أدان تحالف المنظمات النسوية المصرية الأعمال الطائفية التي راحت تندلع هنا وهناك منذ خروج بعض السلف و فلول النظام السابق دون أن يتم التصدي لها بطريقة حاسمة من قبل الجهات المنوطة بالحفاظ علي أمن البلاد. وإضافة لما تمثله هذه الأحداث من تهديد خطير لسلامة ووحدة الوطن، أعرب التحالف أن معظم تلك الأحداث المؤلمة قد أخذ من النساء ذريعة لتبرير أعمال العنف والبلطجة التي وقعت، وصولا إلي استعمال الأسلحة والتسبب في قتل الأرواح ووقوع عشرات المصابين، وذلك بزعم دخول بعض النساء المسيحيات إلي الإسلام تارة أو التستر علي أفعال منافية للآداب تارة أخري أو المطالبة بالقضاء علي الحقوق البسيطة التي اكتسبتها النساء المصريات نتيجة لسنوات من النضال, وهو الأمر الذي يجرنا إلي تمزيق النسيج المصري، وتعميق الشعور بالاضطهاد والظلم، وإباحة استهداف النساء للانقضاض علي حقوقهن والتعامل معهن كأشياء بغض النظر عن إرادتهن وإنسانيتهن، وهدم وإهدار الإنجازات التي تحققت وتم من أجلها سكب دماء الشهيدات والشهداء ومئات المصابين من جميع طوائف الشعب المصري بلا تمييز خلال ثورة 25 يناير. وأشار تحالف المنظمات النسوية ان لا يكفي في مواجهة هذا الوضع الخطير عقد جلسات الصلح التي لا تصلح إلا القشرة الخارجية بينما يظل الحقد والكراهية والعنصرية كامنين داخل النفوس ليبرزوا علي السطح مرة تلو الأخري إلي أن نقع في كارثة كبري.. وأن هناك أهمية ملحة اليوم لاتخاذ إجراءات رادعة تجاه الأحداث الطائفية التي نشهد تصاعدها غير المسبوق في تاريخ بلادنا, وهي الأحداث التي يغذيها خطاب طائفي وسلفي لا بد أن يتم وقفه علي الفور، وعدم السماح بتداوله بأي صورة من الصور. ويطالب تحالف المنظمات النسوية من المجلس الأعلي للقوات المسلحة ومجلس الوزراء باتخاذ التدابير القانونية والإجراءات الإعلامية السريعة لوقف هذا النزيف الذي إن كان يطول المسيحيين والنساء وأصبح يصيب مواطنين آخرين اليوم، فإنما سوف يمتد في حالة عدم التصدي له ليقضي علي جميع أوجه التحضر والمدنية في مصرنا العزيزة.