أكدت الجامعة العربية اليوم الاحد أهمية القمة العربية المقبلة التي ستنعقد بالأردن في ال29 من مارس المقبل "نظرا للتطورات والتحديات والأحداث" التي تشهدها المنطقة. وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي في مؤتمر صحفي ان وفدا من الأمانة العامة للجامعة سيقوم بزيارة الى الأردن الأسبوع المقبل لمواصلة التحضيرات مع الجانب الأردني بشأن القمة العربية. وأكد زكي أن الجانب الأردني "ملتزم التزاما كاملا" بعقد القمة موضحا أن هناك حوارات تمت مع الجانب الأردني حول الموضوعات المطروحة على جدول أعمالها وجرت مشاورات حول مشروع الاعلان وما سيتضمنه من مواقف للقادة العرب ازاء التحديات التي تواجه المنطقة تمهيدا لعرضه على الدول الأعضاء للتشاور بشأنه. وشدد على ضرورة أن تخرج القمة بقرارات "مهمة" تصب في صالح التضامن العربي "نظرا لكثرة التحديات التي تواجهها الأمة العربية". وفي سياق آخر أعلن زكي أن الجامعة العربية تلقت دعوة للمشاركة في مؤتمر باريس للسلام المقرر عقده منتصف الشهر الجاري بمشاركة 70 دولة مهتمة بالقضية الفلسطينية. ووصف المؤتمر بأنه يمثل "فرصة مثالية" لبلورة الاجماع الدولي حول مرجعيات ومحددات التسوية النهائية للصراع الفلسطيني - الاسرائيلي والتأكيد على أن حل الدولتين هو الحل الوحيد للقضية وأن أي أصوات تعارض هذا الحل هي أصوات معزولة دوليا. وشدد على أن هناك اجماعا دوليا يؤكد أن الأراضي التي احتلت في عام 1967 هي أراض فلسطينية بما فيها القدس والتي ستقام عليها الدولة الفلسطينية. وحول مساعي اسرائيل للحصول على مقعد في مجلس الأمن خلال الفترة القادمة دعا زكي دول العالم الى الامتناع عن منح أصواتها لاسرائيل في محاولتها للترشح لمجلس الأمن لعام 2018. وقال انه "من غير المقبول أو المعقول أن تكون الدولة التي تخالف القانون الدولي وتحتل دولة أخرى جزءا من الجهاز الرئيسي المنوط به ادارة السلم والأمن على مستوى العالم". وأعرب عن أمله في أن تضع دول العالم هذا الترشيح "في المكان الذي يستحقه وبالتالي تمتنع عن منح أصواتها اسرائيل ولا تتيح لها فرصة الوصول للمجلس كعضو غير دائم فيه باعتبارها دولة تحتل أراضي الغير". وعن مطالبة الكونغرس الأمريكي بالغاء قرار مجلس الأمن الأخير بشأن الاستيطان قال زكي ان "أي أحد يتحدث عن محاولة التغيير أو الغاء القرار يجهل اسلوب العمل بالأممالمتحدة ويعكس عدم فهم آليات عمل الأممالمتحدة". وفيما يتعلق بموقف ادارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب من القضية الفلسطينية قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية "لا نريد استباق الأحداث ولكن موقف الادارة الأمريكية الجديدة من فلسطين لا تبدو مؤشراته جيدة ". وأضاف "نأمل عندما تتولى السلطة أن تدرك أن الموضوع معقد ولا يصح أن تنحاز لطرف خاصة اذا كان هذا الطرف هو الذي يقوم بالاعتداء والاحتلال".من جانب آخر أكد زكي ضرورة أن تكون هناك مشاركة عربية في أي جهود دولية تهدف الى تسوية الأزمة السورية. وردا على سؤال حول تلقي الجامعة العربية دعوات للمشاركة في مؤتمري استانا وجنيف بشأن الأزمة السورية قال "لم تتلق الجامعة دعوة بهذا الشأن" موضحا أنه ليس الهدف مشاركة الجامعة في حد ذاتها بل الهدف هو "كيفية وضع سوريا في طريق الحل والسلام ووقف نزيف الدم". وأضاف انه "يجب ان يكون هناك توافق عربي بشأن الوضع في سوريا لكي يمكن أن يكون هناك دور للجامعة العربية" مشيرا الى أن الرأي العام منتظر من الدول الأعضاء ان تتوصل لتفاهمات في هذا الشأن. وأوضح زكي أن "الأزمة السورية أزمة مركبة ولها خلفيات كثيرة وتشابكات اقليمية ودولية كبيرة". وقال ان "الجامعة العربية هي المنظمة التي تنتمي لها سوريا وهي بطبيعة الحال تتوق لممارسة دورها في تحقيق السلام في سوريا ولكن الوضع هناك اصبح في غاية التعقيد والتشابك وبالتالي لا يسمح لأي طرف بالدخول فيه لمجرد رغبته في ذلك ".