دعا الشيخ مظهر شاهين خطيب الجمعة بميدان التحرير المصريين إلي الوحدة الوطنية وإخماد الفتن الطائفية.. محذرا من محاولات بعض الجهات إلي بث الفرقة بين قطبي الأمة الملسمين والأقباط وتفكيك الوحدة الوطنية. وقال شاهين - وهو إمام وخطيب مسجد عمر مكرم الشهير بميدان التحرير - إن تعاليم الإسلام والمسيحية بريئة من كل من يثير الفتن الطائفية، وإن تلك الفتن مفتعلة وفاعليها غير مسيحيين أو مسلمين أو مصريين أصلا، وإن دماء المسلمين والمسيحيين اجتمعت منذ بداية الثورة وفي أحداث إمبابة وحرب أكتوبر. واستشهد بوصف الرسول الكريم محمد عليه السلام للمصريين بأنهم "خير أجناد الأرض"، كما استشهد بقول المسيح عليه السلام "مبارك شعب مصر"، لافتا إلي أن كل الثورات شارك فيها قطبا الأمة المسلمون والأقباط جنبا إلي جنب. وانتقد شاهين في خطبته التباطؤ في محاكمة أركان النظام السابق? معتبرا أن هذا يصب في مصلحة الثورة المضادة التي لا تريد محاكمات، كما انتقد طريقة اختيار المحافظين الجدد واستمرار المجالس المحلية علي الرغم أن القائمين عليها ساعدوا في تزوير الانتخابات وسرقة الأراضي وافساد الحياة السياسية والاجتماعية. وأكد احترام الشعب المصري لقواته المسلحة التي دافعت وحمت الثورة منذ بدايتها، كما تبذل كل الجهد للحفاظ علي مصر لحين تسليم السلطة.. محذرا من محاولة الايقاع بين الجيش والشعب. من ناحية أخري، قال الداعية الإسلامي الشيخ صفوت حجازي - في أعقاب خطبة الجمعة - إن الثورة المصرية مستمرة ولن تخمد إلي أن نصلي جميعا مليونية في بيت المقدس وفي ساحة المسجد الأقصي.. مؤكدا أن بناء مصر يأتي أولا.. فلازال أمامنا الانتخابات البرلمانية والرئاسية.. كما وجه حجازي حديثه إلي أمريكا واسرائيل قائلا "أرفعوا أيديكم عن مصر وإلا قطعت". ودعا خطباء وأئمة المساجد من علماء الأزهر الشريف والأوقاف المصريين في خطبة الجمعة اليوم إلي العمل والبعد عن الخلافات والفرقة والتمسك بروح الدين التي تدعو إلي نبذ الخلافات والتوحد والعمل من أجل صالح المجتمع. وأكد علماء الدين الإسلامي وحدة المصريين من مسلمين ومسيحيين بعيدا عن أي خلافات طائفية، محذرين من أي فتن تثير العداوة بين الجانبين وتستهدف النيل من أمن وإستقرار المجتمع. وشدد الشيخ صلاح نصار إمام وخطيب الجامع الأزهر علي إهتمام الدين الإسلامي بحسن معاملة المسلم لأخيه وعلاقته بربه وبالأخرين بعيدا عن أي خلافات عقائدية أومذهبية. بدوره شدد الدكتور محمد عبدالمعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر في خطبة الجمعة بمسجد الأنصار في القاهرة علي أن من يحتجز إنسانا بغير حق أويسعي للافراج عنه فهو مثير للفتنة.. مبيننا أن من يعلم عن إحتجاز شخص فعليه إبلاغ الجهات المعنية سواء الأمنية أو القانونية لإتخاذ الإجراءات اللازمة للافراج عنه.. مؤكدا أن إستخدام القوة بهذا الصدد بعيدا عن روح وسماحة الأديان السماوية. وفي الإسكندرية تظاهر الآلاف بساحة القائد إبراهيم عقب صلاة الجمعة رافعين الأعلام المصرية والفلسطينية لتأكيد دعمها للمصالحة الفلسطينية- الفلسطينية، مثمنين دور المجلس العسكري في تحقيق تلك المصالحة والتصريحات الحكومية الخاصة بمعبر رفح التي وصفوها بالمشرفة. وعقدت جماعة الإخوان المسلمين مؤتمرا حاشدا بساحة المسجد تحدث فيها عدد من قيادات الجماعة وبعض رموز الجماعات الإسلامية ومنهم الشيخ أحمد المحلاوي للتأكيد علي الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية من خلال المساعدات وقوافل الإغاثة الإنسانية. وأجمع المتحدثون علي أهمية الاستمرار في استكمال تحقيق المطالب التي خرجت من أجلها الثورة المصرية وعدم توريط البلاد في أي نزاعات أو صراعات خارجية قبل استكمال أهداف الثورة بالكامل، مشيرين إلي أن العلاقة بين مصر والشعب الفلسطيني لا يمكن التشكيك فيها. وأشار المتحدثون أن فلسطين طالبت المصريين باستكمال ثورتهم وتحقيق وإعادة الاستقرار الي المجتمع, حيث أن قوة الدور المصري تكمن في تكاتف شعبه المؤمن بشرعية القضية الفلسطينية وأنه لن ينساها أو يتكاسل عنها. وقال الدكتور كامل البتاجي ممثلا عن لجنة الإغاثة الإنسانية التابعة لنقابة الأطباء أن 16 شاحنة إغاثية أنطلقت من الإسكندرية إلي رفح محملة بالمساعدات الإنسانية والطبية، مشيرا إلي أنه في ظل الحرية التي يتمتع بها الشارع المصري حاليا يستطيع المصريون دعم إخوانهم الفلسطينيين عبر المساعدات الطبية والإنسانية التي يحتاجها المجتمع.