حظيت محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك باهتمام كبير في وسائل الإعلام الأمريكية التي أجمعت في نسخها الالكترونية وعلي شاشاتها علي تاريخية المحاكمة بالنسبة لمصر والمنطقة العربية ورأت فيها إهانة لمبارك الذي قضي في حكم مصر 30 عاما وإرضاء للثوار الذين أطاحوا به من السلطة. وتحت عنوان "مبارك الراقد في سرير يدفع ببراءته" وصفت صحيفة واشنطن بوست المشهد الذي خرج فيه الرئيس السابق للعالم في أولي جلسات محاكمته. وقالت الصحيفة إن مبارك بدا "شاحب اللون ومريضا في سريره وعيناه محمرتان إلا انه كان واعيا بما يدور حوله ولم يظهر إلا القليل من المشاعر حول ما يجري, شأنه في ذلك شأن نجليه اللذين بذلا جهدهما في الوقوف أمام سريره لمنع الصحافيين من التقاط أي صور له". وتري الصحيفة أن الظهور الأول لمبارك للعلن منذ العاشر من فبراير الماضي عندما أعلن رفضه الاستقالة, ومثوله الآن لمحاكمة علنية تعتبر"أكبر إهانة " لمبارك منذ تخليه عن الحكم إلا أنها ترضي الثوار المصريين لأنها تعتبر المطلب الأساسي للثورة. وتقول الصحيفة إن الاشتباكات التي وقعت خارج أكاديمية الشرطة حيث تعقد الجلسة بين مؤيدين ومعارضين لمبارك هي دليل علي مدي تأثر الشعب بهذه المحاكمة لرجل حكمهم ثلاثة عقود. أما صحيفة نيويورك تايمز فقد نشرت صورا متعددة لمحاكمة مبارك علي نسختها الالكترونية ونشرت خبرا مطولا تحت عنوان "محاكمة مبارك تبدأ في القاهرة" قالت فيه إن المطالب الداعية لمحاكمة مبارك كانت موضع شك حتي الساعات الأخيرة من بدء المحاكمة. وأضافت أن "الجدل كان محتدما حول ما إن كان مبارك سيقف في قفص اتهام حديث وعلي الموضة أم سيقف وراء قضبان شائكة كبقية المتهمين المصريين العاديين". ولدي وصوله إلي قاعة المحكمة تقول الصحيفة إن أحد المحامين المصريين ويدعي ماجد وهبة استقبل الرئيس السابق بالهتاف "المجرم وصل...المجرم وصل". وتؤكد الصحيفة أن محاكمة مبارك علنا وبث المحاكمة بشكل مباشر علي التلفزيون الحكومي ومتابعتها من جانب ملايين المصريين جعلت من هذه المحاكمة واحدة من أكثر الفقرات التليفزيونية مشاهدة في العالم العربي بأكمله. وتعلق الصحيفة علي الشكل الذي ظهر فيه مبارك خلال المحاكمة بالقول إن "الرئيس السابق الذي ظهر في العاشر من فبراير الماضي قويا وصلبا ورافضا للتنازل عن السلطة متحديا شعبه ظهر اليوم نائما في سريره ومغطي إلي صدره وأصبعه في أنفه". وتنقل الصحيفة عن مسئولين عرب قولهم إن محاكمة نظام مبارك في هذا الوقت ستجعل من الحكام العرب الذين يواجهون مطالب بالتنحي مثل سوريا واليمن والبحرين وليبيا أكثر إصرارا وعندا وترددا في التنازل عن عروشهم حتي لا يواجهوا المصير نفسه الذي واجهه مبارك. من ناحية أخري تنقل الصحيفة عن مواطنين مصريين قولهم إن هذه المحاكمة هي رسالة واضحة لكل الحكام العرب الذين يظلمون شعوبهم.