رمضان في أمريكا

الولايات المتحدة الأمريكية هي بلد كبير وغني بتنوعه الديني والثقافي لكثرة الجاليات التي هاجرت إليها وتنحدر من كل بلدان العالم، وأغلب سكانها يدينون بالديانة المسيحية المذهب البروتستانتي الذي ينتشر في المملكة المتحدة ' بريطانيا ' كما يشكل الإسلام نسبة تصل إلي حوالي 3مليون نسمة من سكانها ويشهد تزايدا كبيرا ونموا بسبب إقبال الأمريكيين الأصليين علي الدخول فيه، وأكثر المسلمين من البلدان العربية والأفريقية والأسيوية، وقد دخلها الإسلام في القرن السادس عشر ثم ازدهر مع هجرة ووفود العبيد من أفريقيا إليها وحتي أواخر القرن الثامن عشر الميلادي ثم ازداد مع بداية الهجرة الحديثة قبل الحرب العالمية الأولي وأواخر القرن الماضي حتي وصل إلي ما عليه الآن، وأكثر المناطق ازدحاما بالمسلمين هي واشنطن وبوسطن وشيكاغو وهيوستن وفلوريدا وجنوب كاليفورنيا، كما تنتشر المساجد بها حيث تتراوح في سائر الولايات ما بين 350 : 400 مسجد ومصلي، فالمساجد الكبيرة بنيت معتمدة علي الطراز المعماري الإسلامي، ثم بناء المصليات المؤقتة، مع وجود أماكن مخصصة للعبادة وتنتشر في الكثير من الولايات وينظمها الطلاب المسلمون كما ينتشر بها الكثير من المراكز الإسلامية والمؤسسات الخيرية التي تتواجد في الكثير من الولايات مع وجود الكثير من المدارس الإسلامية لتلبي توجهات الجاليات المسلمة التي تحرص علي التربية الدينية والعلمية، وبسبب التنوع في طبيعة الجاليات الإسلامية فقد وجدت الكثير من العادات والتقاليد والمظاهر الاحتفالية التي جلبها هؤلاء المهاجرون معهم حتي احتفظت الأسر في جعبتها بتلك العادات وأخذت تمارسها في بلاد المهجر ومنها الكثير المرتبط بالعادات الدينية والتراثية المرتبطة بالأعياد والمناسبات الدينية ومنها الاحتفال بالأعياد ثم الاحتفال بشهر رمضان وهو الشهر الذي يحتفل به من قبل الجاليات المسلمة في الكثير من الولايات الأمريكية.
وشهر رمضان في أمريكا له مظاهره الخاصة التي تدخل السرور والبهجة علي أبناء الجاليات الإسلامية حيث يحرص المسلمون علي الصيام والذهاب إلي المساجد الكبيرة لأداء الصلاة وبخاصة صلاة التراويح، وعند آذان المغرب تحرص الأسر علي إقامة إفطارها ولم شمل العائلة حول مائدة الإفطار، كما يقوم الكثير من أبناء الجاليات العربية المسلمة بالذهاب إلي المطاعم لتناول وجبة الإفطار وكذلك وجبة السحور، كما تحرص المساجد الكبيرة علي تقديم وجبات الإفطار المجانية عن طريق الجمعيات والمؤسسات الدينية التي تنشط في الكثير من الولايات الأمريكية والتي تنشط أيضا بتقديم الكتيبات والدروس الدينية للتعريف بالصيام، كما تقوم وسائل الإعلام والصحف الأمريكية بإعطاء مساحات كبيرة للتعريف بشهر رمضان وتسليط الضوء علي شكل ومظاهر العبادة والمظاهر الاحتفالية المتنوعة التي تغير المنظر خلال شهر رمضان وتزيده روعة وجمال، ففي ولاية شيكاغو توجد عشرات المساجد التي تزدحم بالمصلين كما تمتلئ ساحات الانتظار حول المساجد بالسيارات التي تأتي من مسافات بعيدة لتمكن أصحابها من ممارسة شعائرهم والانضمام للجماعة وروح العبادة والتسامح التي تنتشر في الكثير من الولايات فالدستور الأمريكي ينص علي احترام العبادات والأديان دون تفرقة مما يسمح للجالية المسلمة من ممارسة عباداتها ومظاهرها الاحتفالية دون خوف أو رهبة، إن الحواجز التي تفصل المسلمين عن المجتمع الأمريكي سيتم قهرها في المستقبل لأنه برغم الحرية الدينية فمازال المسلمون في أمريكا لا يجدون بشكل كاف من ينظم لهم حياتهم ويعمل علي وحدتهم عبر الولايات الشاسعة مثل بقية مسلمي بلاد العالم حتي يتسني لهم ممارسة مظاهرهم الاحتفالية للكثير من العبادات.