في إطار المهمة الأساسية والعلنية لتنظيم داعش ككتيبة احتلال متقدمة للاستعمار الجديد، نجح التنظيم في تسليم ليبيا كثالث دولة عربية بعد العراقوسوريا للاحتلال الأجنبي. التنظيم الذي يتحرك بسرعة نحو المناطق النفطية فقط ويقوم بعمليات مخططة ووحشية وتبدو وكأنها مباغتة، هاجم نهاية الاسبوع الماضي الهلال النفطي في ليبيا بثلاثة تفجيرات خلال اربعة أيام والاخيرة كانت في رأس لانوف وهاجم داعش واشعل النيران في 16محطة تخزين وقود أحرق فيها 2مليون برميل نفط خلال الاسبوع الماضي فقط ونفذ عملية انتحارية في معسكر شرطة بمنطقة زلتين أدت الى قتل 100 فرد، وشكلت العمليات السريعة والمدمرة طوفانا من الموت، الذي استغله الغرب على الفور ليعلن أنه سوف يتدخل خلال ايام قليلة لمحاربة داعش. ومما يكشف ان العمليات منسقة وان أوربا قداعدت جيوشها لاحتلال ليبيا منذ فترة طويلة وانها فقط انتظرت حتى تكتمل قواتها تحت راية داعش ،وجود قوات أمريكية وبريطانية بالفعل على الاراضي الليبية قبل الهجوم الاخير لداعش فقد نقلت الصحف الامريكية عن مسئول امريكي قوله،ان فرق كوماندوز امريكية وبريطانية وصلت بالفعل الى ليبيا من أجل تقييم الاوضاع على الارض، ووضع خطط التدخل العسكري. كما أكد وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، أن قوات اوروبية وامريكية تعدادها عشرة آلاف جندي من بينها الف جندي من القوات البريطانية الخاصة تستعد للتدخل عسكريا لمواجهة داعش ومنع سيطرته على آبار النفط. واذا كنا نريد ان نعرف ماذا سيحدث لليبيا علينا ان نفتح كتاب تدمير العراقوسوريا. ليبيا إذًا ستصبح تحت سيطرةالتحالف الدولي جوًا وبرًا وبحرًا، سوف تدك بالصواريخ والقنابل العنقودية ومئات الملايين من القنابل المحرمة دوليا وسوف تدمر وتمحى من على وجه الارض مدنها ومحطات الكهرباء والوقود والمياه والصرف والمستشفيات والبيوت والملاجئ وسوف يباد رجالها وشبابها ونساؤها واطفالها وبهائمها وطيورهاوسوف يخرج علينا من ابناء ليبيا من يقاتل بكل حقد وكراهية ابناء بلدته سوف يبالغون في القتل والحرق املا في الحصول على رضا سيدهم وربهم الجديد سوف يغتصبون وينهبون ويحرقون في سباق هستيري للوحشية،لانهم يريدون ان يحرروابلادهم ليس من داعش اوربا ولكن من شعبها. ومع ذلك سوف يبقى شيئان اثنان، ابار النفط التي ستخضع بسهولة ويسر لهذه القوات لأن داعش سوف ينسحب منها شكلا ويسلمها حقيقة لهؤلاء الغزاة الجدد وسيبقى ايضا تنظيم داعش الذي ستكشف لنا صحف الغرب اسرارا مذهلة حول قدراته العجيبة على التحرك بكامل عتاده واسلحته الى دولة عربية اخرى،يشتاق الغزاة الجدد الى رائحة شي لحوم شبابها وطحن عظام ابنائها، ليبيا،سقطت وسيتم محوها من خارطة كتب الجغرافيا، ويشارك في جريمة قتلها كل من يعتبر ان الغزاة رجال الله لا يأتيهم الباطل من بين أيديهم او من خلفهم وكل من خانته ذاكرته او ادعى انها خانته فلم يتذكر شعبنا في العراق الذي قسم سنة وشيعة واكراد وقتل كل منهم في الآخر عشرات الآلاف، اما عن سوريا فلمن لا يتذكرها فليشل عقله وتجف الدماء في عروقه. قال الراحل نزار قباني لقاتلي زوجته بلقيس في تفجير السفارة العراقية ببيروت عام 1981 شُكراً لكم ..شُكراً لكم.. فحبيبتي قُتِلَت.. وصار بوُسْعِكُم أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدهْ وقصيدتي اغْتِيلتْ.. وهل من أُمَّةٍ في الأرضِ - إلا نحنُ تغتالُ القصيدة؟ ونحن اليوم نقول لقاتلينا تحت راية داعش شكرا لكم شكرالكم دولة عربية ثالثة قد قدسقطت وهل من أُمَّةٍ في الأرضِ إلا نحنُ تسقط أوطانها.