عززت القوات المسلحة الخميس السياج الأمني المقام في محيط وزارة الداخلية بمنطقة لاظوغلي؛ حيث قامت بوضع أسلاك شائكة إضافية وبعض الكتل الخرسانية والألواح علي مداخل الشوارع المؤدية للوزارة. في الوقت نفسه قامت اللجان الشعبية التي تقف منذ الليلة الماضية عند مداخل الشوارع المؤدية لمبني وزارة الداخلية بغلق شوارع محمد محمود والفلكي ومنصور؛ وذلك لمنع المتظاهرين من تكرار محاولات الوصول لوزارة الداخلية بعد أن كانت جهود الوساطة قد نجحت في التوصل لاتفاق بين المتظاهرين وقوات الأمن أدي لوقف المواجهات منذ الليلة الماضية. وعلي صعيد متصل قام بعض المتظاهرين في ميدان التحرير والمناطق المحيطة به بإشعال النار للتخلص من القمامة التي تراكمت في المنطقة منذ بداية الأحداث يوم السبت الماضي. من ناحية أخري انعكست أجواء الهدوء النسبي التي تسود منذ الليلة الماضية علي أعداد المتظاهرين المصابين الذين يتم معالجتهم في العيادات الميدانية؛ حيث أفاد أطباء في هذه العيادات بأن معظم المصابين قد غادروا العيادات بعد استقرار حالتهم الصحية، كما تم تسجيل انخفاض ملحوظ في عدد المصابين اليوم فيما استمر تواجد عربة التبرع بالدم أمام مسجد عمر مكرم والتي احتشد أمامها الكثير من المتبرعين. كان الآلاف من المعتصمين قد أخلوا شارع محمد محمود صباح الخميس وعادوا إلي ميدان التحرير بعد إتمام بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة من ممثلي القوي والتحالفات الثورية الشبابية بعد أن تم إطلاق سراح 69 معتقلا تم إلقاء القبض عليهم في هذه المنطقة منذ عدة أيام. وسيطرت حالة من الهدوء علي المحاور الجانبية لميدان التحرير والشوارع المؤدية إلي وزارة الداخلية، وهي المنطقة التي ظلت تعاني من المواجهات المتقطعة وحالات من الكر والفر استمرت عدة أيام بين المتظاهرين وقوات الامن علي مدي الايام الخمسة الماضية والتي حاول خلالها بعض المتظاهرين الوصول الي مبني وزارة الداخلية. وقال عامر الوكيل المنسق العام لتحالف ثوار مصر إن جهودا جبارة تم بذلها الليلة الماضية لاقناع المتظاهرين وقوات الأمن لوقف الهجمات المتبادلة بين الجانبين والتي كان كل طرف منهما يعتقد بانها تأتي في مجال الدفاع عن النفس، وبدأت إجراءات لاعادة الثقة المفقودة بينهما. وأضاف ان من بين تلك الاجراءات التزام قوات الأمن بوقف إطلاق القنابل المسيلة للدموع ضد المتظاهرين لفترة من الوقت حتي وان قام المتظاهرون بإلقاء الحجارة أو زجاجات المولوتوف في اتجاههم، وأدي الالتزام بهذا الشرط إلي تشجيع المتظاهرين علي الانصات إلي صوت العقل والاستماع إلي الأحاديت التي توجهنا بها إليهم عبر الميكروفون. وشدد عامر الوكيل المنسق العام لتحالف ثوار مصر علي الدور البطولي الذي قام به اللواء ابراهيم الدماطي نائب رئيس جهاز الشرطة العسكرية الذي كان مع فريق الوساطة من الشباب خطوة بخطوة في الصفوف الأولي خلال اللحظات العصيبة التي شهدتها المنطقة قبل ان تستقر الأوضاع ويسود الهدوء وتتغلب لغة الحوار واستعادة مناخ الثقة بين الجانبين. وأضاف ان قيام اللواء الدماطي بالحديث مباشرة مع المعتصمين ومناقشتهم وحرصه علي الحديث معهم بلغة أبوية واستجابته لمطلبهم في إطلاق سراح المعتقلين في تلك الليلة وإجراء اتصالات هاتفية بالمسئولين أمامهم؛ كل ذلك أسهم في انجاح الوساطة التي تعد السادسة من نوعها. ونبه الوكيل أيضا للدور المهم الذي لعبه فريق الأطباء واقتراح إقامة عيادة طبية علي مدخل شارع محمد محمود من جهة ميدان التحرير، ومن المقرر ان يتم نصب خيام العيادة واستكمال المستلزمات الطبية والأدوية لتكون في خدمة المعتصمين بميدان التحرير في ضوء تعهد المجلس الأعلي للقوات المسلحة باحترام حق التظاهر والاعتصام السلمي. وقد تجسد الهدوء أيضا اليوم علي العديد من الشواهد علي أرض الواقع؛ حيث بدأ عمال النظافة منذ الصباح الباكر برفع القمامة والزجاج المكسور والطوب من شارع باب اللوق والفلكي وبداية شارع طلعت حرب، وأغلقت تماما كافة الشوارع المؤدية إلي وزارة الداخلية عن طريق المتاريس التي وضعتها اللجان الشعبية التي تتكون من بعض الشباب المتطوع والذي حال دون دخول أي فرد إلي هذه الشوارع. وقد اكد العديد من هؤلاء الشباب الذي يقف أمام هذه المتاريس أن الغرض من ذلك هو الحفاظ علي الهدنة التي أعلنت أمس حقنا للدماء بين الجانبين وللحفاظ علي شكل الثورة نظيفة، وأوضحوا أيضا أن علي المتظاهرين التوجه إلي الميدان دون الاحتكاك برجال الشرطة وضباط وزارة الداخلية. يشار الي ان العديد من المحلات بمنطقة باب اللوق فتحت أبوابها صباح الخميس لحصر الخسائر، وبدأ العمل الذي توقف عدة أيام مما أدي إلي خسائر كبيرة.*