موعد عرض مسلسل حرب الجبالي الحلقة الأخيرة    رانيا فريد شوقي تواسي المخرج خالد جلال في وفاة شقيقه    حصاد 13 يوما، «100 يوم صحة» تقدم 19 مليون و253 ألف خدمة طبية مجانية    قافلة طبية لجامعة جنوب الوادي تفحص 939 مواطن بمركز الوقف في قنا    تفاصيل القبض على رمضان صبحي في مطار القاهرة (إنفوجراف)    بفرمان من ريبيرو.. الأهلي يتراجع عن صفقته الجديدة.. شوبير يكشف    مصرع 30 شخصًا في العاصمة الصينية بكين جراء الأمطار الغزيرة    عاجل- قافلة "زاد العزة" تنطلق من مصر صوب غزة عبر كرم أبو سالم: مساعدات عاجلة وغذاء يكفي لآلاف الأسر    ضياء رشوان: الأصوات المشككة لن تسكت.. والرئيس السيسي قال ما لم يقله أحد من الزعماء العرب    «رجب»: احترام العقود والمراكز القانونية أساس بناء الثقة مع المستثمرين    رسميًا.. موعد بداية العام الدراسي الجديد 2026 بالمدارس الرسمية والدولية والجامعات    سفير تركيا: خريجو مدرسة السويدي للتكنولوجيا يكتسبون مهارات قيّمة    وصول قطار الأشقاء السودانيين إلى محطة السد العالى بأسوان.. صور    المرحلة الأولي 2025 أدبي.. مؤشرات تنسيق الثانوية العامة (الألسن 84.26%)    يوسف معاطي: «سمير غانم بيضحك ودمه خفيف أكتر من عادل إمام»    ماجدة الرومي تتصدر تريند جوجل بعد ظهورها المؤثر في جنازة زياد الرحباني: حضور مُبكٍ وموقف تاريخي    من «ظلمة» حطام غزة إلى «نور» العلم فى مصر    عطلة 10 أيام للموظفين.. هل هناك إجازات رسمية في شهر أغسطس 2025؟    تشييع جثماني طبيبين من الشرقية لقيا مصرعهما في حادث بالقاهرة    مرشح الجبهة الوطنية: تمكين الشباب رسالة ثقة من القيادة السياسية    تحت عنوان «إتقان العمل».. أوقاف قنا تعقد 126 قافلة دعوية    وزير الخارجية: العالم يصمت عن الحق في قطاع غزة صمت الأموات وإسرائيل تغتال الأطفال بشكل يومي    نشرة التوك شو| الوطنية للانتخابات تعلن جاهزيتها لانتخابات الشيوخ وحقيقة فرض رسوم على الهواتف بأثر رجعي    وزير الثقافة يشهد العرض المسرحي «حواديت» على مسرح سيد درويش بالإسكندرية    لا تليق بمسيرتي.. سميرة صدقي تكشف سبب رفضها لبعض الأدوار في الدراما    بدء اختبارات مشروع تنمية المواهب بالتعاون بين الاتحادين الدولي والمصري لكرة القدم    السيطرة على حريق بمولدات كهرباء بالوادي الجديد.. والمحافظة: عودة الخدمة في أقرب وقت- صور    «النادي ممكن يتقفل».. رسائل نارية من نصر أبوالحسن لجماهير الإسماعيلي    تشييع جثمانى طبيبين من الشرقية لقيا مصرعهما فى حادث على الدائرى.. صور    قرار مفاجئ من أحمد عبدالقادر بشأن مسيرته مع الأهلي.. إعلامي يكشف التفاصيل    صراع على السلطة في مكان العمل.. حظ برج الدلو اليوم 29 يوليو    محافظ سوهاج يوجه بتوفير فرصة عمل لسيدة كفيفة بقرية الصلعا تحفظ القرآن بأحكامه    في عامها الدراسي الأول.. جامعة الفيوم الأهلية تعلن المصروفات الدراسية للعام الجامعي 2025/2026    جوتيريش: حل الدولتين أصبح الآن أبعد من أي وقت مضى    لها مفعول السحر.. رشة «سماق» على السلطة يوميًا تقضي على التهاب المفاصل وتخفض الكوليسترول.    للحماية من التهاب المرارة.. تعرف على علامات حصوات المرارة المبكرة    بدون تكلفة ومواد ضارة.. أفضل وصفة طبيعية لتبييض الأسنان    مي كساب بإطلالة جديدة باللون الأصفر.. تصميم جذاب يبرز قوامها    ما الوقت المناسب بين الأذان والإقامة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل "الماكياج" عذر يبيح التيمم للنساء؟.. أمينة الفتوى تُجيب    إلقاء بقايا الطعام في القمامة.. هل يجوز شرعًا؟ دار الإفتاء توضح    أحمد الرخ: تغييب العقل بالمخدرات والمسكرات جريمة شرعية ومفتاح لكل الشرور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر رايحة فين.. شيخ الثورة د.صفوت حجازي للأسبوع
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 27 - 01 - 2012

'دم ابني في رقبتك' كلمات سمعها من أم شهيد مازال صداها في أذنيه رغم مرور عام، كانت الأم تكسر الحجارة في الميدان وتدعو أن تصيب أحدها رأس من قتل ابنها، نظرت إلي الشيخ الذي لقبه الثوار بشيخ الثورة قائلة 'كنت أمنع ابني الوحيد محمود من النزول للميدان وأقول له المشايخ قالوا حرام ولكنه رآك علي قناة الجزيرة وقال لي.. الشيخ صفوت حجازي مع الثوار في الميدان فتركته ينزل وبعد يوم واحد استشهد ولن أغادر الميدان حتي أخذ ثاره ولا تغادروا حتي تأخذوا ثأره وثأر باقي الشهداء' ولم تغادر الأم الميدان حتي تنحي مبارك لحظتها أخذت الأم تزغرد حتي كادت تفقد عقلها، هكذا كان وجود الداعية الدكتور صفوت حجازي من أول يوم في الميدان خط مواجهة أمام فتاوي المشايخ الذين حرموا الخروج علي الحاكم كما كان خط مواجهة مع الثوار في مواجهة البلطجية ورجال العادلي، كل من رآه في الميدان يدرك أنه لم يغادره طوال أيام الثورة، تنبئ بذلك هيئته وملابسه، كان من بين من تصدوا للغزاة في موقعة الجمل، تحول قلبه وعقله إلي ميدان يحمل آلاف الحكايات والقصص للثوار والشهداء الذين سالت دماؤهم علي صدره ويديه فشم فيها رائحة المسك 'سأذهب لأسلم لك علي سيدنا حمزة' آخر كلمات سمعها من الشهيد عبد الكريم قبل دقائق من استشهاده حكايات لنساء وشيوخ وفتيات وأطفال يذكرها وكأنها مازالت تحدث أمامه، وبعد عام علي الثورة كان لنا معه الحوار التالي الذي تحدث خلاله عن مسار الثورة وعن مشاعره الآن وعن أداء المجلس العسكري والقوي السياسية وعما سيفعله في ذكري الثورة وعن دور الأزهر وغيرها من القضايا وإلي نص الحوار..
في البداية نود أن نعرف ما الفارق بين مشاعرك اليوم ونحن علي مشارف الاحتفال بمرور عام علي ثورة 25 يناير وبين مشاعرك في مثل هذا التوقيت من العام الماضي؟
- بالتأكيد هناك فارق كبير، فقد كنا نحيا في ظل نظام فاسد مستبد وكنت قبل يوم 25 يناير من العام الماضي أنتظر القبض علي في أي وقت وأترك وصيتي استعدادًا لذلك، حيث تم القبض علي مرات كثيرة في عهد النظام السابق من سنة 1978 وبتهم تختلف من فترة سنية إلي أخري ومنها التحريض علي الجهاد ومعارضة اتفاقية السلام وبعد 1981 كانت التهم: قلب نظام الحكم والتآمر علي رئيس الجمهورية وتعكير السلم العام وجمع الأموال لمساعدة 'الإرهابيين' في غزة وفلسطين.
وكنت ممنوعًا من الخطابة، وقبل يناير 2011 كان السؤال الدائم: هل سيحكم جمال مبارك مصر؟ وكيف نمنع ذلك؟ أما اليوم فننتظر أن يكون لدينا رئيس منتخب بشكل حقيقي، ولدينا أعضاء مجلس شعب فائزون في انتخابات حرة ونزيهة.
هناك توقعات كثيرة لما يمكن أن يحدث في 25 يناير المقبل فالبعض يدعو لثورة ثانية والبعض يطالب المجلس بالتسليم الفوري للسلطة والبعض سينزل للاحتفال والبعض سينزل للاحتجاج.. فما تصوراتك وتوقعاتك لهذا اليوم؟
- أنا متصور أنه سيكون يومًا سلميًا والميدان سيمتلئ بالناس وسأنزل يوم 25 ولكن لن اعتصم ولن أدعو للاعتصام، فلن يكون هذا اليوم احتفاليًا كما أنه لن يكون ثورة ثانية ولكنه سيكون يوم تظاهر لتأكيد مطالب الثورة وسننتظر يوم تسليم السلطة لرئيس منتخب وهذا سيكون هو اليوم الذي سنحتفل فيه بثورة 25 يناير وأنا شخصيًا يوم تسليم السلطة لرئيس الجمهورية المصري المنتخب سأنزل ميدان التحرير للاحتفال بنجاح الثورة، فأنا أرفض تسليم السلطة لرئيس مجلس الشعب أو لمجلس رئاسي، والمجلس العسكري يتحمل المسئولية كاملة عن هذه الفترة ويحاسب عن أخطائه كاملة وسيسلم البلد إلي الرئيس المنتخب قبل 30 يونية شاء ذلك أم أبي وهذا ما سننزل لتأكيده وكذلك مطالبنا بدستور لكل المصريين وليس لفئة أو لحزب وسأنزل لأؤكد حقوق البرلمان المنتخب في السلطة التشريعية الكاملة وأننا لن ننسي حقوق الشهداء والمصابين، كما سأنزل لمنع كل محاولات التخريب والإفساد ونؤكد أن الثورة مستمرة سلمية، وكما أسقطنا مبارك رأس النظام بالسلمية سنسقط باقي أركان النظام وإذا لم تحقق مطالبنا ولم يسلم المجلس العسكري السلطة في 30 يونية سيكون لنا كلام آخر.
منذ بداية الثورة وأنت مشارك أساسي فيها ولم تغادر الميدان ولكن لاحظنا أنك تغيبت في الفترة الأخيرة عن المشاركة في بعض المليونيات؟
- لا.. فقد شاركت في المليونية الأخيرة يوم 18 ديسمبر ضد وثيقة السلمي وقلت كلمة علي المنصة، وأي مليونية يجمع عليها الشعب المصري أشارك فيها.. لكن المليونية التي تنظمها طائفة أو ائتلاف أو للمطالبة بشيء لا يجتمع الناس عليه لا أشارك فيها، وكنت موجودًا في أحداث محمد محمود يومي 19 و20.
وما رأيك فيما حدث في محمد محمود وأحداث مجلس الوزراء التي شهدت سقوط شهداء ومصابين وسحل فتيات؟
- هناك أحداث يجب أن يتم تقييمها بعد أن تنتهي وأحداث محمد محمود ومجلس الوزراء أتوقف عن تقييمها لأن كل الأطراف فيها أخطأت: المجلس العسكري والشباب، حيث تم استدراجنا كلنا لأحداث معينة، وأنا أحمل المجلس العسكري المسئولية كاملة في هذه الأحداث فإما أنهم يعلمون تفاصيل هذه الأحداث ومن وراءها ولم يصرحوا بالحقائق والأدلة أمام الشعب وهذه مصيبة وإما أنهم لا يعلمون وهنا المصيبة أكبر، وقد كان هناك شباب في هذه الأحداث ليسوا من الثوار وكانت فتنة لكن لم يكن يصلح أن نكون خارجها.
هذه الفتنة يؤكد المجلس العسكري دوما أن المتسبب فيها دوما هو طرف خفي أطلق عليه الطرف الثالث فما رأيك في ذلك؟
- من الممكن أن يكون هناك طرف ثالث ولكن المؤكد أن هناك طرفًا ثانيًا يستفيد من هذا.
ومن هو الطرف الثاني المستفيد؟
- أنا أعتبر الطرف الأول هو الثوار والطرف الثاني هو المجلس العسكري والحكومة والطرف الثالث هو ذاك اللهو الخفي الذي لا نعرفه.
هذا يجعلنا نطرح سؤالا حول تقييمكم لأداء المجلس العسكري خلال الفترة الماضية؟
- المجلس العسكري لا يرقي إلي مستوي إدارة أمة وحكمها مثل جمهورية مصر العربية.. لم نكن نأمل في ذلك كنا نقول: 'الجيش والشعب إيد واحدة' وانصرفنا من الميدان بعد تٍسليم السلطة للمجلس العسكري وكانت لدينا آمال وأحلام وثقة بلا حدود لكن للاسف الشديد فقدنا هذه الثقة حيث أساء المجلس العسكري للجيش المصري وأساء لمصر بقرارات وتصرفات لم يكن فيها علي قدر المسئولية، فالمجلس العسكري لديه المقدرة علي الإدارة العسكرية لكن يقينا ليست لديه القدرة علي إدارة دولة وشعب.
هناك مشاهد أثرت بشكل كبير علي صورة المجلس العسكري عالميًا ومحليًا ومنها صورة سحل الفتاة وتعريتها حيث أثارت هذه الصورة جدلاً واسعًا.. فما تقييمك لهذا المشهد؟
- في هذه الأحداث الجميع مخطئ.. أنا كنت موجودًا في أحداث محمد محمود، أما في أحداث مجلس الوزراء فقد أصريت علي ألا أنزل، وسحل الفتاة شيء مرفوض تمامًا، وأرفض العنف من اي جهة سواء من الثوار أو المجلس العسكري والداخلية، وكل المبررات التي سيقت من المجلس العسكري لهذا العنف مرفوضة وكذلك المبررات التي سيقت من الشباب والتي جعلتنا نصل إلي هذه النتيجة من الدماء وحرق المجمع العلمي، والجميع مخطئ والقضية تم استغلالها بشكل أكبر من حجمها.. والإعلام المتبادل من كل الأطراف غاية في السوء لأنه يسيء إلي مصر وشعبها وثوارها وجيشها.. فالكل متهم ويستغل هذه الآلة لمصلحته وليس لمصحة مصر.
بعد الثورة لجأت بعض التيارات الدعوية للعمل السياسي وكونت أحزابًا مثل حزب النور وقد خاض بعض مشايخها الانتخابات، هل فكرت في إنشاء حزب أو الدخول للمعترك السياسي خاصة أنك علي صلة بالكثير من شباب الثورة؟
- أنا أرفض تمامًا الانتماء لأي حزب أو أن أتولي أي منصب من المناصب التي عرضت علي، أنا ملك لكل المصريين.. مسلمين ومسيحيين.. وفي هذه الثورة كنت أكثر من تم شتمهم وإهانتهم من أطراف أعلم أنهم نوعان. نوع يكره صفوت حجازي لأيديولوجيته ولدينه وفكره الإسلامي ونوع لم يعرفني قبل الثورة أو بعدها، وقد استخدمني الله بوصفي فردًا في هذه الثورة ولست زعيمًا أو قائدًا ونزلت الثورة وأنا أتمني إما النصر أو الشهادة، وحتي الآن لم أنل الشهادة ولم نغير بلدنا، لكن إن شاء الله قريبًا جدًا إما أن أنال الشهادة وإما أن نغير بلدنا ونحقق ما نريد.. وكل من يسيء بيني وبينه رب العالمين ولن أسامحه يوم القيامة.
في الانتخابات الأخيرة حقق التيار الإسلامي نجاحًا كبيرًا فما رأيك في هذا النجاح والأسباب التي أدت إليه؟
- قبل الانتخابات وقبل فتح باب الترشح قلت أن الإسلاميين ستكون لهم الغلبة لأن كل من يعرف مصر وشعبها لابد أن يفهم أن الدين هو المقوم الأساس للشعب المصري سواء المسلم أو المسيحي وحين تكون حزبا الحرية والعدالة والنور توقعت النسب التي حصل عليها كل منهما لأنني أعرف كيف يفكر الشارع المصري، والإسلاميون الذين انتخبهم الشعب المصري إذا لم ينجحوا ويحققوا آمال الشعب فلن يتم انتخابهم مرة أخري، فالشعب يعرف أن الإسلام هو الذي سيصلح مصر وإذا وجد أن من انتخبهم لم ينجحوا في هذه المهمة فلن ينتخبهم وسينتخب غيرهم يصلحون مصر بالإسلام لأنه يعلم أنه إذا فشل هؤلاء فالعيب ليس في الإسلام ولكن فيهم.
وما تقييمكم لأداء الإخوان والسلفيين خاصة أن هناك اتهامات لهم ومحاولات للتخويف من نجاحهم؟
- لا يوجد عمل بشري كامل وخالٍ من النواقص وحزبا الحرية والعدالة والنور ينطبق عليهما ما ينطبق علي أي عمل بشري ولكن كان الحرية والعدالة أكثر إجادة وأقل أخطاءا والنور كانت أخطاؤه أكثر ولكنه أجاد، لكن لنري الجانب الآخر فالكتلة المصرية متهمة بالتزوير ومنها نائب البطاطين وأغلي كرسي في مجلس الشعب هو كرسي الكتلة، ونجيب ساويرس صرح في قناة الجزيرة مع أحمد منصور بأنه أنفق 30 مليون دولار علي الانتخابات، كما أن أخطاء الحرية والعدالة ليست منهجية ولكنها ناتجة عن ثلاثة أشياء هي: ثقافة ناخب وثقافة مرشح وأخطاء إدارية. وهذا أمر طبيعي في المرة الأولي التي تجري فيها انتخات حقيقية في تاريخ مصر.
وما رأيك في الفتاوي التي أثيرت حول وضع المرأة والسياحة والأقباط والفن والإبداع وغيرها وأثارت المخاوف من التيار الإسلامي؟
- الدولة تحكم بدستور وقانون وليس بفتاوي مشايخ الحرية والعدالة أو النور.
ولكن هذين الحزبين لهما الأغلبية في مجلس الشعب الذي سيضع الدستور وهناك من يتخوف من أن تؤثر مرجعية وأفكار كل منهما في صياغة هذا الدستور؟
- هذه المخاوف تثيرها الآلة الإعلامية المخربة التابعة لنظام مبارك التي مازالت تعمل بالأسماء والفكر أنفسهما، فالإعلام المصري قبل انتخابات 2010 و2005 وهو يتحدث عن الإخوان بوصفها جماعة محظورة هو الإعلام نفسه الذي يتحدث قبل انتخابات 2011 عن الإخوان والسلفيين، وهؤلاء مجموعة من الإعلاميين الذين يحملون من الجهل والبغضاء لبلدنا ومصلحتها ولا يعملون إلا لمصلحتهم ومصلحة من وراءهم ومعهم النخبة التي يستضيفونها، ساويرس حين يدلي بحديث للتلفزيون الكندي ويقول إنه لن يستطيع أن 'يسكر' هو وابنه بعد نجاح التيار الإسلامي فهذا أمر لا نعرف كيف نرد عليه ولولا انني انسان مؤدب لكان لي رد وكلام آخر.
وما تقييمكم للنخبة وبقية القوي السياسية ومخاوفها من وضع الدستور وضرورة أن يكون بتوافق ومشاركة كل القوي السياسية وليس الاغلبية الفائزة في البرلمان؟
- النخبة والقوي السياسية أكذوبة فليس لدينا نخبة أو قوي سياسية وكل هؤلاء ثبت ان كل كلامهم وتوقعاتهم خطأ، فمثلا لو صاغ الإسلاميون دستورًا ماذا سيضعون فيه؟ وما الفارق بين دستور يضعه الإسلاميون وما يضعه الآخرون؟ وما وجه الخلاف إذا كان وضع الشريعة الإسلامية في الدستور من الخطوط الحمراء؟
قد يكون الخوف لأن مفهوم تطبيق الشريعة الإسلامية يختلف من تيار إلي آخر حتي ما بين التيارات الإسلامية نفسها.
- ولهذا السبب أقول إن مصر يحكمها الدستور والقانون ولا تحكمها فتوي او رأي فالشريعة الإسلامية موجودة بقانون، ولن يتم حكم مصر إلا بها، بالقانون الموجود الذي أقره الأزهر في عهد الشيخ عبد الحليم محمود وكلنا نرتضي بهذه المرجعية عند الاختلاف حول بعض القضايا مثل السياحة مثلا فلنفتح هذا القانون ونري ماذا يقول في ذلك.
في إطار ذلك ومحاولة للطمأنة أصدر الأزهر عدة وثائق ومنها وثيقة الحريات فما رأيك في ذلك؟ وفي أداء الأزهر بعد الثورة؟
- أنا غير راض إطلاقًا عن أداء الأزهر، فالأزهر مازال هو أزهر حسني مبارك، ولابد وأن يتم إصلاحه حتي يصبح مرجعية للمصريين، ولا أقبل بوصفي مصريًا مسلمًا أن يكون الأزهر بحاله الذي هو عليه مرجعية لي، ولا أعرف كيف تم وضع قانون تعديل الأزهر ومع احترامي الشديد للدكتور احمد الطيب فهذا القانون يجعل شيخ الأزهر الموجود وبعيدا عن الأسماء هو الذي يعين هيئة كبار العلماء ولا يقل عمر أي من أعضائها عن 60 سنة وهم الذين يختارون شيخ الأزهر الذي يصدر قرار بتعيينه من رئيس الجمهورية والميزانية يعتمدها رئيس الجمهورية للأزهر وهذا كلام فارغ وغير مقبول إطلاقًا، نحن نريد شيخ أزهر ينتخب من بين العلماء الأزهريين، فأنا لست أزهريا وكذلك الشيخ محمد حسان والشيخ عبد المقصود ولا أريد أن يكون شيخ الأزهر من خارج الأزهر ولكن ينتخب من مشايخ الأزهر وأساتذته وعلمائه وليس من هيئة كبار العلماء وإذا كان سينتخب من هيئة كبار العلماء فلابد أن يتم انتخاب هذه الهيئة من علماء الأزهر، ولا يجب أن يبقي شيخ الأزهر في منصبه مدي الحياة أو حتي يبلغ 80 سنة، ويكفي أن يبقي في منصبه مدة أو مدتين مثل رئيس الجمهورية ويكون لدينا شيخ أزهر سابق، ولماذا يكون المفتي موظفًا في وزارة العدل المفروض أن تكون دار الافتاء إدارة تابعة للأزهر وكذلك وزارة الأوقاف، نحن نريد أن تكون المؤسسة الأزهرية أعظم شيء في مصر وأعظم من مؤسسة الرئاسة، وأن تكون لها سلطة كالسلطة التشريعية والتنفيذية ولها مطلق الحرية والحصانة.
ولكن الأزهر استطاع أن يجمع في رحابه كل القوي والرموز كالبابا شنودة والحكومة وكل القوي والتيارات السياسية لاستعادة روح الثورة؟
- كل هذا كلام فارغ وليس هذا ما يجمع مصر مازلنا نعيش بأسلوب جمع مصر والوحدة الوطنية بالشعارات والأحضان والقبلات وهذا غير مقبول، أما وثيقة الحريات التي أصدرها الأزهر فما الجديد فيها، ومن الذي يختلف علي حرية العقيدة والإبداع والبحث العلمي، هذه الأمور معروفة بالفطرة.
ولكن هذه الوثيقة جاءت لطمأنة الناس بعد إثارة بعض المخاوف من تصريحات وفتاوي لتكفير الأدباء أو إنشاء جماعة الأمر بالمعروف وغيرها؟
- أنا أري أن هذا مجرد تلميع إعلامي لبعض الأشخاص ولمؤسسة تلفظ أنفاسها وهي مؤسسة الأزهر، كنت أتمني أن يصدر الأزهر وثيقة يقول فيها ما ضوابط حرية الاعتقاد، فديننا يقول لا إكراه في الدين ولا نحتاج الأزهر ليصدر وثيقة يقول ذلك فلدينا القرآن أعظم وثيقة، ووثيقة الأزهر لم تأت بجديد ولكن ليقل لنا ما ضوابط حرية الاعتقاد إذا أسلم مسيحي أو تنصر مسلم، أو أراد مسيحي بعد إسلامه أن يعود للمسيحية مرة أخري وفي حالة تغيير أحد الوالدين أوكليهما لدينه فما مصير الأبناء وغيرها؟ كنت أتمني أن يصدر الأزهر والكنيسة وثيقة موجهة للمسلمين والمسيحيين تحدد كل هذه الضوابط، وما نفعل في حالة سب الأنبياء، وعندما يتحدث عن حرية الأدب والإبداع الفني فمن قال إن الإسلام ينكر هذه الحرية ولكن ما ضوابطها، فهل يعتبر الأزهر والكنيسة الرقص الشرقي والعري والقبلات إبداعًا فنيًا، وحين يتحدث عن حرية البحث العلمي فليقل لنا ما فرص البحث العلمي وما ضوابطه وما حدود حرية الرأي؟ فالوثيقة التي صدرت لم تضف جديدًا فلماذا إضاعة الوقت؟ وهل الهدف منها التصوير أمام الكاميرات فقط؟ فالحريات موجودة ولكن ما نحتاجه هو ضوابط هذه الحريات.
بحكم أنك تعرف الكثير من شباب الثورة نريد أن نسأل أين هم الآن؟
- أنت تنكأين جراحا ولا أريد أن أجيب عن هذا السؤال، فلا تعليق وهذه الإجابة تحمل كل معاني الأسي والحسرة.
في المرشحين المحتملين للرئاسة من تراه الأنسب؟
- لا تعليق.
ولكن نعرف أن هناك صداقة كانت تربط والدك بالشيخ صلاح أبوإسماعيل، فهل لهذه العلاقة دور في أن تدعم الشيخ حازم أبوإسماعيل في انتخابات الرئاسة؟
- والدي الشيخ حمودة حجازي كان صديقًا للشيخ صلاح رحمه الله وأنا صديق للشيخ حازم منذ زمن لكن هذا ليس له علاقة بأن أؤيد حازم أو لا.
إذن فما المواصفات التي يجب أن تتوافر في الرئيس القادم؟
- يجب أن يكون رجلاً لم يتلطخ بالنظام السابق وأن يكون مصريا من أب وأم وجد مصري ولم يتجنس بأي جنسية أخري حتي ولو تجنس وتنازل عن هذه الجنسية وأن يكون قد تربي في هذه الأرض وأن يكون مسلمًا يعرف ربه ويتقيه و لا ينام وهناك مصري جائع، ويرعي الشعب بكل طوائفه ويراعي المسيحي ويحافظ عليه قبل المسلم، ويكون بصحة جيدة ولا يكون قارب علي الثمانين فقد إن لدولة العواجيز أن ترحل.
طرحت في هذه المواصفات أن يكون الرئيس مسلمًا فهل يعني هذا انه لا يمكن أن يتولي حكم مصر رئيس قبطي؟ وهل يتنافي هذا مع فكرة المواطنة؟
- أنا لا أمانع ترشح أي شخص مصري شريف لمنصب الرئيس لكن الشعب سينتخب من؟ فمن لهم حق الانتخاب 45 مليونًا والمسيحيون يشكلون 10% من هذا العدد وعند ترشح شخص مسيحي وآخر مسلم فمن الذي سيفوز، لن يحكم مصر رئيس قبطي إلا إذا حكم أمريكا أو فرنسا رئيس مسلم.
وما رأيك في طرح فكرة الخروج الآمن للعسكر؟
- سيكون لدينا برلمان منتخب وحكومة ورئيس جمهورية منتخب وهؤلاء من سلمناهم البلد و من سيديرونها وهذا قرارهم، وبالنسبة لأخطاء العسكر فماذا يعني الخروج الآمن؟ ومن الذي سيحاسبهم؟ ومن الذي من حقه أن يقول إنهم أجرموا أو أن يعطيهم وعودأ أو يعفو عنهم فالبعض الذي يطرح هنا لا يملك إلا أن يتكلم ولا يملك قرارًا.
كنت شاهدا علي موقعة الجمل واستدعيت للشهادة فما تعليقك علي سير محاكمات النظام السابق؟
- أري أن هذه المحاكمات تسير بشكل روتيني حتي يرحل المجلس العسكري، ومبارك سيأخذ حكما وسيتم الطعن عليه وسيكون هناك استئناف ونقض يعني 'موووت يا حمار' فأما أن يموت حسني مبارك أو أن يأتي رئيس جديد ليحاكمه، وبالفعل كنت شاهدًا في موقعة الجمل وطلبت أن أكون شاهدًا في محاكمة مبارك ولكن لم يتم استدعائي للشهادة وهذا يضع علامات استفهام كبيرة حول قضية قتل المتظاهرين وقد كنت موجودا وشاهدت أحداثا كثيرة ولم استدع للشهادة.
وقد كنت أوقن أن المجلس العسكري والنظام القضائي المصري الموجود والنائب العام والنيابات الحالية لا يمكن أن تحقق محاكمات عادلة وناجزة ولكي يحدث ذلك لابد من وجود حكومة وبرلمان ورئيس منتخبين ونظام قضائي ونائب عام ونيابات جديدة وكل هذا لن يتغيرفي وجود العسكر، نحن أعددنا قائمة ب 800 متهم معروفين وكان المقترح أن يتم التحفظ علي هؤلاء حتي يتم انتخاب رئيس وحكومة وبرلمان وتعديل هيكل القضاء حتي يمكن محاكمة هؤلاء محاكمة عادلة ناجزة.
وهل بما تحمله من شهادة هناك أدلة يمكن من خلالها إدانة مبارك؟
- هناك أشياء لا يمكن أن نتحدث عنها الا أمام المحاكم أو التاريخ.
لماذا بدأ الناس ينفرون من الثورة ويسخطون علي الثوار وبدأت حالات الانقسام واختفت الروح التي كانت سائدة أثناء الثورة وبعدها مباشرة؟
- بسبب الإعلام والفيس بوك وتويتر فأنا أسمي الإعلام والإنترنت مسيلمة الكذاب والفيس بوك وتويتر اللات والعزة لهذا الزمان.
لكن كان للانترنت والفيس بوك دور في الدعوة لثورة يناير؟
- هذه أكذوبة، فلا يمكن أن يكون الفيس بوك وتويتر الذي يشتم الناس بأفظع الشتائم هو من صنع الثورة ولا يمكن أن يكون من يكتبون في مدوناتهم قلة الأدب والشتائم هم الثوار الذين صنعوا الثورة فهذه موجات الثورة، التي يحاول أصحابها ركوب الثورة وصناعة الزعامات وتعديل الأجندات.
وما رأيك في المداهمات التي حدثت لمنظمات المجتمع المدني مؤخرًا؟
- أؤيدها بشدة فهذه ليست مداهمات ولكنها أمر قضائي وأنا لا أريد أي منظمة أمريكية ولو أستطيع قطع العلاقات مع أمريكا لفعلت لا أريد معونة عسكرية أو مدنية إطلاقا فليحملوا عصاهم ويرحلوا من مصر وأمنية حياتي إغلاق السفارة الأمريكية في مصر.
لكن هذه المنظمات القائم عليها والمسئول عنها مصريون؟
- القائم عليها مصريون ويتلقون الدعم الأمريكي أنا لا أقبل وجودها في مصر حتي وإن كانت مشهرة فلتعمل منظمة مصرية ويأخذ فلوسه من مصر ويعمل بفكر مصري.
لكن هذه المنظمات يقول البعض إنها كانت تقاوم نظام مبارك وأسهمت في صناعة الثورة؟
- إطلاقا لم تشارك ولا علاقة لها بالثوة وهؤلاء هم من يركبون الثورة.
وكيف تري صورة مستقبل مصر؟
- أنا متفاؤل جدا بمستقبل مصر وأقول للشعب المصري إن يوم عيدنا ونجاج ثورتنا هو يوم تنصيب رئيس جمهورية منتخب ايا كان انتماءه وسيأتي هذا اليوم قريبا ومصر ستصبح دولة عظمي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.