كشف الكاتب الصحفي مصطفي بكري عن ضلوع جماعة الإخوان في العمليات الإرهابية في سيناء، مشيرا إلي أن الرئيس المعزول محمد مرسي سمح باستخدام سيارات الرئاسة لإدخال الإرهابيين إلي سيناء، وأن الجماعة أشرفت علي تكوين جيش مواز هنا وقال بكري عضو مجلس النواب المقبل، والذي كان مرشحاً ضمن قائمة 'في حب مصر'، في حواره ل'المصري اليوم' إن حزب النور لن يكون له مستقبل في العملية السياسية، وإن سقوطه المدوي في الانتخابات كان بسبب انتهازيته ومساندته الإرهاب، متوقعا ألا يحصل السلفيون علي أكثر من 15 مقعدا في البرلمان. وأوضح أن مسألة رئاسة البرلمان تحتاج توافقا وطنيا وسوف تتولي قائمة 'في حب مصر' عقد اجتماعات مع القوي السياسية، بعد انتهاء الانتخابات، للاتفاق علي تشكيل 'النواب' وهيئة مكتبه واللجان. وإلي نص الحوار: ■ واجهت الانتخابات مشكلة في بداية انطلاقها، من خلال الإقبال الضعيف.. فما تفسيرك؟ بقراءة موضوعية للانتخابات السابقة، وكان آخرها انتخابات الشوري، الذي سيطر عليه الإخوان في 2012 وكانت نسبة الإقبال 7%، وكذا الانتخابات التي شهدتها مصر في زمن حكم مبارك، ورغم التزوير كانت النتائج ضئيلة.. وفي الانتخابات الحالية، كان هناك عدد كبير من المرشحين ما أثر سلبا، وكان هناك حالة من الملل لدي المواطن من كثرة الانتخابات، والبعض تأثر بالحملة الإعلامية المغرضة التي أساءت لكثير من القوائم والأشخاص. والقول بأن هناك محاولة لإعادة النظام القديم والحزب الوطني، وسيطرة رأس المال مرة أخري، كلها ادعاءات وأكاذيب، وإذا قارنت هذه النسبة بانتخابات الرئاسة، فالفارق كبير، وعلينا أن ندرك أن الشارع خرج في انتخابات الرئاسة، لأنه كان يريد رئيسا ينقذ البلاد، والآن هناك شعور لدي الناس بالاستقرار، وهناك إحساس بالأمن والبلد تسير بشكل جيد، ما أدي إلي عدم وجود استنفار يجعل انتخابات النواب مثل انتخابات الرئاسة، ومن الظلم المقارنة بينهما، الأمر الأخير أن الناس لا تفهم النظام الانتخابي الجديد، بدليل أن 37% من الأصوات في الصعيد باطلة، وهو ما لم يحدث في أي انتخابات، ما يدلل علي أن الناس كانت 'محتاسة' لا تعلم ماذا تفعل. ■ مارأيك في قول البعض بأن الإقبال الضعيف تعبير عن الاحتجاج علي سوء الأوضاع المعيشية؟ لا أظن ذلك.. والدليل عندما ننظر إلي انتخابات نقابة الأطباء الأخيرة، نجد أن الذين صوتوا 7%، ما يعني أن الناس لم تذهب لأسباب أخري غير الأسباب الاقتصادية والمجتمعية، ويؤسفني أن يقول البعض إن سوء الأحوال الاقتصادية وسخط الناس هو سبب المشاركة الضعيفة، وهذا غير حقيقي.. الناس خرجت من قبل في فترات تاريخية وكانت تعاني من نفس الأزمة. ■ واجهت قائمة 'في حب مصر' اتهامات بأنها مدعومة من الدولة، وفي الجولة الأولي رأينا القائمة تكتسح القوائم الأخري.. كيف تري هذه الأمور؟ أولا ما حدث أننا واجهنا 3 قوائم، منها قائمتان حصلتا علي 800 ألف صوت، الفارق بيننا وقائمة مثل نداء مصر التي حصلت علي المركز الثاني، أكثر من مليون ونصف صوت.. وأسأل: أين المحاباة لقائمة في حب مصر.. من يقل هذا فهو يشكك في القضاء. عندما نتحدث عن الدعاية الانتخابية، فقد رأينا حجم الدعاية لدي البعض كانت أكبر من قائمة في حب مصر.. وأتساءل من الفيصل؟.. الفيصل هي جهات المراقبة، وهي التي تسأل إذا ما كانت هناك تجاوزات من عدمه، وهنا أتحدث عما تردد بشأن قائمة 'في حب مصر'، وأنها تمثل السيسي، وهذا لم يحدث إطلاقا، حتي الكلام المنسوب لي، وقيل فيه إن بكري اتصل بالرئيس تليفونيا أثناء الانتخابات.. هذا غير صحيح.. لأن هذا الاتصال حدث من الرئيس متكرما يوم وفاة والدتي في 15 فبراير الماضي ليعزيني، وقلت له شكرا سيادة الرئيس وقلت له: 'يافندم الصعيد حاطط أمل علي سيادتك'، فقال لي: 'يا مصطفي الصعيد أنا مش هسيبه ودول أهلنا وهنعمل لهم مشروعات'.. وهذا الكلام أعيد بصورة مختلفة، وانتشرت إشاعة أن الرئيس اتصل بي قبل الانتخابات، وقال إنه وعد بمشروعات.. وهذا غير صحيح. ■ ما رأيك في هزيمة حزب النور؟ هناك أسباب أولها أنه لم يعد تقييم تجربته، ومساندتهم مع جماعة الإخوان بقوة، ومارسوا سياسة غير صحيحة، وتخبطوا كثيرا في الفترة الماضية، ولم يوجهوا إدانات كاملة لممارسات الإخوان، وكانوا يلعبون علي الحبلين.. ومارس الحزب الانتهازية السياسية، وعندما جاءوا في 7 يونيو 2013، خرج من حزب النور بيان أفاد بأنه ضد الاحتشاد والاحتشاد المضاد، وقالوا إن الاحتشاد 'هيودي البلد في مشاكل كبيرة ما يؤدي إلي إراقة الدماء'، وقالوا لهذا السبب فهم ليسوا مع مظاهرات 30 يونيو.. وحملوا الدولة الأحداث التالية.. وهم يعرفون أن الإخوان وعناصر أخري حاولت اقتحام الحرس الجمهوري، وكذا الحال في أحداث رابعة، وقفوا بجانب الإخوان وأدانوا الحكومة والشرطة والجيش، وعندما طلب السيسي التفويض، خرج ياسر برهامي أعلن رفضهم التفويض، بحجة أنه سيؤدي إلي إراقة الدماء وتحدي إرادة 40 مليون مصري.. والشعب لا يريد إعادة إنتاج تجربة الإخوان، لأنه ذاق 'الأمرين' ووجد أن كل الشعارات التي رفعها الإخوان مناقضة لممارستهم علي أرض الواقع.. ■ هل تتوقع صمت حزب النور علي هذه الهزيمة المدوية؟ حزب النور رفض المقاطعة حتي الآن، وقرر الاستمرار، ومن المؤكد أنه سيمثل في البرلمان وستكون نسبته ما بين 10 و15 نائبا.. والقضية التي تحقق فيها النيابة الآن مسألة 'دينية الحزب'، ولا أري لحزب النور مستقبل في العملية السياسية، لأنه ينتمي إلي أصول دينية، وإذا كان يريد أن يكون طرفا في العملية السياسية، فعليه أن يكون حزبا سياسيا. ■ الجميع يتساءل عن لغز الشاب محمد بدران.. الذي وقف بجوار السيسي علي اليخت أثناء افتتاح قناة السويس، وهو الآن يحصل علي مقاعد في البرلمان بواسطة حزبه 'مستقبل وطن'؟ لماذا لا ينظر الناس إلي أن الرئيس يشجع الشباب.. وبدران كان رئيسا لاتحاد طلاب مصر، ونجح رغم أنف الإخوان، وخاض معركة كبيرة ضدهم، انتهت بهزيمته للإخوان في زمن الإخوان.. واستطاع الصمود وتشكيل حزب سياسي، بمساعدة كوادر سياسية، ومنهم الدكتور علي شمس الدين، وشخصيات نشهد لها بالوطنية، وهذا الحزب خلق لنفسه مساحة علي أرض الواقع، لاستخدامه تكتيك التواصل مع العناصر بعضهم من النواب السابقين أو من لهم صله قبلية وعائلية والشخصيات العامة التي لها قبول في الشارع. ■ ماتوقعك لتركيبة مجلس النواب المقبل؟ أعتقد أن قائمة في حب مصر تسعي لأن يكون لديها أكثر من ثلثي الأعضاء، لو نجحنا عبر المستقلين والأحزاب المكونة للقائمة في ذلك، فإننا نخدم الوطن بواسطة تكوين إطار جبهوي ممثل في ائتلاف يستطيع التوصل لقواسم مشتركة تمكن البرلمان من ممارسة دوره.. والبرلمان مطالب بانتظار برنامج الحكومة، وإذا لم يكن هناك 'مايسترو' يدير العملية السياسية داخل البرلمان سوف تضيع أمور كثيرة جدا، وكل 'واحد هيطلع برأي' وهيكون حزب بنفسه. ■ من يستحق أن يكون رئيسا للبرلمان المقبل؟ أتمني أن يكون منتخبا، أما إذا لم تكن هناك شخصية برلمانية منتخبة تحوز علي توافق الأغلبية، ممكن في هذه الحالة أن نجد في المعينين شخصية تصلح لهذا المنصب، مثل المستشار عدلي منصور، والمستشار أحمد الزند، وحتي هذه اللحظة ليس هناك اسم جري الاتفاق عليه.. وقائمة في حب مصر ليس لديها مرشح لرئاسة البرلمان، ولم نبحث في هيئة مكتب ورؤساء اللجان حتي الآن، وسوف نؤجل ذلك إلي ما بعد الانتخابات، وبالتأكيد سوف نصل لحل مع القوي والأحزاب والمستقلين الذين سيشكلون البرلمان. ■ ما تقييمك لعهد السيسي حتي الآن؟ عندما استدعي السيسي من قبل الشارع قال: 'أنتم شركائي في المسؤولية، وأعد خطة استراتيجية كبيرة، ربما تكون أكبر من الإمكانيات المادية لمصر، لكنه يدرك أن المضي فيها سينهي الكثير من الأزمات، فمثلا مشروع ال3 آلاف و300 كيلومتر بنية أساسية أمر مهم للاستثمار والتنمية وحركة المواطن في مصر.. ومشروع المليون ونصف فدان، نحن منذ فترة طويلة نعيش علي نفس مساحة الرقعة الزراعية وهي ال8 ملايين فدان، ونحن في حاجة لمزيد من استصلاح الأراضي، وفي مشروع قناة السويس هناك إحساس لدي الجميع أنه سيحل الكثير من المشاكل لنا والعالم، وسيدر دخلا أكبر، لكن هناك مشاكل كبيرة، مثل التضارب، فما معني أن يصدر رئيس الجمهورية قرارا ب10% علاوة ثم يلغيها وزير المالية بعد 3 أشهر، ما معني اعتماد 10 درجات للسلوك في المدارس ثم تحدث أزمة ويلغي القرار.. مشاكلنا مزمنة وهناك أكتر من 2 تريليون جنيه ديون، والرواتب ارتفعت إلي 218 مليار جنيه، والمساعدات الخليجة تراجعت، ونشكرهم فقد أدوا دورهم.. الناس تريد حل المشاكل بين يوم وليلة، وسبق وقال الرئيس إن وضعنا الاقتصادي صعب، والرئيس الآن في حاجه لمستشارين لديهم تواصل مع الشارع، نريد أن ينزل الرئيس الصعيد والمحافظات، لأن الناس تحتاج الرئيس إلي جوارها. ■ وماذا عن التضارب الخاص بالقرارات.. وما تفسيرك له؟ سوء تقدير ولافتقاد الخبرة، ويجب أن ينحي هؤلاء جانبا. ■ تواجه الدولة حربا شرسة مع الإرهاب.. هل نجح الرئيس في التعامل مع هذه المشكلة؟ الرئس لم يكن في ذهنه مواجهة أي قوي سياسية علي أرض الواقع، لذا وجه الدعوة في 3 يوليو 2013 لحزب الحرية والعدالة وحزب النور، وبدأنا نري حربا منظمة للإرهاب.. ومحمد مرسي عندما أفرج عن الإرهابيين، دفع بهم إلي سيناء، وكان الهدف الأساسي تكوين جيش مواز، وتجهيز المسرح في سيناء لولاية إسلامية تواجه الدولة، إذا ما حدث شيء من القوات المسلحة، ولذا فإن اللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية الأسبق، أُبلغ من إدارة الأمن، بعد حادث استشهاد 17 مواطنا في سيناء، إن محمد الظواهري ومرجان سالم كانا في عربة تابعة لرئاسة الجمهورية، متجهين إلي الشيخ زويد، واتصل جمال الدين، يومها بالدكتور أحمد عبد العاطي، وقال له: هل هذه السيارة تابعة لرئاسة الجمهورية، فقال عبد العاطي: نعم.. ما يدل علي أن الرئاسة تستعين بالإرهابيين.. في اليوم التالي قيل ل'جمال الدين' إن التكفيرين سوف يعلنون ولاية في 'الشيخ زويد'، فاتصل بمحمد رفاعة الطهطاوي، وقال له: 'هرد عليك بعد ساعة'، ورد عليه: لا خلاص مش هيعملوا حاجه.. حكومة مرسي ودولة الإخوان كانت ترعي الإرهاب وترسخ له في سيناء. الرئيس واجه الإرهاب بحسم وقوة، إلا أن عدم الإنجاز في الحرب علي الإرهاب أن هناك جانبا أخلاقيا، و'كان ممكن الجيش يسوي البيوت باللي فيها'، في الشيخ زويد، لكن التعليمات كانت تحذر من قتل أي بريء، خاصة أن التكفيريين كانوا يختبئون وسط المدنيين. ■ إذن نستطيع أن نوجه اتهاما مباشرا لمرسي والإخوان بمساندتهم التكفيريين في محاربة الجيش في سيناء؟ أعود لما قاله محمد البلتاجي: 'اللحظة اللي هيرجع فيها مرسي هندي تعليمات توقف في سيناء' كما أدلي بعض المتهمين بالإرهاب، من تنظيم أنصار بيت المقدس، بأقوال في تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا وقالوا: 'من ارتكب حادث رفح في 5 أغسطس 2012 جماعة الإخوان، لأنهم أخذوا قرارا بالتوقف عن أي عمليات عنف طالما الإخوان يحكمون'، وهناك تحقيقات خاصة بتنظيم بيت المقدس وأجناد الله وكتائب الفرقان، قالوا إن لهم عناصر إخوانية تطورت إلي السلفية الجهادية، ومنهم أعضاء في حزب النور، قالوا إنه جري تهريبهم في سيناء إلي معسكر في رفح الفلسطينية، والتقوا قيادات، مثل أيمن نوفل ورائد العطار اللذين كانا محبوسين في السجون المصرية، وأطلق سراحهما، وأنهما تلقيا تدريبا لمدة أسبوعين عن كيفية صناعة القنابل والتفجير، وكثير منهم اعترف بتلقيه سلاحا من حماس، والإخوان كانوا طرفا أصيلا في جميع هذه الأمور، وينسقون مع الجميع بلا استثناء، إضافة إلي أن كثيرا من عناصر داعش أصولهم إخوانية. ■ هناك من يروّج للمصالحة مع الإخوان.. ما مدي إمكانية تحقيق المصالحة؟ لا أظن أن هناك مصالحة علي الدم بأي حال، لأن الإخوان فصيل إرهابي.. فإذا تصالحت ألمانيا مع النازيين مصر سوف تتصالح مع الإخوان، وعليهم بالتوبة والاعتذار للشعب، وأن يدفعوا مقابل الدم دما، كل من قتل يجب محاكمته بالقانون ويلقي جزاءه، الدولة لا تتصالح مع تيار إرهابي والشعب لن يمد يده للإرهاب. ■ ينقسم العالم إلي معسكرين: الأول في جبهة الولاياتالمتحدة، والثاني مع روسيا، والعلاقات القوية التي أقامتها مصر في الآونة الأخيرة مع روسيا أظهرتنا بمظهر المؤيدين للمعسكر الروسي. ■ ألا تري أن ذلك من شأنه الإضرار بمصالح مصر الاقتصادية؟ بالعكس.. أحد مرشحي الرئاسة في أمريكا خرج منذ أيام وقال نحن نادمون علي إسقاط القذافي وصدام حسين، لأن البديل كان الإرهاب، بمؤامرة أمريكية، والعالم كله يدفع الثمن الآن.. وسوريا بالنسبة لنا الآن هي قضية أمن قومي بمعني أن وحدة الأرض والشعب هي من مفردات الأمن القومي، إذا فرطت في سوريا وأسقطت نظام الأسد، سوف يكون البديل داعش، لأنه لن يستطيع أحد اقتلاع داعش إذا سيطرت علي الأراضي السورية، والبديل أن تكون هناك قوي جادة تقف مع الشعب السوري والجيش السوري والسلطة الشرعية. وأمريكا صنعت تحالفا بأيديولوجية إسرائيلية، وهناك تقرير أمريكي كشف أن هناك علاقات بين جبهة النصرة الإرهابية وإسرائيل، وعناصر من جبهة النصرة يذهبون لإسرائيل للعلاج هناك، والتحالف الدولي لم يفعل شيئا أمام داعش، وروسيا عندما جاءت كان بناءً علي طلب من الشرعية السورية.. والضربات أثرت بشكل كبير علي مخازن أسلحة ومعدات ومعسكرات دمرت تدميرا قويا.. ■ هناك معادلة صعبة.. نحن لدينا علاقات جيدة مع دول الخليج، وفي نفس الوقت دول الخليج لا تريد بشار، كيف تري ذلك؟ الرئيس أكد أكثر من مرة أن أمن الخليج هو أمن مصر.. وأن أمن السعودية مسألة تعني مصر.. وأن الخلاف ربما يبدو في النقطة السورية، وأري بعد الزيارات الأخيرة إلي روسيا حدث نوع من التغير، ومن الممكن الاتفاق علي صيغة معينة للتوافق، والإرهاب الذي يواجه السعودية هو إرهاب داعشي، ولا أظن أن بشار يهدد أمن السعودية، وربما موقف المملكة مبني علي موقف إيران من سوريا، وهذا أمر لا يجب النظر إليه. ■ رأينا كثيرين يمدحون الرئيس السيسي.. هل يفيدون الرئيس أم يضرونه؟ الرئيس ضد أي شخص يتحدث باسمه أو ينافقه بحلو الكلام، وضد الإشادة به 'علي الفاضي والمليان'، لأنه رجل بسيط وطبيعي يخطئ ويصيب، ربما الوقوف بجانب الرئيس بهذه القوة سببه أن فشل الرئيس يعني فشل الدولة، وأن كثيرا من القوي الإقليمية والدولية والمتآمرين في الداخل والخارج يمارسون كل أنواع الضغط والتآمر من أجل إفشال السيسي.. وقد حصل الرئيس علي 97% من الأصوات خلال انتخابات نزيهة، ولا يجب أن ننظر إلي الإشادة به باعتباره نفاقا، لأنه كلام الفئة التي لا تريد لأحد الالتفاف حول السيسي. ■ وإذا أردت أن تنصح الرئيس فبمَ تنصحه؟ أنصحه باختيار البطانة الجيدة، وأن يجري تغييرات في الجهاز الإداري للدولة والجهاز التنفيذي، وأنه عندما يختار حكومة لابد أن تكون مقاتلة.. نحن نريد حكومة حرب تحارب من أجل البلد، حكومة تحارب بقوة في مواجهة الإرهاب وبناء الدولة، نريد وزيرا في كل مكان يأخذ مصالح الناس علي عاتقه. ■ كيف تري الرئيس الأسبق مبارك؟ لا أحد يستطيع أن يجرد مبارك من وطنيته، كل ما فعلته ضده فقط، كان بلاغا متعلقا بمكتبة الإسكندرية، ولم أقل إنه قتل متظاهرين، وهذا الرجل لم يقتل مواطنا مصريا، وبغض النظر عن الفترة السابقة، فإن ذاكرة الشعب لن تنسي دور مبارك في عدم الانصياع للأمريكان، ومبارك بعد عودته من الولاياتالمتحدة في 2009 تسلم كشفا بأسماء حكومة جديدة من الإدارة الأمريكية لتتولي أمور البلاد، ومزق الكشف أمام الأمريكان. ■ ماذا لو عاد نواب الوطني إلي البرلمان؟ الحزب الوطني ليس كله فاسدا، ومنهم من دخل الحزب بانتماءات قبلية، من لم يصدر ضده حكم قضائي، الجماهير ستكون الحكم. ■ متي يعود الفريق أحمد شفيق من وجهة نظرك؟ الفريق شفيق قضيته في طريقها للحل، وقضيته منظورة لدي النائب العام، ولا علاقة للسلطة السياسية بها، والفريق شفيق قيادة وطنية محترمة، غادر مصر عقب الانتخابات حتي لا تحدث فتنة، وكان يمكنه أن يدخل أنصاره في مشكلة كبيرة، لكنه غادر القاهرة وسلم بنتيجة الانتخابات، رغم أنه كان يعلم أن النتيجة كانت في مصلحته، وأن هناك مؤامرة إخوانية.. وقد حان الوقت لعودة شفيق. ■ ما سر اختفاء الفريق سامي عنان؟ الفريق سامي عنان قيادة وطنية محترمة وكان له دور في 25 يناير، وقد يختلف البعض حول موقفه السياسيي، وذلك لا يعني أن هذا الرجل لم يقدم لمصر الكثير، فكان له مواقف، وهناك ادعاءات موجهة ضده غير صحيحة.. وأبناء المؤسسة العسكرية لا يعرفون الخيانة بأي حال، وأعرف مدي تقديره وحبه للمشير طنطاوي ومدي تقديره للرئيس السيسي، وهناك من يحاول الاصطياد في المياه العكرة، لكنه يتمتع بسمة التزام الصمت. ■ وماذا عن البرادعي؟ في 21 نوفمبر 2011 استدعاني المشير طنطاوي في لقاء خاص وسألني عن البرادعي فقلت: 'إنه غير وطني وأجندته خارجية ولو اختلف معك هيضرب كرسي في الكلوب ويهرب، ولو جبتوه رئيس وزراء هندفع الثمن'، والبرادعي منذ جاء إلي مصر في 2009 كان يهدف إلي نشر الفوضي، ولا أذيع سرا أن مبارك عندما تسلم ورقة من الأمريكان كان البرادعي مقترحا لرئاسة الحكومة، وعندما عينوه نائبا لرئيس الجمهورية قبل مغادرته مصر طلب أن يأخذ قصر القبة وأن يكون موكبه مثل موكب رئيس الجمهورية، و'بوكيت مني' 10 آلاف جنيه كل ما يخلصوا ياخد غيرهم.. وهو ما رفضته الدولة.. والبرادعي عندما كان يلتقي كاترين آشتون وغيرها، كان يرفض أن يدخل معه سكرتارية، وكان يلتقيهم منفردا، ولعب دورا في التحريض ضد مصر والجيش، واقترح زيارة الغرب لمحمد مرسي، وحرض الغرب علينا، وقلت وقتها: 'من يمس الكيان الوطني بالمياه همسه بالنار.. بصوتي وقلمي وتحت قبة البرلمان'.