هنا وهناك, في القاهرة وأسوان, في بغداد والخرطوم وعدن وصنعاء,في دمشق وبيروت ويافا, في وهران والدار البيضاء وتونس الخضراء, في الميادين والشوارع و الحواري والأزقة والدروب والقري والنجوع. يسهر ومايزال مع الصيادين في الأنفوشي والبرلس والبصرة وأعالي النيل يصارع معهم الأمواج ويواجه شأنه شأنهم النوات ويشد معهم الشباك ليهنأوا في آخر الرحلة مع أهلهم بالرزق الحلال.ويشرب الشاي الصعيدي الأسود مع زراع القصب والعدس والبصل في سوهاج ونجع حمادي وقنا, ويطمئن يوميا علي ورديات العمال في المحلة والحديد والصلب ومصانع السكر يطمئنهم بأن الآتي أجمل ويشد علي أياديهم من أجل التمسك بحقوقهم التي حاولت الردة سلبه منهم وتقويض مصانعهم عبر الأيام العجاف. يتابع من الخندق الأمامي أسود سيناء وهم يقاتلون بضراوة عصابات المرتزقة الجدد المدفوعين من الصهيونية والاستعمار الجديد وأدعياء الدين و يقرأ معهم الفاتحة علي أرواح الشهداء ويبشرهم بنصر مبين. في آخر الليل يطمئن علي صمود جنود وادي الرافدين في مواجهة التتار الجدد ويخطب في جنود الشام البواسل وهم يدافعون عن عروبة دمشق و يصلي الفجر في الجامع الأموي مع القابضين علي جمر وحدة سوريا الحبيبة . يطمئن يوميا علي أحوال حراس باب المندب ويداوي جراح المصابين في القدس ويسير في جنازات الشهداء هاتفا ضد الاحتلال الصهيوني ويشد علي أيدي مقاتلي المقاومة من الصامدين يتجول في مزارع الكاريبي ليسامر الفلاحين في نوبات الري المسائية , ويطمئن علي أحوال عمال المناجم في شيلي و فنزويلا والمكسيك والبرازيل ويؤكد لهم أن الثورة مازالت مستمرة وأن حقوقهم لن تضيع. يتبادل النكات مع سكان الغابات في أندونيسيا ويعزي في الشهداء ويزرع معهم أشجار المحبة في الطرقات . ويساند مايزال أبناء نيجيرا ضد الاستغلال والاستعمار والإرهاب ويستنهض همم أبناء الصومال في مواجهة التشرزم ومؤامرات التقسيم يكمئن علي فقراء كينيا ويساند كادحي الكونغو ويرفع صوته هاتفا أفريقيا للإفريقيين يحمل أغصان الزيتون أمام الأممالمتحدة مع المتظاهرين المطالبين بسلام يعم بقاع الأرض في مواجهة وحشية المعتدين. يخرج مع طلوع الشمس في الطرقات يربت علي ظهور الأطفال الذاهبين إلى مدارسهم حالمين بغد أجمل يوصيهم بأن يقبضوا علي العلم والعقل ليصنعوا الغد الذي يليق بأحلامهم . هنا وهناك, من المحيط إلى الخليج, من المتوسط لأعالي النيل, في كل مكان يسعي فيه الإنسان إلى الحرية والانعتاق من أسر التبعية والظلم مازال عبد الناصر حاضرا يرسم البسمة علي وجوه الكادحين الحالمين بالعدل والحرية وينشد معهم في استقبال الفجر الذي حتما سيجيء.