دخل الإسلام تونس في عام 27هجرية في عهد الخليفة عثمان بن عفان عندما أرسل عبد الله بن أبي الصرح لمواصلة فتح بلاد أفريقيا وقد تم تأسيس مدينة القيروان وهي من أوائل المدن الإسلامية في بلاد المغرب العربي في عهد القائد عقبن بن نافع الذي أسس جامع القيروان الشهير، ومنها انطلقت هجرات القبائل العربية التي جاءت لدول أفريقيا ليصبح العرب جزء هام من سكان البلدان الأفريقية مما شجع علي نشر الدعوة الإسلامية، يبلغ عدد سكان تونس 10.6 مليون نسمة يدين 98% منهم بالإسلام دين الدولة الرسمي ومعظمهم من أهل السنة الذين ينتمي الغالبية العظمي من بالمذهب المالكي من أهم المدن تونس العاصمة ومدينة سوسة، وجربة والقيروان، وقد شكل جامع الزيتونة بالعاصمة مع الجامع الأزهر في مصر منارة للثقافة الإسلامية إضافة لوجود العديد من الرموز التاريخية التي جاءت من تونس وأثرت في نهضة الثقافة الإسلامية، ومازالت تونس ومدنها محافظة علي إرثها الثقافي والمعماري من شمالها إلي جنوبها بسبب تعاقب حضارات مختلفة عليها ومازالت تونس العتيقة في قلب العاصمة تحافظ علي الطراز المعماري والحضاري وجمال المنازل التي توارثتها الأجيال وحافظت علي رونقها وإخضاعها للترميمات والحفظ والصيانة بشكل دوري من جانب الشعب التونسي، ومن مساجدها التاريخية الوفيرة مسجد عقبة بن نافع بمدينة القيروان 650م وجامع الزيتونة بتونس 850م، والجامع الكبير في صفاقس 849م، والجامع الكبير بسوسة 651م، ويهتم الشعب التونسي اهتمام كبير بالتراث والحفاظ علي عاداته وتقاليده ومظاهره الاحتفالية في الأعياد والمناسبات الدينية مما يوضح التنوع الثقافي للمجتمعات الإسلامية في إطار من وحدة المفاهيم الدينية والإسلامية، ويحتل الاحتفال بشهر رمضان صدارة الاحتفالات الدينية في تونس. لرمضان في تونس سحر خاص حيث يهتم الشعب التونسي به قبل دخوله حيث تعد المساجد وتهيئ المنازل وعند دخوله يستقبلوه بالفرحة والحفاوة البالغة وتتزين المساجد بالمصابيح كما تتزين الشوارع والبيوت وواجهات المحلات المختلفة والمقاهي ونوادي شرب الشاي ويحلو الشهر الكريم وتشعر بعبقه في الشوارع والزنقات الضيقة التي تشبه الحواري الإسلامية في المدن القديمة الزاهرة، ويبدأ الإفطار بتناول التمر والحليب والفطائر وشرب الشاي الأخضر بالنعناع أو القهوة ثم الذهاب إلي المساجد المنتشرة في كل أرجاء تونس حيث يصبح للمساجد التاريخية قداسة خاصة في شهر رمضان حيث تزدحم بالمصلين مع انتشار الزحام ليلا حيث تقدم المحلات أشهر الأطباق والحلويات التونسية ناهيك عن أنواع التمور المعروضة مع المخبوزات من أجل الإفطار وبعد صلاة العصر يحدث الرواج استعدادا للإفطار حيث تقوم الأسرة التونسية بإعداد الإفطار الذي يكون فرصة للم شمل الأسرة وبعد الإفطار يذهبون للصلاة ثم يعودون لتناول الوجبة الرئيسية. وتنتشر مجالس وحلقات الذكر والوعظ الديني بكل أشكالها في المساجد والندوات الدينية حيث قراءة القرآن وحصص الحديث النبوي، وتنظم السلطات التونسية مسابقات القرآن الكريم بكافة المساجد بالبلاد ومن أشهرها المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم التي يشارك فيها دول إسلامية كثيرة ويتولي الرئيس التونسي تسليم الجائزة، ويتم الاجتهاد في العشر الأواخر ويتم الاحتفال أيضا بليلة 27 رمضان حيث يتم ختم القرآن، وطوال الشهر تقام موائد الرحمن في مختلف أنحاء البلاد حيث تقدم المساعدات المادية والعينية للفقراء، ويعتبر رمضان فرصة للتكافل الاجتماعي ولم شمل الأسر حيث تتم فيه الخطبة ويتم فيه ختان الأطفال مع الأناشيد الدينية وفرق المدح الديني وهي فرق منتشرة في تونس وتتميز بإحياء التراث من ألحان ومدح ودعاء وتسمي السلامية، كما تنتشر الطرق الصوفية لإحياء التراث الغنائي من أذكار وأدعية دينية ومدح وموسيقي روحية، كما يعد مهرجان الموسيقي الروحية من أهم المظاهر الصوفية في شهر رمضان، ولرمضان أطعمة وحلوي شهيرة يعدها التونسيون في رمضان ومنها أطباق شعبية متوارثة كالعصيدة وطبق البركوكش في الجنوب، كما يعد البريك طبق رئيسي علي الموائد التونسية في الإفطار وهو عبارة عن فطيرة كبيرة محشوة باللحم أو الدجاج مع التوابل والبصل والبقدونس والبطاطس ثم حساء الفريك باللحم أو الدجاج أو طبق الحريرة مع الطواجن بأنواعها المختلفة والسلطات والشطة المعجونة وتسمي هريسة، كما يعتبر طبق المسفوف سحور أساسي عند التونسيين وهو عبارة عن اللبن مع الكسكسي ومن الحلوي قلب اللوز والكنافة والمقروض والبوظة والمهلبية والقطا يف وغيرها من المشروبات الباردة والساخنة والسلطات، ومازال المسحراتي يقوم بدوره في الأحياء الشعبية وفي المدن والقري لإيقاظ النائمين من أجل السحور ويسمي في تونس أبو طبيلة وطوال الشهر الكريم يهنئ التونسيون بعضهم بعضا عند الإفطار بمقولة صح فطورك صح تشربتك وفي العيد يقولون عيدك مبروك لتصبح تونس من البلاد الجميلة التي يصبح لشهر رمضان مظاهر دينية وفلكلورية متعددة.