كل سنة وكل اهل مصر بخير رمضان في مصر له خصوصية متفردة عن غيره من البلدان العربية والاسلامية تزدان له الشوارع وتضاء له المساجد فتختلط اجواء الاحتفالات بالعبادات في آن واحد بهجة متجولة في كل شبر من ارض المحروسة متنقلة في الوجدان الجمعي تجمع بين المسلم والمسيحي من خلال موروثات اجتماعية وثقافية فاطمية اضفت عليها الشخصية المصرية طابعها الخاص الذي تميزت به قبل مئات السنين فجمعت بين جميع الاطياف من مختلف الطوائف والطبقات الاجتماعية فبالرغم من مرور ما يقرب من الف عام علي سقوط الدولة الفاطمية التي حكمت مصر ما يقارب القرنين من الزمان لا يزال المصريون يتمسكون بموروثاتهم الاجتماعية فلم تتوار او تختفي بسقوط الدولة الفاطمية بل حفظها المصريون ليتوارثوها جيلا بعد جيل وظلت في وجدانهم ينقلونها للشعوب المجاورة من استطلاع الهلال والفانوس الي موائد الرحمن والمسحراتي واحتفالات ختم القران مرورا بالكنافة والقطايف تلك المظاهر التي استوعبها الشعب المصري واضفي عليها من عبق المكان وخصوصية الشخصية فاحتفالات رمضان ان كانت فاطمية الا ان الاغنية الأشهر وحوي يا وحوي وبالبحث وجد أن كلماتها فرعونية فنحن شعب له كينونة خاصة صنع بها حالة متفردة مزجت بين الحضارة والاحتفال الديني فاحتفظت الذاكرة المصرية بهذة المظاهر الاحتفالية لكن بطابع مصري اصيل و ظل العقل الجمعي للمصريين محافظا علي تلك الموروثات والشعائر ليس لمجرد أنها موروث فحسب بل لاننا تفاعلنا معها تفاعلاً وجدانيّاً وروحيا فاخلصنا لها الي حد التقديس فرمضان مصر له سحر من نوع خاص يجمع بين صوت سيد القراء محمد رفعت الذي يرفعك الي مستوي الايات ومعانيها بحسب وصف الاديب محمد السيد المويلحي وبين تواشيح النقشبندي واصوات المصلين في صلاة التروايح وبين صوت محمد عبد المطلب في «رمضان» جانا وكأن روعة الصيام وصفاءه وبهجته لا يكتمل الا بسماع القرآن مختلطا بالتواشيح مع الاغنيات التراثية المحفورة في الوجدان التي تحمل عبق الحارة المصرية فبالرغم من ان الشعيرة دينية الا انها مغلفة بالروح المصرية المتفردة الخصوصية .. رمضان كريم كل سنة وانتم طيبين.