إن زيادة وتيرة العمليات الإرهابية الجبانة فى سيناء واستهداف جنودنا المرابطين من قوات الجيش والشرطة وكذلك تهديد وقتل الإخوة الأقباط وتهجيرهم قسريا وأيضا استهداف المسلمين الصوفيين المقيمين فى شمال سيناء هدفه الأول بث الفتنة فى هذه المنطقة الملتهبة والضغط على الدولة المصرية لبقاء الصراع أطول وقت ممكن وزرع الإحباط واليأس فى نفوس الجنود والضباط الذين يدافعون عنها وعن مصر كلها بشجاعة نادرة وإخلاص وتضحية بلا حدود وكذلك إطالة أمد الحرب مع الجيش والشرطة لاستنزافهم ماديًا ومعنويًا ولكى نتمكن من دحر هذا الإرهاب البغيض عن سيناء والقضاء عليه تمامًا فعلينا البدء فورًا فى تنمية هذا الجزء الغالى من أرض مصر وبأقصى سرعة مهما كانت التنمية محفوفة بالمخاطر فبدون تنمية سيناء تنمية حقيقية فورية لن يكون هناك أمن وسوف يرتع الإرهاب كما يشاء. ولتكون شبه جزيرة سيناء وتعميرها من أولويات الحكومة الحالية وفى أسرع وقت ممكن وهنا لا أعنى تنمية سيناء وتعميرها بأن أنشئ قرى سياحية للأغنياء المرفهين ولا قصورًا للأمراء وكبار رجال الدولة ولكن مطلوب مدن صناعية وزراعية وحفر آبار لاستخراج ما بها من خيرات حباها الله بها دون غيرها والبحث عن آثار ثمينة لا تعد ولا تحصى لم تكتشف بعد، فسيناء أرض الفيروز تعد موقعًا استراتيجيًا فهى ملتقى القارات وبها أجمل المحميات الطبيعية كما أن بها العديد من المعادن النفيسة مثل النحاس والذهب والفضة والرمال البيضاء والكبريت وبها مناجم الفحم وكل هذه الثروات تكفى لتشغيل أبناء سيناء وغيرهم من أبناء باقى المحافظات ولابد من عمل كثافة سكانية فى هذه المنطقة الحساسة والحد من بطالة الشباب وحثهم على العمل وتحويل صحراء سيناء الواسعة الممتدة الخالية من أى عمران إلى سد منيع مزدحم بالسكان والعمران لكى يكون حصنًا لنا من أطماع الكيان الصهيونى، فإن إسرائيل من مصلحتها أن تبقى سيناء خالية من أى عمران كى يسهل عليها دخولها فى أى لحظة أرادت فهى لا تزال تحلم بأرض الفيروز أرض الميعاد كما يزعمون وكذلك الجماعات الارهابية تريدها خرابا كى ترتع فيها كالغربان والبوم. إن صناعة السلام لا تكون بالطرق الدبلوماسية فقط وإنما بأن تجعل الحرب بالنسبة لعدوك مكلفة ومستحيلة. إن بقاء سيناء بهذا الشكل وهذه الصحراء الجرداء فانها قد تعنى لأى جيش مهاجم سهلة المنال وهى مغرية للعدو الطامع. فتعمير سيناء له عدة فوائد منها أن تكون الكثافة السكانية حائط السد المنيع وخط دفاع وأيضًا حلًا للتكدس السكانى فى العاصمة وحلًّا لمشكلة البطالة ويعتبر قفزة فى طريق التصنيع واستثمار الثروة المعدنية وإنقاذ أرض سيناء المباركة الخصبة من الأيدى التى تستغلها فى زراعة المخدرات وأوكار للإرهابيين. إن الفراعنة القدماء حفروا بأيديهم مناجم الذهب والنحاس واستخرجوها من باطن الأرض فكيف يعجز أحفادهم وهم يملكون التكنولوجيا الحديثة التى تساعدهم على الكشف عن كل هذه الثروات؟! فليكن تعمير سيناء مشروعنا القومى العملاق بعد مشروع قناة السويس الجديدة مع تنمية الصعيد وهما منطقتان يرتع فيهما التطرف والارهاب وهذا نتيجة الاهمال المتعمد من جانب الدولة فى السابق. فبلادنا تواجه كمًّا من المشاكل القديمة المتراكمة على مرّ العصور وتحتاج هذه المشكلات إلى حلول غير تقليدية فهناك صحراء قاحلة تريد أن تخضر وهناك تكدس سكانى داخل المدن يجب أن يتوسع إلى المدن الجديدة وهناك أزمة فى الغذاء بسبب ضعف الإنتاج والتراخى والكسل فلتشمر ساعديك يا سيادة الرئيس كما عهدناك دومًا ومعك المخلصون من أبناء الوطن وهم كثير ولتنهضوا بهذه البقعة الطاهرة من أرض مصر، سيناء مهد الحضارة ومهبط الأنبياء. إن هذا الوطن يستحق منا الكثير، يستحق مكانة تليق به وبحضارته.