البطولة العربية للأندية التي تقام بمصر في دورتها السابعة والعشرون بمشاركة 12 نادي من أقوى الأندية العربية والتي بدأت منذ 22 يوليو 2017 وتنتهي في السادس من أغسطس على ملعبي السلام بالقاهرة وبرج العرب بالإسكندرية تسير بخطى ثابتة وتحقق من خلال يومياتها وجولاتها نجاحات على كافة الأصعدة وتقدم للجماهير العربية والعالمية أداء رياضي فني على أعلى مستوى وتظهر للعالم مدى التقدم والأمن والأمان الذي تنعم به مصر من خلال الصورة الرائعة والمتميزة التي ظهرت عليها البطولة بعد انقطاع دام لخمس سنوات . يشارك في البطولة 12 نادي يمثلون 10 دول عربية موزعين على ثلاث مجموعات يصعد منهم أول المجموعة ثم ينضم إليهم أحسن مركز حاصل على أكبر عدد من النقاط والأهداف .
المجموعة الأولى تضم الأهلي المصري ، الفيصلي الأردني ، الوحدة الإمارتي ونصر حسين داي الجزائري ، وقد اكتملت لقاءات الأندية خلال الجولات الثلاث والتي حسمها الفيصلي الأردني الفائز في ثلاث مباريات حاصدا 9 نقاط ويصبح من أقوى فرق البطولة ويتأهل عن مجموعته مع النادي الأهلي المصري الذي حصل على أحسن المراكز بالبطولة وتفوق عن الأندية المكونة بالمجموعات الثلاث وحصوله على 6 نقاط .
المجموعة الثانية وتضم الزمالك المصري ، النصر السعودي ، العهد اللبناني ، الفتح الرباطي المغربي ، وتأهل بها الفتح الرباطي بحصوله على المركز الأول حاصلا على 5 نقاط مع خروج نادي الزمالك المصري الذي لم يقدم المستوى الفني المطلوب وتأخره أمام لقاءاته مع أندية تلك المجموعة وحصوله على 4 نقاط .
المجموعة الثالثة التي تنتهي لقاءاتها اليوم الأحد الموافق 30 /7 وتضم الهلال السعودي ، والمريخ السوداني ، الترجي التونسي ، ونفط الوسط العراقي ، وبغض النظر عن لقاءات اليوم فإن نادي الترجي التونسي قد تأهل إلى المربع الذهبي بعد فوزه على نفط الوسط العراقي والمريخ السوداني ثم لقاءه المرتقب في الجولة الثالثة والأخيرة اليوم مع الهلال السعودي .
لقد أثبتت تلك البطولة نجاحها من خلال العروض المتميزة والقوية التي ظهرت عليها الأندية العربية التي قدمت لقاءات فنية تنافسية متميزة لأفضل وأمهر اللاعبين مع اختلاف المدرسة الرياضية العربية الأسيوية والمدرسة الرياضية العربية الأفريقية إضافة إلى التنظيم الرائع الذي ظهرت عليه البطولة التي عادت مع حقبة وتذكية الأمير تركي بن خالد لرئاسة الاتحاد العربي لكرة القدم ومدى الجهد الرائع الذي بذله ومدى عمله وحرصه على نجاح البطولة وارتقائها إلى المستوى العلمي برغم التحديات التي تتعرض لها المنطقة العربية لتشكل عودتها أثرا إيجابيا كبيرا على الشارع العربي ، وبرغم عدم اعتمادها دوليا من الفيفا إلا أن القائمين عليها حرصوا على تطبيق القرار الصادر من أعلى سلطة رياضية بالعالم .
ماذا يعني استضافة مصر للبطولة ؟ كانت مصر كعادتها هي الأم العربية الحاضنة لاستقبال أبنائها الرياضيين وجماهيرها العربية بعد انقطاع البطولة لخمس سنوات لتكون مصر هي البوابة الأولى لجمع شمل الأشقاء العرب بمشاركة 12 نادي من أفضل الأندية العربية ، ولولا بعض المشكلات الأمنية والرياضية التي تتعرض لها بعض البلدان لأضيفت 5 أندية عربية أخرى للبطولة ، فمع انطلاق البطولة فإنها ومن خلال مشوار جولاتها اليومية تنتقل من نجاح إلى نجاح وحققت المتعة الفنية للجماهير العربية على غرار البطولات الدولية ، ولهذا فإنها حققت نجاحات على كافة الأصعدة عندما جمعت وبحب الشباب العربي والجماهير العربية العريضة حتى أسعدت الجماهير وشرفت الأداء الفني لمتعة كرة القدم ، وها هي مصر تعود من جديد لتثبت للعالم ما تتمتع به من أمن وأمان وقدرة فائقة على تنظيم واستضافة البطولات داخل أكبر عاصمتين لها وهما القاهرة والإسكندرية برغم كل التحديات الصعبة التي تواجهها مصر وقدرتها وحدها على تحقيق الأمن والاستقرار مع التصدي بيد من حديد لمواجهة الإرهاب ومواجهة الفكر الظلامي التكفيري ، والدليل خروج البطولة للعالم على هذا الشكل المشرف من خلال النجاح في الإعداد والتجهيز للملاعب بالشكل اللائق ، وتوفير الأمان لتنقلات وإقامة اللاعبين بالفنادق وحضور الإعلام مع حضور الشخصيات الدبلوماسية والرياضية التي حرصت على مشاهدة البطولة ومآزرة أنديتها لتظهر البطولة على الشكل الجمالي الذي يشبه نظائره بدول العالم المتقدم ولتصبح الرياضة هي الباب الأول لجمع شمل البلدان العربية من خلال التجمعات الشبابية وتوفير كل الإمكانات والجوائز المالية الكبيرة لنجاح تلك البطولة بعد تدخل أكبر القيادات بالدولة وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتعاون مع الأمير تركي بن خالد رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم للعمل معا على إنجاح البطولة بجوائزها المالية وإعطاء الفريق الفائز بها 2.5 مليون دولار بجانب باقي الجوائز المقررة للأندية وفق ترتيبها بالبطولة .
ولهذا فإن البطولة التي أقيمت بمصر قد حققت نجاح غير متوقع عندما أعادت قوة الصوت العربي ونبذت الفرقة والانقسام في الرياضة العربية وحققت الاحتكاك الفني المطلوب.
إيجابيات وسلبيات البطولة 1- من الإيجابيات التي حققتها البطولة العربية للأندية أنها نجحت إداريا وأمنيا وسياسيا ، وفنيا واقتصاديا من حيث أنها جمعت البلدان العربية كما أنها حققت الالتحام الفني للعبة بين المدرسة الأسيوية والأفريقية ، كما كانت البطولة فرصة لاختبار الأجهزة الفنية للفرق المشاركة من أجل تصحيح أوضاعها وحسن اختيارها مستقبلا للإداريين والمدربين واللاعبين ، كما أظهرت البطولة النواحي المهارية والفنية للأندية وإظهار قدرات اللاعبين وفتح آفاق الاحتراف أمامهم .
2- برغم الجماهير القليلة التي أتيح لها مشاهدة المباريات فإن البطولة أكدت على أهمية عودة الجماهير إلى الملاعب المصرية لأهميتها في اكتمال شكل الفرجة شريطة عدم الخروج عن النص وبما يسيء لصورة مصر وقيامها وما يعطي الانطباع السيئ والمرفوض للطبيعة الحقيقية للجماهير المصرية .
3- البطولة بسبب نجاحها تناقلتها وكالات الأنباء العربية والعالمية بسبب الصورة الإيجابية المشرفة لها والجدية التي ظهرت عليها مما يؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح مما يدفعنا إلى الاستعداد الجيد في البطولات القادمة .
4- البطولة كانت ناجحة بسبب أنديتها العريقة المتفوقة في بلدانها والتي جاءت من أجل تحقيق أهداف عديدة ومكاسب كبيرة على المستوى المادي والبدني والإداري والفني وهو ما ظهر من خلال الأندية التي اهتمت بالحضور الجيد وحسن اختيار اللاعبين من أجل تحقيق الفوز بالبطولة ومن تلك الأندية الترجي التونسي والفتح المغربي والعهد اللبناني ، والفيصلي الأردني ونادي الهلال السعودي بمنتخبه الأولمبي .
5- أظهرت البطولة توفيق بعض أنديتها في شرائها للاعبين الذين ظهروا بالبطولة بمستوى رائع مقابل إخفاق بعض الأندية في شراء لاعبيها ومدربيها على غرار النادي الأهلي والزمالك المصري دون مراعاة حقيقية للتفكير في مصلحة النادي ومصلحة مصر من خلال الأداء الهزيل الذي يظهر عليه هؤلاء اللاعبين والذين يتم التخلي عنهم سريعا دون مراعاة الخسارة المادية والفنية لتلك الأندية .
6- نجحت البطولة فنيا مما يدفع القائمين عليها بمطالبة الدول المتأهلة في البطولات القادمة بالعمل على إشراك اللاعبين الأساسيين لإظهار البطولة بالشكل الفني الأقوى وزيادة الاحتكاك والمنافسة لتحقيق المستوى الدولي المطلوب ليتم اعتمادها رسميا بالفيفا .
7- برغم إرهاق اللاعبين في تلك الأندية بسبب البطولات المحلية والدولية إلا أنها كانت فرصة للمشاركين لتحقيق الاستفادة الرياضية وزيادة الخبرة والاحتكاك وإتاحة الفرصة لتصحيح الأوضاع واختيار الأجهزة الفنية واللاعبين استعدادا للمواسم القادمة وهو ما أعطى المردود القوي على تلك الأندية .
8- كانت البطولة بمثابة الاختبار الحقيقي للحكم على طواقم حكام المباريات لفتح الآمال والآفاق أمامهم نحو مستقبل التحكيم المحلي والدولي .
9- كانت البطولة فرصة للحكم على مسارها وتطويرها مستقبلا للكرة العربية والبحث عن برامج مبتكرة وحديثة لتنميتها . وعن سلبيات تلك البطولة ما يلي
1- كشفت البطولة تقاعس بعض الأندية من خلال أجهزتها الفنية في الاشتراك بالشكل الأمثل بالبطولة ومن تلك الأندية الأهلي والزمالك المصري الذين لم يشتركا باللاعبين الأساسيين مما أظهرهما بالشكل الرياضي والفني غير المتوقع والتقصير في حق جماهير الكرة المصرية التي كانت تحلم بالظهور القوي من خلال أكبر الأندية المصرية التي تستضيف البطولة على الأرض المصرية ولهذا فإن البطولة قد وضعت أيدينا على الكثير من العيوب والمشكلات المزمنة في الكرة المصرية والعمل على تفاديها وهي عيوب فنية وإدارية أصبحت غير خفية على الفنيين والقائمين على اللعبة وعلى الجماهير العريضة التي تدفع الثمن والغيورة على سمعة الكرة المصرية بسبب الاستهتار المتواصل الذي يؤدي إلى تراجع نتائج الأندية المصرية دوليا ومن ثم تراجع مستوى المنتخب الوطني .
2- نجاح البطولة سوف يدفع الأندية العربية في البطولات القادمة أن تدفع باللاعبين الأساسيين من أجل المنافسة على البطولة بعد تراجع بعض الأندية المشاركة على الاشتراك بالشكل اللائق والأمثل .
إن المكاسب التي حققتها تلك البطولة كانت كبيرة وعظيمة وسوف تدفع بدولنا العربية والقائمين على اللعبة إلى الاستعداد الأقوى في البطولات القادمة والدفع إلى الوحدة والتلاحم العربي في شتى المجالات بعد نجاح هذا التجمع العربي الذي أثبت تعطش بلداننا وجماهيرنا العربية لهذا التلاحم والتجمع الذي يمكن أن يعود بالخير والنفع على شعوبنا العربية .