دعت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، اليوم الجمعة إلى إطلاق خطة عربية لحماية التراث المعماري والعمراني تتضمن قاعدة بيانات بجملة المواقع والمباني التاريخية لاسيما في المناطق التي تشهد حروبا ونزاعات مسلحة. جاء ذلك في كلمة المدير العام للألكسو الدكتور عبدالله محارب التي ألقتها مديرة إدارة الثقافة بالمنظمة حياة قطاط خلال الملتقى الدولي حول (مرصد التراث المعماري والعمراني في البلدان العربية: أداة لمراقبة عملية هدم الذاكرة في المدن زمن الحروب والنزاعات المسلحة). وطالبت الألكسو بتفعيل عمل (مرصد التراث المعماري والعمراني في البلدان العربية) الذي أطلقته في أكتوبر الماضي وذلك عبر الاتفاق على خطة عربية مشتركة وخارطة طريق واضحة لحماية المواقع والمباني الأثرية. وشددت على ضرورة انشاء قاعدة إلكترونية تستطيع من خلالها تعزيز قدراتها في تقديم المشورة والمساعدة الفنية من خلال حشد المهارات في مجالات التوثيق والإعلام والتعليم والتدريب والمراقبة لإعادة إعمار المدن وإنقاذ معالمها ومواقعها الأثرية والتاريخية في فترة ما بعد النزاعات. كما دعت إلى إعداد سجل للتراث العمراني العربي وفقا لقرارات الدورة 18 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي المنعقدة في المنامة ويومي 13 و14 نوفمبر 2012 مؤكدة أن المرصد يمثل آلية لتنفيذ ميثاق المحافظة على التراث المعماري والعمراني في الوطن العربي. وأكدت ضرورة التنسيق والتعاون مع الجهات الحكومية وغير الحكومية المتخصصة فيما يتعلق بالتراث المعماري والعمراني بالعالم العربي بهدف وضع السياسات الملائمة لحمايته بالإضافة إلى الترويج للمدن التاريخية العربية كوجهة للسياحة الثقافية على الصعيدين الإقليمي والدولي لكي تتمكن من الحفاظ على هويتها ووظيفتها المجتمعية. وحذرت الألكسو من أن الظروف الاستثنائية التي تمر بها بعض الدول العربية جراء الاعتداءات والصراعات والحروب تتسبب يوميا في مخاطر تهدد سلامة التراث الثقافي والمباني التاريخية والمعالم والمواقع الأثرية والمدن القديمة التي غدت مستهدفة من قبل الجماعات المتطرفة. واشارت في هذا السياق إلى تواصل الاعتداءات الإسرائيلية على مدينة القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة وما تتعرض له يوميا من انتهاكات وعمليات تهويد لهويتها العربية الاسلامية. ويشارك في الملتقى رؤساء بلديات المدن التاريخية من افريقيا والمنطقة العربية وباحثون في الآثار والتراث المعماري والعمراني وممثلون عن المؤسسات الاقليمية والدولية المعنية. وكانت (ألكسو) قد أطلقت في شهر أكتوبر الماضي (مرصد التراث المعماري والعمراني في البلدان العربية) بمقرها في تونس العاصمة بهدف الحفاظ على التراث المعماري والعمراني في الدول العربية وحمايته من الاندثار وإحيائه وتنميته تنفيذا لما أقره مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الدول العربية في دورته 18 التي استضافتها العاصمة البحرينية المنامة في عام 2012 .