أثار مقتل قائد المتمردين في الجنوب السوداني الفريق جوج أطور قبيل زيارة الرئيس الجنوبي سلفا كير إسرائيل الكثير من علامات الاستفهام، حيث قال رجال أطور إن الموساد الإسرائيلي بالتعاون مع المخابرات الأوغندية نفذا عملية الاغتيال، بعد استدراج أطور إلي أوغندا بناء أثار مقتل قائد المتمردين في الجنوب السوداني الفريق جوج أطور قبيل زيارة الرئيس الجنوبي سلفا كير لإسرائيل الكثير من علامات الاستفهام، حيث قال رجال أطور إن الموساد الإسرائيلي بالتعاون مع المخابرات الأوغندية نفذا عملية الاغتيال، بعد استدراج أطور إلي أوغندا بناء علي دعوة عاجلة من الرئيس الأوغندي يوري موسفيني بزعم التباحث لإنهاء الأزمة مع حكومة سلفاكير، وقال مراقبون إن مقتل أطور كان الهدية الكبري التي سلمها الموساد ل'كير' قبل زيارته لإسرائيل مؤخرًا وقوله إنه لولا إسرائيل ما كانت دولة الجنوب، وهو ما يشير إلي تعاون استخباري موسع بين أمن الجنوب والموساد الذي يسعي إلي السيطرة الأمنية والاستخبارية علي الدول التي تقع في منطقة حوض النيل، وكان الفريق جورج أطور أحد المؤسسين للحركة الشعبية وتمرد علي الجيش الشعبي وسجل انتصارات ساحقة عليه، وأعلن قبل مقتله أنه سوف يقوم بالاستيلاء علي جميع ولايات الجنوب وإعادة الديمقراطية والحرية لأبناء الجنوب ولأنه من قبيلة الدينكا كبري قبائل الجنوب، مثل شوكة في ظهر الدولة الحديثة وفشلت كل جهودها العسكرية والسياسية في التخلص منه. وعلي الرغم من حديث كثير من المراقبين حول حق دولة الجنوب ورئيسها في علاقاته الخدمية باعتباره رئيسًا لدولة مستقلة، إلا أن كثيرًا من المراقبين، يرصدون التوجه الجديد لدولة الجنوب بعد الاستقلال تجاه العدو التاريخي للعرب علي عكس ما كان يعلنه قادتها قبل الاستقرار من أنهم جزء من المنطقة العربية، الأمر الذي دفع جامعة الدول العربية لعرض عضويتها علي دولة الجنوب. ويسعي قادة دولة الجنوب إلي تأمين دولتهم عبر غطاء استخباري إسرائيلي- أمريكي في مواجهة العدو القديم في الشمال، دون اعتبار لجر المنطقة كلها لصراع عسكري وأمني، سوف يكون بالضرورة علي حساب بناء وتنمية الدولة الوليدة، خاصة ان دولة الجنوب تفتقر تماما لكل مقومات الحياة من بنية أساسية وطرق ومياه وكهرباء، إضافة إلي ارتفاع نسبة الأمية إلي 90٪ من أبناء الجنوب، وتحاول إسرائيل جر الجنوب إلي صراعها مع الدول العربية وخاصة مصر التي تعتمد علي 15٪ من مواردها المائية من جنوب السودان، وكما يستخدم الغرب فزاعة القاعدة لضرب باكستان وأفغانستان، تقدم تل أبيب تقاريرها للدولة الوليدة حول أطماع دولة السودان في مواردها ومؤامراتها علي أمنها. وتشير التقارير إلي دخول دولة الجنوب في صراع مكشوف ومباشر مع دولة شمال السودان لجره إلي حرب استنزاف طويلة، عبر دعم تحالف كودا الذي يضم متمردين علي الخرطوم في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، إضافة إلي استقبال قوات حركة العدل والمساواة أكبر حركات التمرد في دارفور. وكانت حكومة السودان تقدمت نهاية الأسبوع الماضي بشكوي ضد حكومة الجنوب، لمجلس الأمن الدولي وللاتحاد الإفريقي ولعدد من المنظمات الدولية والإقليمية قالت فيها، إن قوة عسكرية تتكون من تسع وسبعين سيارة مسلحة تحمل علي متنها قوات عسكرية تقدر بثلاثمائة وخمسين مقاتلا من حركة العدل والمساواة فضلاً عن ثماني وعشرين عربة تجارية، تمكنت من دخول جمهورية جنوب السودان الأربعاء الماضي و طلب السودان من المنظمة الدولية، أن تساعدها في الضغط علي دولة جنوب السودان، لكي تمتنع عن تقديم أي مساعدة لهذه القوة وأن تقوم بتجريدها من سلاحها، وتسليم المطلوبين منهم للعدالة في السودان. وكان الجيش السوداني قد رصد تحركات القوات المتمردة، من وادي هور بشمال دارفور بمائة وعشرين عربة لاندكروزر مسلحة بأسلحة إسناد مختلفة وعربة لاندكروزر مصفحة كانت تقل زعيم الحركة خليل إبراهيم الذي قتل في العمليات وثلاث عربات كبيرة محملة براجمات أربعين ماسورة، وثلاث أخري محملة برشاش 37 ملم وأثنتين محملتين بمدفع 32 ملم وعربة اتصالات تحمل تسعة من القادة الميدانيين للحركة وحوالي430 فردًا، وقد تحركت جميع هذه القوات إلي داخل دولة الجنوب، مما يشكل دعما وإسنادا لقوات التمرد ضد الحكومة بعدما فقدت هذه القوات دعم دولة تشاد والقذافي وأصبحت بلا غطاء إقليمي. وقالت وزارة الإعلام السودانية، إن قوات الحركة نفذت عمليات نهب خاطفة لقري علي الحدود ونهبت من القري التي هاجمتها خمسين عربة تجارية و12 عربة لاندكروزر من تجار الذهب واختطفت نحو خمسمائة مواطن من مختلف المناطق التي هاجمتها وقدرت حجم الأموال المنهوبة بحوالي ملياري جنيه سوداني وأوضحت الوزارة، أن القوة المسلحة، والعربات المنهوبة والمواطنين المختطفين عبروا إلي دولة الجنوب من خلال معبر السرج والسكارة، كما تم تخصيص معسكر قريب من منطقة راجا لتجميع وتدريب المقاتلين بما في ذلك المواطنون الذين تم خطفهم. وتؤكد المعلومات أن دولة جنوب السودان تتجه إلي أن تتحول لقاعدة عسكرية لإسقاط حكومة الخرطوم بدعم دولي مباشر من تل ابيب وواشنطن،خاصة مع رفضها الدائم جميع الحلول الوسط التي طرحها الوسطاء لإنهاء الأزمات مع حكومة السودان،حيث ترفض دفع رسوم مرور علي بترولها في أراضي الشمال وتصديره عبر ميناء بورسودان وتعرض بدلاً من ذلك إقراض الشمال 2مليار دولار بشروط ميسرة، كما ترفض الاعتراف بحدود الجنوب عند استقلال السودان عام 1956 وتصر علي اعتبار منطقة ابيي الغنية بالنفط ضمن حدودها، إضافة إلي الخلافات علي حصتها في ديون السودان الخارجية والخلاف علي كثير من المناطق الحدودية. وتقول المعلومات إن قيادة الدولة الجنوبية لاتزال تحكمها العقلية العسكرية التي قاتلت الشمال لأكثر من نصف قرن، إضافة إلي أن كثيرًا من قادة الجنوب يعتقدون أن مشروعهم لحكم جميع السودان لايزال قائما، طالما بقيت هناك أطراف متمردة في الهامش، ولكن دولة الجنوب ذاتها تعاني انشقاقات داخلية، قد تؤدي إلي انهيار الدولة الحديثة إذا ما تفرغ قادتها لإشعال حروب إقليمية أخري. وكان جيش تحرير جنوب السودان بزعامة الفريق جيمس قاي، المتمرد علي سلفا كير، قد أكد سيطرته علي أكثر من 90٪ من ولاية أعالي النيل الكبري، في وقت أكد فيه مقدرتهم علي فصل الولاية وإقامة حكومة المنشقين عن الجيش الشعبي في جوبا. وقال جيمس قاي القائد العام لقوات ثوار الجنوب، إنهم يقتربون من مدينة 'بانتيو' بولاية الوحدة، مبينا أن مصرع الجنرال 'جورج أطور' سيكون دافعا لهم لتحقيق المزيد من الانتصارات بجانب 'رد الصاع صاعين'. وأشار إلي أن الإطاحة بنظام جوبا هي من أولوياتهم السياسية عقب تحرير ولايات الجنوب الخمس عشرة بجانب بسط الأمن والاستقرار والديمقراطية، مؤكدا تمسكهم بمطالبهم القومية والوطنية المعلنة، وأنهم سيجتاحون 'بانتيو' ومنطقة 'عدارييل' في الأيام المقبلة. وأكد جيمس قاي أن حكومة الجنوب فشلت في حسم النزاع بين قبائل المورلي والنوير بجانب عدم جديتها في الحفاظ علي حقوق الإنسان، مشددا علي أن عملياتهم العسكرية التي ستبدأ في الفترة المقبلة تستهدف مناطق البترول في كل من ولايات الوحدة وبانتيو وجونجلي. ويحتدم الصراع القبلي بين قبيلة النوير المعروفة بشراستها العسكرية وقبيلة المورلي في ولاية جونقلي، بسبب الصراع علي المراعي ونهب الأبقار واختطاف الأطفال، مع الغياب التام لدور الدولة في الجنوب وهو ما دعا الأممالمتحدة لإرسال كتيبة عسكرية لإنقاذ المورلي من ستة آلاف مقاتل من النوير يستعدون لإبادتهم، ويري القيادي الجنوبي جفور مكوي، أن الصراع يمكن أن يوقع مئات الآلاف من القتلي خاصة مع إصرار النوير علي استرجاع كل اطفالهم ورفضهم إعادة أبناء المورلي، وتفرغ الجيش الجنوبي لدعم المتمردين في الشمال السوداني، وعدم تحديد مسارات للرعي ومعاقبة عصابات النهب المسلح. الجنوب إذن يئن تحت وطأة الخلافات الداخلية ولكن إسرائيل والغرب يقدمون إغراءات وهمية له بالخروج إلي جنتهم الموعودة، فقط إذا ما أشعل حربا مع الشمال وسمح بعودة الرجل الأبيض إلي ديارهم يحدث هذا فيما لاتزال الصراعات مستمرة بين الثوار وأجهزة الأمن في مصر!!