مريم عبد الغفار حواس، عاملة مصرية، لم تتخطي الأربعين من عمرها، متزوجة ولديها ثلاثة أبناء "صبي وفتاتين"، تعمل بقسم المكواه بشركة المنصورة أسبانيا التي يملك أغلب أسهمها ويديرها المصرف المتحد، وأول أمس الموافق الثلاثاء 7 يونية 2011 ذهبت هي وزملائها إلي فرع المصرف بشارع الجمهورية بمدينة المنصورة للمطالبة بصرف راتبهم عن شهر مايو 2011 والذي لا يتجاوز ال 300 جنيه حيث تأخر البنك عن صرفه لهم ، ولكن إدارة البنك أخطرتهم بأنه لا توجد أموال بالبنك بل طالبهم أحد القانونين بالبنك بالتظاهر أمام المحافظة والتي تبعد عن مقر البنك بقرابة 300 متر حتي يتحرك المحافظ والحاكم العسكري لصرف رواتبهم من صندوق المحافظة، إلا أن العمال والبالغ عددهم 150 عاملة وعامل رفضوا حجج ومقترحات البنك وقاموا بالتظاهر أمام مقر البنك وطالبوا إداراته بصرف راتبهم، وقد أدي التظاهر إلي تعطيل حركة السيارات بشارع الجمهورية، وبدلا من قيام رجال المرور بتحويل السير إلي الشارع الجانبي صرخوا في قائدي السيارات وطالبوهم بالتحرك في ذات الشارع وإزاحة كل ما يعترض طريقهم من بشر، وكان في مقدمة السيارات أتوبيس تابع لشركة سماد طلخا، وعربه خاصة محملة بالطوب الأحمر وفي الوقت الذي رفض فيه سائق أتوبيس شركة السماد التحرك حفاظا علي حياه العمال، إستجاب سائق عربة الطوب لصرخات رجل المرور وقام بالتحرك في الوقت الذي كانت فية " مريم " تقف تتلقف أنفاسها الأخيرة وكأنها في إنتظار المصير المحتوم وفي لمح البصر لم يتواني سائق السيارة عن الإستجابة لرجل المرور وأنطلق بسرعه جنونية ليختطف أنفاس " مريم " الأخيرة ويتركها صريعة وسط بركة من الدماء ، ويصيب رفيقتي دربها "سماح محمود عبد العزيز" و "مرفان محمد" اللاتين تم إيداعهن بالعناية المركزة في مستشفي الطواريء بالمنصورة . ومن جانبة حمل المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية حكومة شرف كامل المسئولية في وفاة الشهيدة مريم عبد الفتاح كما حملها أيضا كل ما يتعرض إليه العمال من ظلم وسحق إجتماعي وصل إلي حد إصدار مرسوم بقانون لمنعهم عن مزاولة حقهم في الإضراب ولإجبارهم وإكراههم علي الصمت، ثم تقديمهم لمحاكمات عسكرية بدعوي التظاهر وتعطيل العمل، وأخيرا القتل ، وتسائل المركز في بيان له من هو القاتل الحقيقي لمريم عبد الغفار ؟؟ وأجاب موجها حديثة لحكومة شرف ، " القاتل الحقيقي هو سياساتكم التي تتعالي علي المطالب الحياتية للعمال، وحملتكم الشرسة لإستعداء المجتمع علي إحتجاجاتهم والتي وصفت دفاع العمال عن أجرهم أو عن شروط عمل أفضل وكأنها ثورة مضاده..لقد قتلت مريم، وأصيبت سماح ومرفانا من أجل 300 جنيه.. نعم من أجل مطالب شخصية أو فئوية - كما تحبون وصفها - لكنها شأن كل مطالب عمال مصر بسيطة مثل حياتهم