أن نختلف.. أن ننتقد.. أن نعارض بعض السياسات، فهذه أمور طبيعية.. أما أن يخرج من بين ظهرانينا، من يدعو إلي العنف.. فلا، وألف لا.. لأن هؤلاء، لا يمكن وصفهم بالوطنيين، ولا الداعين إلي سياسات رشيدة، بل هم «أنصار الشيطان» ممن يدبرون «في السر»، وينفذون المخططات العدوانية، التي تحقق لكل من يريد بشعب مصر الشر، أهدافهم. لم يعد الشعب المصري «مغيبا» حتي يسعي بعض «الكذابين» لغرس الأفكار الشيطانية في عقول أبنائه، فقد بات المصريون اليوم، قادرين علي الفرز بين «الغث» و«السمين»، بين ما ينفع الناس، وما يضرهم.. وهو أمر أصبح يشكل خطرًا علي مخططات المعادين لمصر، ويصعِّب من مهمتهم في تحقيق أهدافهم.. فكم من مرة، سعوا، وأعلنوا، ونشروا الخطط الكاذبة، لدفع الناس للخروج، والمشاركة في مخططاتهم الشريرة، غير أن الشعب المصري العظيم، أثبت في كل «امتحان» أنه قادر علي تحقيق الفوز والنجاح، واسقاط مخططات الأعداء. ولأن الشعب المصري، بدعم ومساندة الجيش العظيم، والشرطة الوطنية، لم يترك للمعادين، والمتربصين منفذا ليتسللوا منه إلي عقول وقلوب الناس، جاءت هجمتهم هذه المرة، محملة بكل ألوان الكذب والضلال.. بدأت بحملة دعائية «رخيصة» و«مدفوعة الأجر» علي مواقع التواصل الاجتماعي، تزعم ان المصريين، سيطلقون «ثورة الغلابة» في الحادي عشر من نوفمبر المقبل، وأن ملايين المصريين سوف يندفعون الي الشوارع، رافعين شعارات الرفض للنظام الذي أفرزته ثورة الثلاثين من يونية 2013، وذهبوا إلي أبعد من ذلك، بزعمهم الكاذب، وأوهامهم الضائعة، بأن الشعب سيثور لاسقاط نظام السيسي. ولا ندري من أي معين «رديء» استقوا تلك الترهات، وبأي عقول فارغة صدقوا أن بإمكان المصريين الذين ثاروا بأكثر من ثلاثة وثلاثين مليونا في 30 يونية، يمكن أن يدمروا النظام الذي أسسوه، بعد أن أسقطوا حكم الإخوان الغادر، وجماعتهم الارهابية.. وتناسوا أن تجاربهم مع الشعب المصري منذ الثلاثين من يونية، أثبتت سقوط كل رهاناتهم، وتهاوي كل أحلامهم، في مجرد تعاطف الناس مع افكارهم الشريرة، وليس مشاركتهم دعواتهم الباطلة، فانكشف الغطاء عنهم، وعن شعبيتهم الزائفة، وعن انحسار دورهم في الشارع، بعد ان كشفهم الشعب علي حقيقتهم، وأثبت الشعب المصري العظيم أنهم ليسوا اكثر من مجموعة من العصابات الاجرامية، ومن مصاصي الدماء، ومن الداعين للعنف، ومروجيه. ومن هنا، فإن اليقين المؤكد، أن يوم 11 نوفمبر، سوف يمر كما مرت كثير من الأيام السابقة، وأن أية محاولة لإحداث القلاقل في البلاد، سوف يتصدي لها الشعب بكل قوة وحسم، ولن يترك هذه المرة، قوات الجيش والشرطة، تواجه وحدها تلك الجماعات المارقة.. سوف يتصدي الشعب لكل من يريدون وأد حقه في الحياة، ولمن يحاولون اللعب علي أوتار ومشاعر المتعبين، لتحقيق اهداف الطامعين في مصر، والساعين لهدم أمنها، وتدمير استقرارها. ولا يعني ذلك بطبيعة الحال، أننا راضون عن الاوضاع في البلاد بشكل كامل، بل إن لدينا تحفظات عديدة عن الأخطاء القاتلة التي ترتكبها بعض المؤسسات الحاكمة، وفي مقدمتها ارتفاع الاسعار، وندرة السلع، وزيادة الاعباء الضريبية فوق كاهل البسطاء وأبناء الشعب المصري، ولا نقبل ايضا بالارتباك الحادث في عديد من مؤسسات الدولة.. ولكن الفرق كبير، بين المعارضة الحاسمة لجملة الأخطاء، سعيا وراء الاصلاح، وبين السعي لتدمير الوطن، وقصف جبهاته الداخلية، علي يد من لا يريدون للوطن خيرا، ويسعون لإظلام تاريخه، الذي ظل مضيئا رغم كل الصعوبات التي جابهتها مصر عبر صفحات التاريخ.