أخيرا.. أصبح للعرب بطولة للكبار فقط في كرة القدم.. بطولة تجتمع فيها كل الفرق الكبيرة ذات التاريخ.. بطولة حضرت خلالها المتعة والمفاجآت والإثارة حتي الأزمات.. بطولة لا تحسمها سوي صفارة الحكم في الختام.. بطولة لا مجال فيها للتوقع من يفوز علي الآخر.. بطولة لاكتشاف المواهب الواعدة هي بطولة الأندية العربية. كلها حقائق وظواهر عاشتها الملايين من الجماهير العربية استمتعوا فيها بالإثارة والغزارة التهديفية والظواهر.. خلال منافسات البطولة العربية لكرة القدم التي استضافتها مصر في الفترة من22 يوليو إلي السادس من أغسطس والتي أسدل عنها الستار لتعلن تدشين عودة قوية للبطولات العربية مرة أخري بعد توقف طويل. وتشير كل الأرقام إلي نجاح لافت للبطولة العربية في مصر, حيث أقيمت21 مباراة من بينها18 مباراة في الدور الأول شهدت العديد من الأرقام القوية يتصدرها تسجيل56 هدفا بمعدل تهديفي يصل إلي2.6 هدف في المباراة الواحدة وهو معدل تهديفي رائع وكبير ويعبر عن الكرة الهجومية التي أدت بها الفرق المباريات, والمثير أيضا أن المباريات الثلاث الحاسمة في الدورين نصف النهائي والنهائي كانت بالغة الإثارة وشهدت تسجيل11 هدفا بمعدل يفوق3.5 هدف في المباراة الواحدة. وهناك العديد من الظواهر التي لا يمكن تجاهلها في البطولة العربية أضفت الإثارة والسخونة علي الجماهير طيلة المنافسات. مفاجآت منذ اليوم الأول وبعيدا عن تتويج الترجي.. تعد المفاجآت والإثارة عنوانا كبيرا للبطولة العربية لما حملته من نتائج غير متوقعة أثارت جدلا واسعا. وأبرز المفاجآت علي الإطلاق فشل الفريق الكروي الأول بالنادي الأهلي في الوصول للنهائي رغم كونه المرشح الأول, وخسر الأهلي مرتين في البطولة العربية أمام فريق واحد الفيصلي الأردني بنتيجتي1/0 في الافتتاح و2/1 في الدور قبل النهائي. ومن المفاجآت المدوية أيضا خسارة الزمالك أمام العهد اللبناني1/0 في المجموعة الثانية وهي من النتائج التي أثارت جدلا واسعا في الكرة العربية, وتسببت في خروج الزمالك من الدور الأول. وهناك فوز تاريخي حققه الفتح المغربي علي النصر السعودي بأربعة أهداف أثارت جدلا كبيرا في المجموعة الثانية وكذلك خسارة الوحدة الإماراتي أمام نصر حسين داي الجزائري بهدفين دون رد في المجموعة الأولي, وهي من النتائج المثيرة للغاية. وبشكل عام فرضت المفاجآت نفسها في تحديد هوية الفرق المتأهلة إلي الدور قبل النهائي, حيث فشلت فرق كانت مرشحة للتتويج وهي الزمالك المصري والهلال والنصر قطبي الكرة السعودية والوحدة الإماراتي في الحصول علي تأشيرات التأهل إلي المربع الذهبي.1 فوزي البنزرتي.. المجد بعد الستين فوزي البنزرتي.. المجد بعد الستين.. حقيقة يجب الوقوف عندها كثيرا لمدير فني توج بطلا للعرب في السابعة والستين من عمره وواصل ضرب كل الأرقام القياسية, وأبرزها المدرب قادر علي العطاء بعد الستين بفضل إنجازات حققها في السنوات الأخيرة وأبرزها الآن الفوز بالبطولة العربية بدون هزيمة علي حساب الكثير من الفرق. ومن يتابع مسيرة فوزي البنزرتي يجد أنه كمدرب أصبح أسطورة عربية بكل المقاييس في مجال التدريب عقب تجاوزه عامه الستين الذي شهد قمة نضجه وتحقيقه انتصارات تاريخية في منطقة الشمال الإفريقي. ولعل أبرز إنجازات المدرب البنزرتي هي فوزه مع النجم الساحلي التونسي ببطولة كأس الكونفيدرالية الإفريقية2015 وتحقيقه وقتها انتصارا تاريخيا علي الزمالك1/5 في الدور قبل النهائي. تفوق أردني في التشكيلة المثالية أعلن الاتحاد العربي لكرة القدم عن التشكيلة المثالية ومنتخب البطولة العربية التي أسدل الستار عنها في مصر مؤخرا ظهر فيها تفوق كبير للفيصلي بوجود5 لاعبين بالإضافة إلي4 لاعبين من الترجي التونسي ولاعبين من الفتح المغربي. وجاءت التشكيلة المثالية للبطولة كالتالي: معتز ياسين, دومينيك, يوسف الرواشدة, أكرم الزوي وعدي زهران الفيصلي الأردني, خليل شمام, علي المشاني, أنيس البدري وغيلان شعلالي الترجي التونسي, أيوب سكومة ومحمد فوزير الفتح الرباطي. تفوق المدرب العربي من أهم ظواهر البطولة العربية تفوق المدرب العربي بشكل لافت, حيث ضم المربع الذهبي3 مدربين عرب في مواجهة أجنبي وحيد وتوج باللقب مدرب عربي أيضا هو فوزي البنزرتي المدير الفني للترجي التونسي, وكان بجواره في المربع الذهبي حسام البدري مدرب الأهلي ووليد الكراركي مدرب الفتح الرباطي المغربي. وهناك مدرب عربي رابع حقق نتائج رائعة وهو موسي حجيج المدير الفني لفريق العهد اللبناني وصيف المجموعة الثانية برصيد5 نقاط والذي لم يحالفه التوفيق في بلوغ الدور قبل النهائي. بل إن الانتصار الزملكاوي الوحيد في البطولة كان من نصيب ابن النادي طارق يحيي عندما قاد الزمالك للفوز علي النصر السعودي. في المقابل كان التراجع لسان حال أكثر من فريق كبير قاده مدرب أجنبي مثل إيناسيو المدير الفني السابق للزمالك الذي تمت إقالته من منصبه عقب الخسارة أمام العهد اللبناني بهدف دون رد وهناك الروماني ريجيكامب المدير الفني للوحدة الإماراتي الذي خسر3 مباريات وهناك البرازيلي ريكاردو جوميز المدير الفني للنصر السعودي الذي فشل في تخطي الدور الأول, بالإضافة إلي الفرنسي دييجو جارزيتو المدير الفني لفريق المريخ السوداني الذي فشل هو الآخر في تخطي الدور الأول رغم حضوره بالقوة الضاربة للمريخ في البطولة. أجمل هدف لبركات أجمل أهداف البطولة العربية هو هدف الكعب العالي لعمرو بركات لاعب وسط مدافع الأهلي في مرمي نصر حسين داي الجزائري في ختام المجموعة الأولي وهو هدف أثار جدلا بسبب الموهبة الكبيرة لعماد متعب رأس الحربة الذي خدع المدافعين بتمريرة سحرية بالكعب لزميله عمرو بركات الذي سدد كرة قوية في الشباك خلال وقت قاتل ليمنح الأهلي فوزا غاليا علي نصر حسين داي. أول الأهداف جزائرية أول أهداف وانتصارات البطولة العربية كانت جزائرية خالصة بطلها فريق نصر حسين داي الجزائري الذي فجر مفاجأة مدوية بالفوز علي الوحدة الإماراتي بهدفين دون رد سجلهما لاعباه عدادي وقاسمي. المثير في الأمر أن نصر حسين داي رغم بدايته القوية جدا في البطولة إلا أنه فشل مع مدربه نبيل نجيز في الوصول إلي المربع الذهبي بعدما خسر لقاءيه أمام الفيصلي الأردني والأهلي المصري فيما بعد. التوانسة وآخر الانتصارات آخر أهداف وانتصارات البطولة العربية كانت تونسية بطلها فريق الترجي التونسي الذي حقق الفوز علي الفيصلي الأردني بثلاثة أهداف مقابل هدفين في المباراة النهائية, وسجل هدف الفوز الترجاوي مدافعه الدولي شمس الدين الزوادي في الدقيقة101 بالشوط الإضافي الأول بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي2/2 وكان هدف الزوادي هو كلمة السر الأولي في حصول الترجي علي الكأس. نيبوشا الأفضل لا خلاف علي أحقية الصربي نيبوشا المدير الفني لفريق الفيصلي الأردني في الحصول علي لقب أفضل مدرب أجنبي في البطولة بعد أن قدم سلسلة من أقوي العروض التكتيكية وفجر مفاجأة مدوية بالوصول إلي المباراة النهائية, وحقق نيبوشا مع الفيصلي4 انتصارات متتالية في البطولة, بالإضافة إلي العلامة الكاملة في الدور الأول والذي نجح خلاله في تحقيق9 نقاط من الفوز في3 لقاءات. مواهب واعدة بالجملة أكثر من نجم عربي واعد فرض نفسه من خلال البطولة العربية وبات مصدر متابعة واهتمام للجماهير في الفترة المقبلة. ولعل أبرز مكاسب البطولة هو سعد بقير23 عاما صانع ألعاب فريق الترجي التونسي الواعد الذي فرض نفسه نجما علي المباراة النهائية بتسجيله لهدفين وبات ورقة أساسية وموهبة رائعة في الكرة التونسية. ويبرز في الصورة أيضا وجه عربي آخر فرض نفسه بقوة وهو محمد فوزير25 عاما لاعب وسط الفتح الرباطي المغربي الذي كان مفاجأة البطولة وانهالت عليه العروض العربية المغرية وتخطت المليون و500 ألف دولار, وهو لاعب رمانة ميزان حقيقية داخل الملعب يجمع بين صناعة الفرص لزملائه وتسجيلها وصاحب قدرة فائقة علي التمرير السليم, ولعب دور البطولة في تأهل الفتح للمربع الذهبي. وظهر من بين المواهب الجديدة إسلام محارب25 عاما صانع ألعاب فريق الأهلي الوافد له من سموحة السكندري والذي استغل البطولة في تقديم أوراق اعتماده وسجل هدفا جميلا وتميز بالمرونة التكتيكية والقدرة علي التألق في أكثر من مركز مثل صانع الألعاب والجناح الأيمن بالإضافة إلي لاعب الوسط المدافع والظهير الأيسر. ومن المواهب الواعدة التي تألقت بشكل لافت أحمد زريق رأس حربة فريق العهد اللبناني وأبرز مهاجم حاليا هناك, والذي لمع في البطولة العربية وكان لهدفه في مرمي الزمالك مفعول السحر في صناعة تاريخ للعهد وتحقيقه لانتصار لن ينسي علي بطل مصر وإفريقيا. وهناك معتز ياسين حارس مرمي الفيصلي الأردني الذي برز بشدة في البطولة وكذلك أكرم الزوي المحترف الليبي الموهوب في صفوف الفريق الأردني ومراد باتنة صانع ألعاب الوحدة الإماراتي والذي أضاف اللمسة الجمالية علي أداء فريقه في البطولة المهمة. الشمال الإفريقي رقم1 الشمال الإفريقي أقوي من المجموعة الآسيوية.. عنوان آخر فرض نفسه علي البطولة العربية بسبب خريطة المنافسة علي لقب البطولة, حيث توج بالكأس فريق ينتمي إلي منطقة الشمال الإفريقي وهو الترجي التونسي بعد فوزه علي الفيصلي الأردني بثلاثة أهداف مقابل هدفين في المباراة النهائية إلي جانب وجود فريقين من المنطقة الشمالية الإفريقية في المربع الذهبي هما الأهلي المصري والفتح الرباطي المغربي أمام فريق قادم من عرب آسيا هو الفيصلي الذي حل وصيفا وقدم بطولة هي الأفضل فنيا في تاريخه الإقليمي. ويعد تفوق الشمال الإفريقي مفاجأة في ظل ارتفاع مستوي الدوريات العربية الكبري في آسيا وخاصة الإمارات والسعودية مقابل نظيرتها في تونس والمغرب في السنوات الأخيرة. وشارك في البطولة12 فريقا من بينها6 فرق من منطقة عرب آسيا هي فرق النصر والهلال السعوديين ونفط العراق والعهد اللبناني والوحدة الإماراتي والفيصلي الأردني مقابل6 فرق من الشمال الإفريقي هي الترجي التونسي والأهلي والزمالك قطبا الكرة المصرية والفتح المغربي والمريخ السوداني وحسين داي الجزائري. دومينيك ودياكيتي في صدارة الأجانب أفضل لاعب أجنبي دون منازع في البطولة العربية يتقاسمه ثنائي إفريقي برزا بشدة في البطولة ووضعا فريقهما في مصاف الكبار. الأول هو السنغالي دومينيك ميندي المحترف في صفوف الفيصلي الأردني والذي كان ورقة رابحة بالغة التأثير بالنسبة لفريقه في البطولة. ولعب ميندي دورا كبيرا في تأهل الفيصلي للمباراة النهائية وله هدف جميل في مرمي الأهلي خلال لقاء الدور قبل النهائي, وتميز أداؤه بالقدرة علي الجمع بين دوري صانع الألعاب ورأس الحربة الصريح وكان سببا رئيسيا في الوصول إلي المباراة النهائية. ويبرز في الصورة الاسم الثاني وهو لامين دياكيتي المحترف الإفريقي في صفوف الفتح المغربي وهو مهاجم قوي وسريع وساهم في بلوغ الفريق للدور قبل النهائي وله هدفان رائعان في مرمي الزمالك خلال اللقاء الافتتاحي وشكل مع زميله محمد فوزير دويتو مرعبا للغاية. العهد أفضل دفاع يعد فريق العهد اللبناني صاحب أقوي خط دفاع ولم تهتز شباكه سوي مرتين فقط في البطولة. أقوي هجوم للترجي يملك فريق الترجي التونسي لقب أقوي خط هجوم وسجل لاعبوه11 هدفا في5 مباريات في البطولة 56 هدفا 56 هدفا هي عدد الأهداف المسجلة في البطولة العربية من بينها11 هدفا في الدورين نصف النهائي والنهائي. 0/4 أكبر انتصار أكبر فوز حققه فريق علي حساب آخر كان فوز الفتح المغربي علي النصر السعودي0/4 في الدور الأول. فوزير الهداف توج محمد فوزير لاعب وسط فريق الفتح الرباطي المغربي هدافا للبطولة العربية برصيد3 أهداف. انهيار الصفارة العربية يتصدر ظواهر البطولة العربية للأندية في نسختها المصرية انهيار دولة التحكيم العربي التي تحتاج إلي سنوات من أجل التطوير الشامل. وكتبت البطولة نسخة سيئة للغاية في إدارة المباريات عاني منها الجميع وبصرف النظر عن إدانة الكل لواقعة الاعتداء علي إبراهيم نور الدين حكم المباراة النهائية إلا أنه لم يكن الاختيار الأمثل وتورط في احتساب هدف غير سليم مما استفز لاعبي الفيصلي الأردني وكانت له الكثير من الأخطاء التي تحتاج إلي مراجعته لأدائه في الفترة الأخيرة. وكتبت البطولة أحداثا مؤسفة بالجملة من بينها الحكم الموريتاني المتواضع لمجيفري الذي أدار لقاء الأهلي مع الفيصلي الأردني في الدور قبل النهائي وكانت قراراته غير السليمة سببا في خسارة الأهلي الذي حرم من ركلتي جزاء لا شك فيهما إحداهما لصالح جمعة بالإضافة إلي عدم طرد لاعبين من الفيصلي وأخطاء أخري بالجملة. شهدت النسخة الحالية أخطاء تحكيميةفادحة, علي رأسها إلغاء هدف صحيح للأهلي, سجله كريم نيدفيد في لقاء الفيصلي الأول, كما ألغيهدف صحيح لنفط الوسط العراقي, في لقاء الترجي التونسي, وتم التغاضي عن ضربة جزاء صحيحة لصالح الفتح الرباطي أمامالزمالك, بينما أثير الجدل أيضا حولطرد لاعبينمن الفريق المغربي في مباراة الترجي. وظهرت مشكلة التحكيم واضحة عندما قررت اللجنة إبعاد3 حكام بعد أيام قليلة من بدء البطولة لسوء المستوي الواضح, وظهر سوء الاختيار بسبب عدم هيمنة الاتحاد العربي علي اختيار حكام الصفوة في المنطقة العربية وتركه الاختيارات في يد الاتحادات الأهلية التي ظهر في اختياراتها للبطولة مجاملات صارخة لأسماء بعينها.