يعانى أصحاب المعاشات معاناة مزدوجة الأولى مع اجترار الأحزان من فقد غالٍ لديهم و معاناة الحصول على المعاش يمكنهم من استمرار حياتهم واستخراج المعاش ليكون مصدر إنفاقهم الوحيد خاصة فى ظل وجود صغار وعدم وجود مصدر دخل بديل للإنفاق على الأسرة بعد فقد عائلها. الإجراءات والتعقيدات والروتين خاصة مع أصحاب الحرف الذين قد لا يملكون أرقامًا تأمينية تجعل من تجربة الحصول على معاش المتوفى أشبه بالحرب التى تصل لحد الصراع حتى تتمكن الأسرة من صرف المعاش للمرة الأولى والتى قد تأتى بعد شهور طويلة، تكون الأسر استدانت المعاش قبل أن يأتى!! إبراهيم يوسف يعمل سائقًا من أصحاب الأعمال الحرة أصيب بالعديد من الأمراض التى أقعدته عن العمل فقرر استخراج معاش السائقين بما انه قام بتسديد كل سنوات التامين المستحقة عليه للنقابة التابع لها، ظل شهرًا بالكامل يوميا يتواصل مع مكتب التامين التابع له وكل يوم الموظفون يطالبون بإحضار أوراق مختلفة بداية من إيصالات تسديد التأمينات مرورًا بالصور وأصول رخصة القيادة وإثبات عدم حصوله على اى معاش من اى جهة حكومية واثبات عدم عمله فى اى جهة حكومية من قبل يقول : من الممكن ان يحصل الموظف على كل هذه الأوراق من خلال جهاز الكمبيوتر الذى يعمل أمامه لاننى أقدم كل هذه الأوراق كل سنة عند سداد التأمينات السنوية، الكارثة انه بعد الشهر الطويل بنفقاته وإجهاده، الموظف قال لى: تعال بعد سبعة شهور اسأل على المعاش لتعرف إن كان قد تم استخراجه أم لا، إزاى انتظر سنة طويلة بلا دخل ولا معاش، ومن السبب عن ضياع الوقت وطبعًا مين يصرف حتى يتم استخراج المعاش لابد من تعديل القوانين وان يتعامل موظفون التأمينات بإنسانية أكثر. أما منى عبد الفتاح )آنسة تحصل على معاش والدها منذ وفاته من عشر سنوات( تقول: ظللت شهور طويلة بإجراءات معقدة حتى تم استخراج معاش لصالحى عن والدى المتوفى المشكلة أنى كل سنة يطلب منى شهادة أنى آنسة ولم أتزوج ولم أعمل وليس لى دخل أو مصدر إنفاق وطبعا المفروض الروتين ده يتغير لأنه ببساطة ممكن من خلال البطاقة الشخصية الاستعلام عن الحالة الاجتماعية دون الرجوع إلى شهادة من موظفين وعليها ختم النسر والتعقيدات اللى لو متنفذتش سيتم قطع المعاش وتعليقه بالأمانات ويظل شهور حتى احصل عليه!! وتقول علياء عبد الفضيل مدرسة بعد وفاة زوجى كان عندنا سيارتا أجرة تم التعامل معنا على انه صاحب عمل ودخت السبع دوخات حتى استخرجت معاشًا لأبنائى الثلاثة والذى لم يتجاوز خمسمائة جنيه، وطبعًا تعقيدات طويلة وإجراءات ملهاش لزمة، وكنت هفقد عملى بسبب الغياب الكثير لاستخراج المعاش، هذا غير معاملة الموظفين غير الآدمية والشد والجذب والتطاول فى أحيان كثيرة ولهذا لابد من مراجعة القوانين أو تعديلها اختصارا للوقت. أما الحاجة رضا مصطفى )58 عامًا( تقول من أيام و أنا بحاول استخرج معاش من الشئون الاجتماعية الموظفة فى مكتب حلوان طلبت منى الذهاب لمنطقة العتبة لاستخراج أوراق رسمية تفيد أننى لا أتقاضى أى معاش من جهات حكومية أخرى، وفى العتبة وجدت مدة تأمينية حكومية لانى عملت فى إحدى المدارس الحكومية من عشرين سنة، فطلبوا التوجه أولًا إلى المكتب للحصول على الحق المادى عن هذه المدة ثم العودة إلى مكتب الشئون لاستكمال باقى إجراءات المعاش، وطبعا مصاريف ومجهود كبير جدًا لا سن ولا صحة تسمح بذلك. فى أحد مكاتب التأمين وجدنا شقيقتين ترتديان ملابس سوداء تبين أنهما جاءا لاستكمال إجراءات المعاش بعد وفاة الأب الذى كان يعمل عامل حراسة فى إحدى شركات المقاولات لكنهما لم يستطيعا تقاضى أى أموال من المعاش لأكثر من سنة لان الملف غير مكتمل وناقص، لأنه عمل فى أكثر من مكان ولديه تأمينات فى كل مكتب تبع مكان عمل به، ولكن التساؤل لماذا لا يتم صرف مبلغ من اجل الإنفاق على استخراج أوراق المعاش حتى يتم الصرف النهائى أسوة لما يحدث مع المطلقات والأرامل من بنك ناصر؟!! أما سعاد خليل موظفة تعلق قائلة: إجراءات المعاش لم تتغير منذ ثلاثين عامًا، سبحان الله حضرت مع والدى وكنت صغيرة ليستخرج معاشه واليوم افعل مثله بعدما بلغت الستين من عمرى، وهى نفس الطريقة وكأن الموظفين لم يتغيروا من 30 سنة!! فى الذل والتحكم، والمفروض يتعمل لهم دورات تدريبية للتعامل مع المسنين وكبار السن. إذن ما يتعرض له المواطنون البسطاء فى مكاتب التأمينات لا يمكن وصفه سوى بالتهاون فى حقوق هؤلاء الذين لم يعد بإمكانهم خدمة أنفسهم بعد سنوات طويلة قضوها فى العمل داخل مؤسسات القطاع العام أو الخاص على مدار سنوات عمرهم.. ويجب فى النهاية الخضوع لها حتى يتمكنوا من الحصول على معاشهم الشهرى ومكافأة نهاية الخدمة. تدافع سمية محمد مدير مكتب تأمينات حلوان سابقًا قائلة المشكلة مش فى الموظفين المشكلة فى القوانين العقيمة اللى بنشتغل بيها واحنا بدورنا طالبنا بتغييرها تسهيلا على أصحاب المعاشات فمثلا ماذا يفعل الموظف لصاحب معاش عليه تأمينات من أربعين سنة وقت لم يكن هناك كمبيوتر وغيره، وكل فرد بيتا خر معاشه بيجيله شيك بكافة مستحقاته دون بخس بها هو فقط عامل الوقت وأيضا الأعداد الكبيرة التى يخدمها المكتب الواحد أطالب بان تتم زيادة أعداد المكاتب على مستوى الجمهورية حتى يتم تقديم الخدمة بشكل أفضل وأسرع.