تنطلق اليوم السبت جلسة الحوار الشهري الأولى للشباب تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، والتي تأتي على ضوء قرار الرئيس خلال المؤتمر الوطني الأول للشباب بشرم الشيخ، بأن تعقد جلسة حوار شهرية. ومن المنتظر أن يتم خلال هذه الجلسة متابعة تنفيذ التوصيات الصادرة في مختلف المجالات، وفتح النقاش فى عدد من الملفات المهمة مثل التعليم، والوضع الاقتصادى والمبادرات المطروحة، إضافة إلى الاستماع إلى مقترحات الشباب فى عدد من القضايا، حيث ستكون الموضوعات المدرجة على جدول أعمال الجلسة والتي ستطرح للنقاش على مدى يوم واحد أكثر تركيزا مقارنة بالمؤتمر السنوي للشباب الذي عقد دورته الأولى في شرم الشيخ. وذِكر المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية أنه تم توجيه الدعوة لمجموعة من شباب الجامعات، وشباب الأحزاب السياسية للمشاركة في جلسة الغد، وستكون فئات الحضور 30% من التى شاركت في المؤتمر الوطني الأول للشباب في شرم الشيخ، على أن يكون 60% من الشباب المشاركين هم من الذين لم يسبق لهم حضور أية فعاليات بحضور الرئيس السيسي. وكان الرئيس السيسي قد قرر عقد لقاء شهري للشباب لتقييم ومتابعة ما تحقق من توصيات في المؤتمر الوطني الأول للشباب الذي عقد بشرم الشيخ في أكتوبر الماضي، وذلك بدلا من الانتظار إلى انعقاد المؤتمر في دورته الثانية في نوفمبر 2017، موضحا أنه سيتم خلال اللقاء الشهري مناقشة جميع المقترحات والأفكار والرؤى التي طرحت خلال جلسات المؤتمر الأول، حتى يمكن تقييم ما تحقق من نجاح، وما الذي تقدمنا فيه وما أخفقنا فيه. يذكر أن المؤتمر الوطني الأول للشباب والذي افتتحه الرئيس السيسي عقد تحت شعار " أبدع . . أنطلق "، لبحث مختلف القضايا والتحديات التي تواجه الوطن والمجتمع المصري، وطرح رؤى الشباب في مواجهتها، حيث يعد المؤتمر ملتقى ومنصة للحوار المباشر وتبادل الأراء ووجهات النظر بين الدولة المصرية ومؤسساتها المختلفة وبين شبابها الواعد، الذي يقف في أول طريق العمل المفضي إلى مستقبل يحلم بأن يكون أفضل وأجمل وأكثر إشراقا، تتاح له فيه فرص العمل التي تتلاءم مع قدراته وطموحاته في حياة كريمة يسودها الاستقرار، ويكون عنوانها التطور الدائم والتحديث المستمر لتتقدم مصر وتتبوأ مكانتها اللائقة بين الأمم. وتم خلال المؤتمر عقد أكثر من 23 جلسة عامة تشتمل على محاور سياسية وإقتصادية ومجتمعية وفي الثقافة والفنون والرياضة وريادة الأعمال، والعديد من ورش العمل فرعية تخصصية ومعرض فنى وورشة إكتشاف مواهب، وتضمنت جلسات المؤتمر عشرات الفعاليات وطرحت عشرات الأبحاث والرؤى والمقترحات التي أعدها شباب مصر، وعكست رغبة قوية وحقيقية في مشاركة الشريحة الشبابية وهي نواة المستقبل وتشكل القطاع الأكبر من سكان مصر في صنع المستقبل، وتحقيق الحلم الذي يراودهم كثيرا وهو الصعود إلى مرتبة الدول المتقدمة بالجهد والعرق والعمل الدؤوب. وتضمنت الجلسات مناقشة رؤية الشباب لربط منظومة التعليم بسق العمل، وتقييم تجربة المشاركة السياسية الشبابية في البرلمان، ورؤية حول صناعة البطل الأوليمبي، وأزمة سعر الصرف، كما عقدت مجموعة من ورش العمل تتضمن ورشة حول رؤية الشباب حول إصلاح منظومة التعليم والبحث العلمي وورشة حول المشاركة السياسية، وورشة حول الهوية الثقافية والحوار الديني، والصالون الثقافي، ونموذج محاكاة الدولة المصرية. ومن أبرز الجلسات العامة للمؤتمر، جلسة حول الفرص المتاحة للمشاركة الفعالة للشباب فى إنتخابات المحليات، ودراسة مسببات العنف فى الملاعب وطرق التغلب عليها وسبل إعادة الجماهير للملاعب لتنشيط الحياة الرياضية، وسبل تفعيل النشاط الرياضى بالمدارس والجامعات، ودور الشباب فى تنفيذ رؤية مصر 2030، وتأثير السينما والدراما على تشكيل الوعي، وسبل الاستفادة من إمكانات الدولة لإثراء النشاط الثقافي والفني والأدبي، ودور المشروعات الصغيرة والمتوسطة في القضاء على البطالة، والهجرة غير المشروعة وسبل حلها، ومسارات تعظيم الاستفادة من المشروعات القومية الكبرى، إلى جانب مناقشة قضايا الاقتصاد ورؤية الشباب لآفاق المستقبل، ودراسة التأثيرات السلبية على الشخصية المصرية وسبل علاجها. وفي ختام المؤتمر أعلن الرئيس السيسي عدة توصيات تشمل تشكيل لجنة وطنية من الشباب، وبإشراف مباشر من رئاسة الجمهورية، تقوم بإجراء فحص شامل ومراجعة لموقف الشباب المحبوسين على ذمة قضايا، ولم تصدر بحقهم أية أحكام قضائية وبالتنسيق مع جميع الأجهزة المعنية بالدولة، لاتخاذ ما يناسب من إجراءات بحسب كل حالة وفى حدود الصلاحيات المخولة دستوريًا وقانونيًا لرئيس الجمهورية، وقيام رئاسة الجمهورية، بالتنسيق مع مجلس الوزراء ومجموعة من الرموز الشبابية، بإعداد تصور سياسى لتدشين مركز وطنى لتدريب وتأهيل الكوادر الشبابية سياسيًا واجتماعيًا وأمنيًا واقتصاديًا من خلال نظم ومناهج ثابتة ومستقرة تدعم الهوية المصرية وتضخ قيادات مصرية شابة فى كافة المجالات. كما تشمل التوصيات قيام رئاسة الجمهورية بالتنسيق مع جميع أجهزة الدولة نحو عقد مؤتمر شهرى للشباب، وقيام الحكومة بالتنسيق مع الجهات المعنية بالدولة بدراسة مقترحات ومشروعات تعديل قانون التظاهر المقدمة من الشباب خلال المؤتمر وإدراجها ضمن حزمة مشروعات القوانين المخطط عرضها على مجلس النواب خلال دور الانعقاد الحالي، وقيام الحكومة بالإعداد لتنظيم عقد حوار مجتمعى شامل لتطوير وإصلاح التعليم خلال شهر على الأكثر يحضره جميع المتخصصين والخبراء بهدف وضع ورقة عمل وطنية لإصلاح التعليم خارج المسارات التقليدية وبما يتفق مع التحديات والظروف والقدرات الاقتصادية التي تواجه الدولة. وتتضمن التوصيات ايضا دعوة شباب الأحزاب والقوى السياسية لإعداد برامج وسياسات تسهم في نشر ثقافة العمل التطوعى على أن تكون أولى قضاياها وموضوعاتها تبنى مبادرة القضاء على الأمية بالمحافظات المصرية. وقيام الحكومة بالتعاون مع الأزهر الشريف والكنيسة المصرية وجميع الجهات المعنية بالدولة بتنظيم إجراء حوار مجتمعى موسع يضم المتخصصين والخبراء والمثقفين، بالإضافة إلى تمثيل مكثف من الفئات الشبابية لوضع ورقة عمل وطنية تمثل استراتيجية شاملة لترسيخ القيم والمبادئ والأخلاق ووضع أسس سليمة لتصويب الخطاب الدينى في إطار الحفاظ على الهوية المصرية بكافة أبعادها الحضارية والتاريخية.