طالب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف القوي الخارجية بعدم التدخل في خيارات شعوب دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قائلا "لا نستطيع بعد استيعاب أبعاد التحولات بشكل نهائي، لأنها لاتزال في بدايتها، ومن المهم الاسترشاد بالمبدأ الذي يتمسك به الاطباء -عدم الإضرار- لأن التحولات السياسية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط لم تنجز بعد". وقال لافروف -في مؤتمر صحفي- "من الضروري دعم الحوار الوطني، والتوضيح للقوي المعارضة أنه يتعين عليها الحوار في إطار العملية السياسية، وعدم حثها علي حمل السلاح للاطاحة بالأنظمة، فهذا سوف يؤدي إلي حرب واسعة جدا، تتضرر منها بلدان المنطقة، بل ودول بعيدة عن حدودها"، مشيرا إلي أنه يتعين علي القوي الخارجية قبول خيار شعوب المنطقة وعدم التدخل في شئونها. وأعرب الوزير الروسي عن عدم قناعته بجدوي فرض الحظر الجوي علي سوريا التي لا يستخدم نظامها قوات الطيران ضد المدنيين بخلاف ما حدث في ليبيا، مؤكدا أن الغرب يناقش إمكانية فرض الحظر، كما أن حلف شمال الأطلسي "الناتو" يناقشه أيضا، ومطالبا بالتفكير في وسائل أخري مثل إرسال مايسمي ب"القوافل الإنسانية" إلي سوريا، املا في تحريض القوات الحكومية وحرس الحدود علي الرد، ومحاولة خلق انطباع بوجود كارثة إنسانية هناك. ونفي لافروف حدوث أي تغير في السياسة الخارجية الروسية بعد أن تنتخب روسيا رئيسا جديدا في مارس المقبل، قائلا "أري مبررا لأمل شركائنا بالخارج في استمرار هذه السياسة الخارجية بعد الانتخابات الرئاسية في بلادنا". وأكد الإجماع الداخلي الواسع علي تأييد السياسة الخارجية التي تنتهجها البلاد، وهي سياسة براجماتية ومتوازنة وذات اتجاهات متعددة وقابلة للتنبؤ وهادفة إلي تأمين مصالح روسيا الوطنية، والاستفادة إلي أبعد حد ممكن من الإمكانات الخارجية المتاحة للمساعدة علي إنماء الاقتصاد الروسي وحل القضايا الاجتماعية وصون سيادة الدولة الروسية علي أراضيها. وجدد لافروف تأكيد رفض روسيا للادعاءات اليابانية بملكيتها لأربع جزر في جنوب مجموعة جزر الكوريل، مشيرا إلي أن "السيادة الروسية" علي هذه الجزر غير مطروحة للنقاش. وعن القضايا الدولية التي تهم روسيا، عبر لافروف عن أمل روسيا في أن تأخذ الولاياتالمتحدة في الاعتبار "القلق الروسي" بشأن مشروع الدرع الصاروخية الأمريكي، وتتبني خيار تضافر الجهود لمواجهة التحديات الأمنية، مكررا الطلب الروسي بحل المحكمة الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة، فهي "أدت وظيفتها"، واتهمها بأنها ليست محايدة ونفذت مهمتها "بصورة تشوبها شائبة".