«أنتم خارج نطاق الخدمة».. جملة قالها الرئيس الأمريكى المنتخب «دونالد ترامب» فى يناير الماضى لمراسل القناة الصهيونية «الجزيرة» حين أراد محاورته، ويبدو أن الجملة الصادمة كانت كأنها النبوءة على المستقبل المظلم الذى تنتظره تلك القناة العميلة، ومن ورائها: دولة قطر.. وتنظيم «الإخوان» الإرهابي.. ومن يدور فى فلكهما. ويبدو أن قدوم «ترامب» للبيت الأبيض، وهو المعروف بعدائه الشديد ل»إخوان الشر» واعتباره لهم بأنهم «جماعة إرهابية» .. يؤكد المقولة التاريخية التى تثبت يوماً بعد آخر بأنه « من يسقط فى مصر لا تقوم له قائمة فى أى مكان آخر». «1» خلال المناظرات الانتخابية بينه، وبين المهزومة شر هزيمة «هيلارى كلينتون» شدد «ترامب» كثيراً على أن» مصر كانت آمنة، إلا أنه خلال فترة عمل المهزومة كوزيرة للخارجية سلمت مصر لجماعة الإخوان المسلمين المتطرفة» مشدداً على أنه سيدفع بمشروع قانون يعتبر الإخوان «جماعة إرهابية محظورة» حال وصوله للبيت الأبيض. وما سبق، يفسر تلك الصدمة المروعة التى أصابت جماعة «إخوان الشر» وكفيلها القطرى بعد انتخاب «ترامب».. الرئيس ال 45 للولايات المتحدة.. والذى أحدث اختراقاً مذهلاً فى الحياة السياسية الأمريكية بنجاحه الساحق على صديقة الإخوان «هيلاري» «291 مقابل 218 من أصوات المجمع الانتخابى الأمريكي»، وهو النجاح الذى ضرب استطلاعات الرأى ووسائل الإعلام الأمريكية المنحازة لمنافسته فى مقتل!!. ويكفينا متابعة «حالة الولولة» التى انتابت «الجزيرة» على المأسوف عليها «هيلاري» فيما بثته- وما زالت- من تغطيات للانتخابات الأمريكية، لنعرف فداحة الخسارة التى يشعر بها أعداء مصر!. «2» ويزيد من حالة الصدمة، ذلك التقارب الواضح بين «ترامب» والرئيس السيسي، والتى أسماها الرئيس الجديد ب»الكيمياء» إثر لقائهما المطول فى سبتمبر الماضى بنيويورك على هامش مشاركة السيسى باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، واصفاً رئيس مصر بأنه «رجل رائع»، معرباً عن تقديره له وللشعب المصرى على ما قاموا به دفاعاً عن بلادهم بما حقق مصلحة العالم بأكمله، معلناً عن دعمه الكامل لجهود مصر فى مكافحة الإرهاب. وشدد «ترامب» على أن أمريكا ستكون تحت إدارته صديقاً وحليفاً قوياً يمكن لمصر الاعتماد عليه خلال السنوات القادمة، مثمناً علاقات الشراكة القوية والممتدة بين البلدين على مدار العقود الماضية، موضحا أن على مصر وأمريكا العمل معاً وبقوة من أجل التغلب على «الإرهاب والتطرف». ولكل ما سبق، لم يكن مفاجئاً أن يكون السيسى أول من يهنئ «ترامب» بالوصول للبيت الأبيض.