مريم عبد الغفار حواس عاملة مصرية لم تتخط الأربعين من عمرها، متزوجة ولديها ثلاثة أبناء، وتعمل بقسم المكواة بشركة المنصورةإسبانيا التى يملك أغلب أسهمها ويديرها المصرف المتحد. بالأمس الموافق الثلاثاء ذهبت مع زملائها إلى فرع المصرف بشارع الجمهورية بمدينة المنصورة للمطالبة بصرف رواتبهم عن شهر مايو 2011 والذى لا يتجاوز ال 300 جنيه حيث تأخر البنك عن صرفه لهم، لكن إدارة البنك أخطرتهم بأنه لا توجد أموال لهم وطالبهم أحد القانونيين بالتظاهر أمام المحافظة والتى تبعد عن مقر البنك بقرابة 300 متر حتى يتحرك المحافظ والحاكم العسكرى لصرف رواتبهم من صندوق المحافظة، الا أن العمال والبالغ عددهم 150 عاملة وعاملا رفضوا مقترحات البنك وقاموا بالتظاهر وطالبوا إداراته بصرف راتبهم. وقد أدى التظاهر إلى تعطيل سير السيارات بشارع الجمهورية، وبدلا من قيام رجال المرور بتحويل السير إلى الشارع الجانبى صرخوا فى قائدى السيارات وطالبوهم بالتحرك فى ذات الشارع وإزاحة كل ما يعترض طريقهم من بشر. وكان فى مقدمة السيارات أتوبيس تابع لشركة سماد طلخا، وعربة خاصة محملة بالطوب الأحمر وفى الوقت الذى رفض فيه سائق أتوبيس شركة السماد التحرك حفاظا على حياه العمال، استجاب سائق عربة الطوب لصرخات رجل المرور وقام بالتحرك بسرعة فقتل مريم عبد الغفار حواس، وأصاب سماح محمود عبد العزيز ومرفان محمد، وتم ايداعهن فى مستشفى الطوارئ بالمنصورة، ويذكر أن سماح مودعة بالعناية المركزة لتدهور حالتها الصحية. وقام العمال وأسرة مريم بدفن الجثمان مساء أمس بمقابر عائلتها بالمدينة. ونعى المركز المصرى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الشهيدة مريم عبد الغفار وحمل حكومة شرف ومستشاريه والمجلس العسكرى كامل المسئولية عن كل ما يتعرض إليه العمال من ظلم وسحق اجتماعى وصل إلى حد إصدار مرسوم بقانون لمنعهم من مزاولة حقهم فى الاضراب ولإجبارهم وإكراهم على الصمت، ثم تقديمهم لمحاكمات عسكرية بدعوى التظاهر وتعطيل العمل.