تناول كبار كتاب المقالات في الصحف المصرية الصادرة اليوم الجمعة عددا من الموضوعات كان أبرزها الدور المصري داخل القارة الأفريقية والسياسة المصرية وتوحيد خطبة يوم الجمعة.ففي مقال للكاتب الصحفي جلال عارف بصحيفة الأخبار تحت عنوان الحضور المصري هو الرد في أفريقيا والوطن العربي، قال الكاتب إنه منذ نشأة الكيان الصهيوني قبل ما يقرب من سبعين عاما، كانت سياسته تجاه المنطقة تعتمد مباديء أساسية وضعها قادته بزعامة بن جوريون، وسار حكام الكيان الصهيوني على نهجها. وأن أول هذه المباديء التي قادت الدولة الصهيونية أن مصر هى القوة الأساسية التي ينبغي للكيان الصهيوني أن يعمل حسابا لها في السلم والحرب. ويذكر هنا رد بن جوريون عندما قيل له إن مصر بعد ثورة يوليو سوف تركز على بناء اقتصادها وتنمية مواردها وتعويض شعبها عن سنوات الحرمان والاستغلال. يومها قال بن جوريون: إن هذا أسوأ خبر سمعه في حياته. وأن على الكيان الصهيوني أن يحاول بكل الطرق عرقلة مشروع عبد الناصر لبناء مصر!!.وأشار الكاتب إلى أن هناك مبدأ ثان لا يتغير في سياسة الكيان الصهيوني. وهو أن تحارب بكل الوسائل أي محاولة للتعاون العربي المشترك، وأن تستغل القوى الكبرى الداعمة لها في تحقيق هذا الهدف.. خاصة بعد درس أكتوبر العظيم الذي شاركت فيه الدول العربية إلى جانب مصر وسوريا، وتم استخدام سلاح البترول العربي لأول وآخر مرة في تحقيق النصر، وأيضا بعد الدرس المؤلم الذي رأيناه بعد تدمير أمريكا للعراق ليمتد التخريب والدمار إلى سائر أنحاء العالم العربي، وتنمو عصابات الإرهاب، ويعيش الكيان الصهيوني أزهى فترات وجوده بفضل التآمر على العرب، وبفضل أعداء الدين والوطن الذين وعدوا الناس كذبا بأنهم على القدس رايحين.. شهداء بالملايين فوجدناهم مع أحزمتهم الناسفة وسياراتهم المفخخة في قلب العواصم العربية ثم بجوار قبر سيد البشر وخاتم المرسلين.ومبدأ ثالث يحكم سياسة الكيان الصهيوني منذ نشأته، وهو استغلال دعم القوى الكبرى التي ساندته على حساب الفلسطينيين والعرب، لكي يقوم بتطويق العالم العربي بالتحالف مع القوى الإقليمية غير العربية. وإذا كانت الأضواء تسلط دائما على علاقة الكيان الصهيوني بكل من إيران وتركيا اللتين كانتا من أوائل الدول التي اعترفت بالكيان الصهيوني، والتي لم تنقطع علاقتهما به رغم تغير الظروف والحكام!! إلا أن المحاولة التي لا تقل خطورة كانت مع أثيوبيا منذ عهد هيلاسلاس وحتى الآن.وهى المحاولة التي رافقتها جهود الاختراق الصهيوني لدول أفريقيا، خاصة دول حوض النيل، والتي تمتعت بدعم أمريكا ودول الاستعمار القديم التي لم تنس دور مصر في عهد جمال عبد الناصر لدعم حركات التحرر الوطني الإفريقية. وهو الدور الذي مازال يمثل الرصيد الأكبر لمصر والعرب في القارة السمراء.واختتم الكاتب مقاله بأنه يبقى أن نستعد لكل الاحتمالات، وأن نسعى - في نفس الوقت - لتعويض ما يقرب من أربعين عاما من الغياب، وأن نستعيد دورنا كاملا في أفريقيا، وفي العالم العربي.وفي صحيفة الجمهورية وتحت عنوان خطبة الجمعة، قال الكاتب الصحفي فهمي عنبة إن وزارة الأوقاف تفكر في تنفيذ خطبة الجمعة المكتوبة التي توزع على الأئمة لإلقائها من فوق المنابر بصيغة واحدة وموضوع واحد في كل أنحاء الجمهورية من القاهرة لأسوان.. ومن السلوم لبورسعيد.. ومن الإسكندرية للبحر الأحمر بما في ذلك الجوامع في الريف والحضر.. ومحافظات الصعيد وبحري.. فهل هذا يتفق مع العقل والمنطق ومع العصر الذي نعيشه؟يحاول الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف منذ أن تولى منصبه محاربة الإرهاب والتطرف.. ويبذل أقصى جهده لإعادة الانضباط إلى وزارة وهيئة الأوقاف.ونوه الكاتب إلى أنه قد يكون مقبولا مطالبة أئمة المساجد بالالتزام بوقت محدد للخطبة.. ومن المسموح به على مضض تنفيذ قرار الخطبة الموحدة الموضوع.. ولكن من المستحيل أن تصيغ الوزارة الخطبة وترسلها بالإنترنت إلى مديريات الأوقاف بالمحافظات التي تقوم بتوزيعها على الخطباء في كل مسجد ليصعدوا ويقرأوها على المصلين.. فلا هذا دور الوزارة.. ولا تلك وظيفة الإمام.مطلوب من الوزارة أن ترسل الأئمة بعد أن تحسن اختيارهم على أساس أن يكونوا من العلماء أصحاب الكفاءة العلمية والمشهود لهم بحسن الخلق والتأكد من قدرتهم على القيام بمهمتهم في إرشاد المصلين وتحويل المساجد إلى أماكن جذب للمؤمنين وهداية الشباب وتعريفهم بصحيح الدين بدلا من الوقوع في براثن التكفيريين.. وجعل الجوامع كالمدارس التي يتعلم فيها النشء والكبار.وقال الكاتب إنه مازال قرار توحيد الأذان في كل مساجد مصر ماثلا أمام الجميع حيث تم صرف ملايين الجنيهات لشراء أجهزة ومعدات وضاعت كلها هباء.. ولم يتم الالتزام به إلا لفترة وجيزة وفي مساجد محدودة ثم تنصل منه الجميع لأنه كان سيقضي على المؤذنين ومقيمي الشعائر.. لذلك مطلوب التروي في اتخاذ قرار الخطبة المكتوبة وإعادة النظر فيه ودراسته من جميع الجوانب.وفي صحيفة الأهرام، قال الكاتب محمد عبد الهادي علام بعنوان السياسة الخارجية المصرية: التحليق خارج دوائر الفراغ العربي، لا يدرك بعض المراقبين لحركة السياسة الخارجية المصرية اليوم، ومنهم من يطلق على نفسه لقب خبير استراتيجي، أن هناك مقتضيات لكثير من الأحداث والتفاعلات التي تبدو مفاجئة في مظهرها الخارجي ولكنها ليست كذلك لمن يحسن قراءة المشهدين الإقليمي والدولي في السنوات الأخيرة التي فرضت علينا تقلبات لم تكن محسوبة وقرارات لم نكن مستعدين لها في غمرة فوضى نشبت في جسد المنطقة العربية وتأبى الأطراف الفاعلة إخمادها قبل أن تحقق أكبر فائدة ممكنة وبالأخص الدول التي تريد الانتفاع من تلك الفوضى وتوظيفها لمصالحها.اللعبة الكبرى التي حكمت منطقة الشرق الأوسط لعقود طويلة ما زالت تفرض نفس قواعدها القديمة وأولوياتها، رغم تغيير الأبطال، وما زالت أيضا كما هى دون إبداع أو خيال جديد والقوى الكبرى تخرج للكل ألسنتها دون مواربة.وأكد الكاتب أن الصراع يأتي على النفط والغاز العربيين والتنافس على مناطق النفوذ بين قوى عالمية وأخرى إقليمية تقع خارج العالم العربي في مقدمة تلك الأولويات وما يستتبعه من وجود هيمنة بحرية للولايات المتحدة ومحاولة قوى أخرى الدخول على خط القوة الأمريكية في الخليج العربي وفى منطقة البحر المتوسط من أجل تغيير قواعد اللعبة أو مساومة واشنطن على قدر من السطوة والهيمنة.ضمان أمن إسرائيل مازال الشغل الشاغل للدوائر الغربية وفي ظل غياب التنسيق العربي يكون العبء مضاعفا من أجل إنجاز هدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة في المستقبل المنظور بعد أن أثقلت نتائج ما سمى بثورات الربيع العربي كاهل الحكومات والشعوب بجهد مضاعف وتراجع الاهتمام بالقضية المحورية في الأمن القومي العربي إلى مرتبة تالية. ولو أضفنا إلى أولويات القوى الكبرى مسألة احتواء ظاهرة الإسلام السياسي في منطقة الشرق الأوسط وما فعلته تلك السياسة من تدمير لمقدرات المنطقة العربية من خلال أساليب حمقاء لتمكين جماعات دينية سياسية من الحكم من أجل إنهاء الخيار القومي العربي وبناء أسطورة وهمية من الإسلاميين الموالين لمصالح القوى الغربية لأدركنا خطورة ما نحن فيه على مستويات عدة.مصر لا تدخر وسعا اليوم في تحركها لاستعادة الزخم والحيوية لدوائر السياسة الخارجية التي تعطلت في السابق، ومشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة الإفريقية التي تبدأ الأحد المقبل في كيجالي عاصمة رواندا ثم القمة العربية المرتقبة في موريتانيا، هى تأكيد لعودة الدور المصري الفاعل في محيطها الإفريقي والعربي، وفي تلك المشاركات المتتالية تضع مصر أساسات جديدة لسياسة خارجية تقوم على ترسيخ مفاهيم العمل المشترك ووحدة المصير والأهداف، وهى لا تتوانى عن مد يدها للجميع من أجل استعادة الاستقرار والسلام وهى سياسة مصرية لا نحيد عنها لأنها تنبع من رؤية أصيلة وراسخة تليق بمصر الكبيرة التي استعدناها في ثورة 30 يونيو.واختتم الكاتب مقاله بأنه حان وقت أن تحلق مصر بعيدا عن دوائر الفراغ العربي وحان وقت دور مصري مبتكر وخلاق من أجل مصالح تلك الأمة وحماية لمستقبلها.