تعتبر محافظة كفر الشيخ من المحافظات التى أنعم الله عليها بالكثير من الموارد الطبيعية، ولعل أبرز هذه الموارد "الرمال السوداء" التى توجد على سواحل البرلس ومطوبس، والتى تعتبر ثروة قومية كبيرة مهدرة رغم أهميتها الكبرى، حيث تحتوى على العديد من المعادن، كما أنها مصدر أساسى للعديد من المواد والمعادن المشعة، والتي منها معادن المونازينت واليورانيوم المشع والزاركون وغيرها . وقد أكد الدكتور "عبد الله علام"، عميد كلية الآداب بجامعة كفر الشيخ وأستاذ جغرافيا الجيومورفولوجيا بالجامعة، أنه قام بدارسة حول هذه الرمال، وتوصل في النهاية إلي أن المصدر الأصلى للرمال السوداء جاء مع نهر النيل وتحديدا من أثيوبيا وجبال البحر الأحمر فى مصر من الصخور النارية القديمة، والتي لها جوانب إيجابية كثيرة وأضرار قليلة، موضحا خطورة هذه الأضرار بالرغم من قلتها. وقال "علام"، إن خطورة الرمال السوداء، تكمن في أنها تتسبب فى أمراض السرطان، حال استخدامها فى البناء، ويظهر ذلك بعد 10 سنوات، مشيرا إلي أن دراسته التى أجراها على الرمال السوداء تؤكد أن محافظة كفر الشيخ تحتوى على ما يقرب من 250 مليون طن من هذه الرمال، فضلا على وجود احتياطى آخر يعادل 200 مليار متر مكعب ذات الأهمية الإقتصاية، موضحا أن سبل استخدامات هذه الرمال، يدخل فى أكثر من 40 صناعة هامة منها "صناعة الصواريخ ، وقلب المفاعلات النووية، وهياكل السيارات، والبورسلين، والسيراميك، والبويات وأدوات التجميل" والعديد من الصناعات الاخرى الحيوية . ولفت الدكتور علام إلي أنه فى حال استخدام هذا المشروع العملاق واستغلال هذه الرمال بمنطقة سواحل البرلس الاستغلال الأمثل، سيوفر للدولة 176 دولار سنويا بالإضافة أيضا إلى توفير فرص العمل للشباب من جميع أنحاء الجمهورية . وأشار علام إلي أنه على الرغم من كل هذه الاستفادات إلا أنه مازالت هذه الرمال مطمع للعصابات وسارقى الثروات القومية واستخدامها فى ردم المصارف وأعمال البناء وغيرها من الاستخدامات الضارة، والتى لا تعود على المواطنين الا بالضرر المؤكد على المدى البعيد. وناشد الدكتور علام، الجهات التنفيذية فى محافظة كفر الشيخ والقوات المسلحة والقيادة السياسية، بالنظر إلى مثل هذا المشروع القومى والعمل على إيجاد حل للاستفادة من هذه الثروة الكبيرة .