سيطرت حالة من الهدوء الحذر علي أجواء مدرية أمن الإسكندرية بمنطقة سموحة و الشوارع القريبة منها ، و ذلك بعد قيام عدد من الشباب بحث المتظاهرين علي التراجع لميدان "عمانويل" و الإعتصام بداخله و عدم الإحتكاك برجال الأمن المركزي أو مهاجمة مبني مدرية أمن الإسكندرية مرددين بعض الهتافات منها "إلي يحب مصر ميخربش مصر" ، و "علي الميدان علي الميدان .. إعتصامنا في الميدان" ، و "إرجع إرجع" ، الأمر الذي أدي إلي تهدئة الأجواء بشكل كبير بين الطرفين ، حيث تم وقف إطلاق النار من جانب قوات الأمن المركزي و توقف المتظاهرين عن إلقاء الحجارة و زجاجات الملوتوف بإتجاه مدرية الأمن ، كما قام عدد من ضباط و عساكر الأمن المركزي بالإلتحام مع المتظاهرين ، لتعلوا الهتافات "الشرطة و الشعب إيد واحدة" و "كلنا إيد واحدة كلنا مع بعض" ، و قام الضباط بإصدار أوامر للمدرعات و الجنود بالتراجع للخلف و عدم الإحتكاك مع المتظاهرين و أوضح الشباب القائمين علي المبادرة أنهم لا ينتمون لأي حزب و أنهم جاؤوا من تلقاء أنفسهم حينما وجدوا أن الأمور تتطور للأسواء ، مشيرين إلي أنهم قاموا بجلب عدد من أعلام مصر لعمل دروع بشرية بين المتظاهرين و قوات الشرطة لمنع الإشتباكات بينهم ، و أكدوا أن المبادرة لاقت قبول لدي الجانبين سواء المتظاهرين الذين تراجعوا بإتجاه ميدان "عمانويل" ، أو رجال الأمن الركزي الذين إستجابوا لدعوتهم بإرسال وفد من العساكر و الضباط لطمأنة المتظاهرين ، و لكنهم أكدوا في الوقت ذاته علي أن هناك عدد من البلطجية لم يستجيبوا لدعوات الشباب و حاولوا الإستمرار في إستخدام العنف و محاولة إقتحام المدرية و لكن عدد من المتظاهرين تصدوا لهم و منعوهم أما ميدان "عمانويل" فقد عادت له أجواء الثورة و الإعتصامات حيث قام المتظاهرون بنصب بعض الخيام ، و قاموا بعمل كردون بشري حول الميدان للسيطرة علي مداخله و مخارجه ، كما قاموا بترديد عدد من الهتافات "يالي همك علي الإنتخابات .. مين حيجيب حق إلي مات" ، و "سلمية .. سلمية" ، و "ولا بنخاف ولا بنطاطي .. خدنا خلاص علي المطاطي" ، و "الشعب يريد إسقاط المشير" و أصدر المعتصمون في ميدان "عمانويل" بيان يوضحوا فيه أسباب إعتصامهم و مطالبهم و الذي جاء تحت عنوان "ثورة يعني أية؟" ، و أشاروا في بيانهم إلي أنه بعد نجاح أي ثورة تتسلم القوي الثورية مقاليد الحكم في البلاد و فورا تقوم بمحاسبة و معالجة أسباب الفساد الذي أدي إلي هذه الثورة ، و ذلك عن طريق محاكمات ثورية عادلة يتم من خلالها تطبيق القانون علي هؤلاء الفاسدين ، و من ناحية أخري فهي تقوم أيضا بإعادة ما ربحوه من أموال طوال فترة فسادهم ، و أضافوا أن إعتصامهم جاء نظرا لأن الثورة المصرية لم تنجح بعد ، و ذلك نظرا لعدة أسباب هي لم تتسلم القوي الثورية مقاليد الحكم ، و لم يحاكم من أفسد بل تم إعادتهم جبرا علي الشعب للحياه السياسية عن طريق السماح لهم بالترشح لعضوية مجلس الشعب ، كما أن كل من أفسد في السابق لازال علي فساده علي الرغم من المطالبات المستديمة من الشعب بعزلهم ، و حتي الأن لم تشكل محكمة الثورة التي تحاسب علي الفساد ، و إلي الأن يقتل المتظاهرين الباحثين عن نجاح الثورة في ميدان التحرير ، و أكد المعتصمون علي أنهم لن يتنازلوا عن حقهم في إنجاح ثورتهم و أنهم سوف يظلوا في ميادين مصر إلي أن يتسلموا مقاليد حكم بلادهم ، و لن يرحلوا عن تلك الميادين حتي يروا محكمة الثورة تحاسب كل من أفسد و قتل و سرق و نهب مصر و شعبها