رحب معتصمون بميدان التحرير الاثنين بفعاليات الجمعة المقبلة، تحت أي مسمي أو شعار سواء جمعة الاستقرار أو الوحدة ولم الشمل، مؤكدين استمرار اعتصامهم في الميدان وحق الجميع في التعبير عن رأيه إلي جانب من يخالفونه في إطار من الاحترام المتبادل، فيما تقوم أسر وعائلات الشهداء بتنظيم أنفسهم ليكونوا حائطا بشريا بين الفريقين لمنع حدوث احتكاكات أو مواجهات بينهما. وقال معتصمون، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن ميدان التحرير ليس ملكا لأي فصيل سياسي، وأن للجميع الحق في استخدامه كمنبر لإعلان مطالبهم أيا كانت، لأن الخطر الحقيقي هو في معاداة فصائل من الشعب لبعضها البعض، وان هناك قوي في الداخل والخارج، ترغب في إشعال الفتنة بين القوي السياسية المصرية. ويعتصم محتجون في ميدان التحرير منذ الثامن من يوليو حيث تعهدوا بمواصلة الاعتصام لحين تلبية مطالبهم.ومن بين المطالب الرئيسية للمعتصمين محاكمة اقطاب النظام السابق وانهاء المحاكمات العسكرية للمدنيين وتطهير المناصب الحكومية الرفيعة من المسؤولين من عهد الرئيس السابق حسني مبارك واعادة توزيع الثروة. وأكد معتصمون في الميدان ضرورة تطبيق علانية المحاكمات علي الجميع كما تم اليوم بمحاكمة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي التي أذيعت علي الهواء مباشرة، في استجابة واضحة لمطالب الثورة والثوار المعتصمين في الميدان وميادين مصر الأخري. وقال عمرو مرسي من حركة شباب 6 ابريل إن الثوار المعتصمين في الميدان يقدرون تلك الاستجابة ولكنهم ينتظرون إجراء محاكمة علنية لمبارك، كما يعتزمون مواصلة الاعتصام حتي يتم تحقيق جميع مطالبهم. وأضاف عمرو مرسي من حركة شباب 6 ابريل أن علانية المحاكمات مهمة لكن الأهم هو الحكم الذي سيصدر في النهاية، وما يهم أيضا هو بقية المطالب التي سوف يستمر الاعتصام حتي تتحقق، مؤكدا أن خيمتي 6 أبريل في ميدان التحرير سوف تكونان الأخيرتين اللتين يتم فضهما بعد تحقيق جميع المطالب. أما شريف نبيل -فني طباعة- 29 عاما ويعاني من إعاقة في اليد اليمني، فقد أكد أن تشويه حركة 6 أبريل واتهامها بالعمالة مرفوض، معلنا انه قرر الانضمام إلي الحركة اعتبارا من اليوم الاثنين تضامنا معها في الاتهامات التي سيقت ضدها دون سند أو دليل، وطالب من يتهمونها بالعمالة أو تلقي التمويل من الخارج أن يقدموا ما لديهم من أدلة إلي القضاء أو يعتذروا عما بدر منهم. وأشار شريف إلي أن المطالب الفئوية لا تزال تسيطر علي الميدان لأن أغلب الفئات تعاني ولم يتم إنصافها بعد قيام الثورة، وأنه كمعاق لم يحصل حتي الآن علي حقه في التعيين في وظيفة حكومية ضمن نسبة الخمسة بالمائة من المعاقين التي يكفلها له القانون. من جهته قال محمد عبد المنعم وهو والد أحد شهداء مدينة السويس، وحضر إلي ميدان التحرير من السويس بعد فض الاعتصام هناك، "حضرت إلي قبلة الثورة.. ميدان التحرير لأطالب بمحاسبة من تسببوا في استشهاد ابني ، والذين لا يزالون في مواقع عملهم حتي اليوم". وأكد أن أهالي الشهداء لا يزالون ينتظرون علنية محاكمة مبارك، وأنهم لا ينتظرون أي أموال وأن مطلبهم الأساسي هو القصاص، وأنهم سيكونون في الصفوف الأولي التي ستعمل كحاجز بشري بين المعتصمين في الميدان والمشاركين في تظاهرات الجمعة المقبلة من التيارات الإسلامية حتي نكون نحن أهالي الشهداء أول من يستشهد في حالة حدوث مواجهات -لا قدر الله- بين الفريقين.