خلال تفقده لمقر قيادة عناصر القوات المسلحة في شمال سيناء، ألقي السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة أمام ضباط وجنود القوات المسلحة، استهلها بالوقوف دقيقة حداداً علي أرواح الشهداء الذين جادوا بدمائهم وأرواحهم من أجل أن يحيا الوطن والشعب المصري. وقدم السيد الرئيس خلال كلمته التعازي والمواساة باِسم مصر لكل بيت مصري قدم شهيداً أو مصاباً من القوات المسلحة أو الشرطة أو من المواطنين المدنيين. ووجّه السيد الرئيس خالص الشكر والتقدير لرجال القوات المسلحة البواسل علي ما يبذلونه من تضحيات وجهود مضنية، موضحاً أنه حرص علي ارتداء الزي العسكري اليوم لتقديم التحية العسكرية تقديراً واحتراماً لكل فرد من أفراد القوات المسلحة ولتأكيد التضامن معهم. وأشاد السيد الرئيس في كلمته بالدور الذي تقوم به القوات المسلحة في حماية الوطن والذود عن ترابه، بالإضافة إلي مساهمتها في دفع عملية التنمية الشاملة بالبلاد من خلال تحسين قدراتها وتنمية الاقتصاد المصري وتطوير البنية الأساسية بالتعاون مع الشركات المدنية. وفي هذا الصدد، أشار السيد الرئيس إلي أن القوات المسلحة نجحت في إحباط مخطط خطير وكبدت قوي التطرف والإرهاب خسائر فادحة وصلت إلي مائتي إرهابي. وأضاف السيد الرئيس أن التاريخ سيتوقف كثيراً أمام ما أحرزته القوات المسلحة من بطولات وما قدمته من تضحيات في ظل ظروف صعبة للغاية تمر بها المنطقة، منوهاً إلي أن الأجيال الجديدة ستشهد ذلك في السنوات القادمة. وأوضح السيد الرئيس أنه كان من الضروري أن يعلم المصريون حقيقة المخطط الذي يُدبر لمصر، مؤكداً أن الأوضاع ليست فقط تحت السيطرة الكاملة ولكنها مستقرة تماماً، وأن المصريين بإمكانهم الاطمئنان علي بلدهم ما دام الجيش مستمراً في التصدي لكل محاولات زعزعة الاستقرار في كافة ربوع البلاد. وأضاف السيد الرئيس أن هذا المخطط بدأ بمحاولة إسكات صوت مصر من خلال اِغتيال الفقيد المستشار هشام بركات النائب العام، ثم محاولة الاِستيلاء علي جزء من أرض سيناء الغالية لإعلان ولاية سيناء، مشيراً في هذا الشأن إلي أن منطقة الشيخ زويد لا تمثل أكثر من 1% من مساحة سيناء التي تبلغ 60 ألف كم مربع. وأضح السيد الرئيس أن هذه الأحداث تمت بالتزامن مع الذكري الثانية لثورة الثلاثين من يونيو وبيان الثالث من يوليو بغية كسر إرادة وعزيمة المصريين ومحاولة فرض الأمر بالقوة، مؤكداً أن ثقته كاملة في قدرة الجيش المصري علي التعامل مع أية عمليات تستهدف التأثير سلباً علي إرادة المصريين. وذكر السيد الرئيس أن بعض وسائل الإعلام المحلية والدولية ساهمت في إخراج الاعتداءات الإرهابية الأخيرة التي استهدفت عدداً من الكمائن ونقاط الاِرتكاز الأمنية بشكلٍ مغاير للواقع. وأضاف السيد الرئيس أن القوات المسلحة حريصة في عملياتها العسكرية علي عدم تكبيد المواطنين الأبرياء أية خسائر والحفاظ علي أرواحهم والتأكد من عدم استهدافهم في عملياتها، ولولا ذلك لتمكنت القوات المسلحة من تحقيق نتائج أكبر وفي مدي زمني أقل. وأكد السيد الرئيس أنه يتعين توثيق كل ما تقوم به من جهود وعمليات عسكرية ضد من يضمر لمصر وشعبها الشر والسوء، مؤكداً أن أية قوة لن تستطيع أن تُملي إرادتها علي المصريين.وأكد السيد الرئيس خلال كلمته أن المرحلة الراهنة وما تشهدها من تحديات ومخاطر تستلزم من الشعب المصري أن يكون يداً واحدة وأن يجعل من التكاتف الوطني منهجاً اساسياً له، إعلاءً لمصلحة الوطن فوق ما عداها من مصالح، لاسيما في ضوء حروب الجيلين الرابع والخامس التي تتخذ من وسائل الإعلام وتكنولوجيا الاتصالات الحديثة وسيلة لزعزعة الثقة لدي الشعوب وبث بذور الفتنة وعدم الاستقرار. ووجَّه السيد الرئيس الشكر والتقدير لأهالي سيناء الذين يتأثرون بشكل مباشر جراء أعمال العنف والإرهاب ويدفعون ثمن المواجهات الدائرة ضد الإرهاب، مطالباً أجهزة الدولة بالتخفيف عنهم بقدر الإمكان وبشكل سريع. وفي ختام كلمته، أكد السيد الرئيس أن مصر تمضي علي الطريق الصحيح وتواصل مسيرتها من أجل تحقيق آمال وطموحات شعبها، منوهاً إلي أن العالم بات الآن أكثر إدراكاً للدور المحوري لمصر في المنطقة وكونها ركيزة الأمن والاستقرار فيها بل وفي العالم بأسره. وأكد السيد الرئيس أنه بالإضافة إلي دور مصر في تحقيق الأمن والاستقرار فإنها تقوم بدور حضاري وإنساني، وثقافي وديني هام وفي ظروف صعبة للغاية علي الصعيد الإقليمي.