مازالت أزمة المهاجرين تهدد القارة الأوربية وسط مخاوف من انهيار قواعد منطقة «شنجن» التي تضمن التنقل الحر في الاتحاد الأوربي. واضطربت حركة القطارات أمس عند مدخل نفق المانش «يورو تانل» في فرنسا بسبب تسلل عدد من المهاجرين إلي خطوط السكك الحديدية في النفق تحت بحر المانش. واضطرت 6 قطارات للتوقف أو العودة إلي محطة انطلاقها وتقطعت السبل بمئات الركاب لساعات علي متن 5 قطارات يوروستار فائقة السرعة وقال المتحدث باسم الشركة الفرنسية للسكك الحديدية أن مهاجرين اقتحموا منطقة النفق مما استدعي تدخل قوات الأمن التي فصلت التيار الكهربائي لتفادي وقوع أي حادث وقامت بتأمين منطقة النفق. وتضم مدينة كاليه شمال فرنسا ومحيطها حوالي 3 آلاف مهاجر جاء معظمهم من أفريقيا ويحاولون الوصول إلي بريطانيا. وفي المجر تظاهر مئات المهاجرين خارج محطة القطارات الدولية الرئيسية في العاصمة بودابست بعدما منعت الشرطة حوالي ألفي مهاجر من ركوب القطارات المتجهة إلي النمسا وألمانيا. واعتصم حوالي 600 شخص معظمهم من سوريا والعراق وأفغانستان خارج المحطة. في الوقت نفسه اعتصم 100 من المهاجرين القادمين من مركز تسجيل علي الحدود مع صربيا ورفضوا ركوب قطار متجه إلي مخيم ديبريسين للاجئين مطالبين بالسفر لألمانيا. من جهة أخري لقي 11 مهاجرا علي الأقل يعتقد أنهم سوريون بينهم أطفال حتفهم بعد غرق قاربين في أعقاب مغادرتهما جنوب غرب تركيا في طريقهما إلي جزيرة كوس اليونانية. وقال خفر السواحل اليوناني إن حوالي 4300 مهاجر بينهم العديد من السوريين وصلوا إلي ميناء بيرايوس قرب العاصمة أثينا بعدما نقلتهم السلطات من جزيرة ليسبوس. وقالت المفوضية العليا لشئون اللاجئين إن أكثر من 2500 شخص لقوا حتفهم هذا العام وهم يحاولون عبور البحر المتوسط. جاء ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه حكومة تصريف الأعمال اليونانية عن مجموعة من الإجراءات لتحسين ظروف عشرات الآلاف من المهاجرين الذين يصلون يوميا وتتضمن الإجراءات تطوير مراكز الاستقبال ورفع مهارات العاملين فيها وتسريع عمليات تسجيل المهاجرين. من جانب آخر قال مفوض شئون الهجرة في الاتحاد الأوربي ديمتريس أفراموبولوس لوكالة رويترز إن المفوضية الأوربية ستضع الأسبوع المقبل الخطوط العريضة لخطط جديدة لتوزيع اللاجئين في مختلف أنحاء الدول الأوربية بالإضافة إلي فرز طلبات اللجوء واحتجاز المرفوضين لحين إعادتهم إلي بلدانهم. وأكد أنه لن يطرأ أي تغيير علي ترتيبات منطقة شنجن التي أزالت كل القيود الحدودية فيما بين دولها رغم النداءات المطالبة بمنع اللاجئين من استغلالها.