في مدينة كالييه بشمال فرنسا ووسط غاباتها انتشرت ومنذ فترة طويلة الكثير من المخيمات العشوائية التي تحتوي على أكثر من 4 آلاف مهاجر غير شرعي معظمهم من السودان والصومال وأرتريا وغيرها من بعض البلدان الأسيوية حيث يعيشون في مخيمات من الصفيح في ظروف صعبة ورغم ذلك فإنهم استطاعوا أن يكونوا علاقات اجتماعية ويتلقون الدعم من بعض المؤسسات والمنظمات الإنسانية ومن بعض النقابات والأفراد وهم يحلمون بالذهاب إلى انجلترا ويكررون محاولات عبور المانش من تلك المنطقة التي تشرف عبر معبر يورو تانل الذي تمر عبره القطارات والشاحنات والسيارات من حدود فرنسا إلى انجلترا ولذلك فقد شهد هذا النفق العديد من محاولات الهروب والعمليات القتالية من أجل اقتحامه وباءت الكثير من محاولاتهم بالفشل وسببت أزمة سياسية بين انجلتراوفرنسا حتى تم الاتفاق بينهما لإقامة مركز للتحكم والقيادة تديره الشرطة الفرنسية والبريطانية بصفة مشتركة مع قيام الشرطة الفرنسية بحراسة المخيم المعروف بغابة كالييه الذي يشكو منه أيضا سكان منطقة كالييه بسبب المظهر غير الحضاري للمخيم ولخوف السكان من تهديد حياتهم الأمنية والاقتصادية والاجتماعية من جراء بعض الأفعال المشينة من جانب المهاجرين كبيع المخدرات والتهريب والاتجار بالبشر وغيرها من السلوك غي الحضاري الذي لا يتناسب مع المنطقة ، ومع التعاطف الإنساني من جانب بعض المؤسسات الإنسانية ، بل وأمام شكاوى السكان بالمنطقة ومع الأزمة السياسية والأمنية بين سلطات فرنساوانجلترا أقرت فرنسا عن طريق رئيس الوزراء ووزير الداخلية خلال تلك الأيام بالعمل على إخلاء المخيم العشوائي مقابل استقبال المهاجرين إلى مراكز استقبال مؤقتة بالقسم الشمالي للمخيم وأماكن استقبال أخرى وهو ما يرفضه المهاجرون الذين يحلمون بالعبور إلى انجلترا ولا يرغبون بالبقاء في فرنسا ، وقد استعمل وزير الداخلية الحوار والإقناع بمساعدة بعض المنظمات الإنسانية لمحاولة السيطرة على الأزمة وبدون استخدام القوة تجنبا لانتقاد المنظمات الحقوقية بالمؤسسات الدولية وحرصا على سمعة فرنسا التي تعتبر من أوائل الدول التي تدافع عن حقوق الإنسان بالعالم ، ورغم تأخر سلطات فرنساوانجلترا في تجاوز وحل تلك الأزمة تسعى فرنسا خلال هذه الساعات لإخلاء المخيم وإنذار سكانه بالخروج إلى أماكن آمنة وهو ما ستسفر عنه الساعات القليلة المقبلة حول مستقبل هؤلاء المهاجرون .