فاكرة ياامه.. لهفتك.. وحنيتك علينا.. قلبك اللي أبيض من الثلج.. حبك الأبدي لنا.. أولادك.. وأحفادك.. إحتوائك لنا.. ونبض قلبك الذي لميفارق قلوبنا أبدًا؟.. فاكرة.. سهرك الليالي، بحلوها، ومرها.. وأنتي لاتذوقين من 'طعم الدنيا' غير خوفك علينا.. وسؤالك علي الكبير، والصغير في كل ليلة.. ننام ملء الجفون، وأنت ساهرة، حائرة.. يقلقك أنة ألم تصدر من أحدنا.. ترتعدين إذا أصاب أحدنا'نزلة برد'.. وتموتين 'مائة مرة' إذا وقع'ولد من أولادك' في 'مشكلة' مهما كانت صغيرة. طوال عمرك، لم تعرفي غير أن تضحي من أجلنا.. لم تبحثي عن شيء في 'الحياة' سوي 'الدعاء' لنا بالستر والصحة والعافية.. حكمتك الأبدية، كانت لنا منهجا، وطريقا.. وفطرتك الصعيدية كانت 'مرآتنا' للدنيا.. كم غرست فينا، أنت ووالدنا 'الراحل العظيم' شيم الكرامة، والكبرياء.. وأنبتما بداخلنا 'حب الخير' والأهل.. وعلمتمانا أن 'حب الوطن' من 'الإيمان'.. فجاء' نبتكما 'بردا وسلامًا' علي 'قلوبنا'.. العامرة بحبكما إلي 'الأبد'. كنت.. وعبر سنين عمري.. أحرص علي شيئين.. 'يوم عيد الأم'، و'أول أيام صوم رمضان'.. أعمل بكل جهدي، علي أن أكون معك، مهمابعدت المسافات، وتمددت مصاعب الأيام.. كنت أجد لذتي، وسعادتي، وراحة نفسي، وبالي، في وجودي بجانبك.. أتنفس عبير عطرك.. وأملأقلبي بمحبتك، التي أبدا لاتغيب.. وأطرب روحي بملامسة لحظات، أقتنصها من الحياة، وأملأ عيني سعادة، بتأمل وجهك المرسوم علي 'جدرانقلبي' وعلي حائط مشاعري، وأحاسيسي.. وحين كنت أغادرك، وسط طوفان دموعك الحارة، والساخنة، كان قلبي ينشطر.. تاركا نصفه 'معلقًا' هناك في 'بلدتنا' الحبيبة، راقدا إليجوارك.. لايجتمع إلا بملاقاتك، ولاينبض الا بأحاسيسك.. فقد كنت لي، ولأشقائي، بلسما، ونورًا هاديًا إلي 'درب الحياة'.. وروحا تتجلي فينفوسنا، مهما باعدتنا الأيام عنك ياأمي 'الغالية'.. ويوم فارقتنا ياأمي في رحلة الخلود الأبدي، اهتزت الدنيا من حولنا، ودهمت حياتنا أعاصير الحزن، وزلازل الألم.. فاهتزت جدران عمدتهابروحك الطاهرة، وتفسخت أحاسيس ربطت بيننا وبينك بحبل'سري 'لايعرف غير الحب في أطهر صفحاته.. أبحرت سفينتك إلي شاطيءالآخرة يا'أمي' وتركتنا عند شاطيء الحياة، ننتظر يوما، يقربنا من سفينتك 'الطاهرة'. رحلت يا'أمي' وقلوبنا لاتزال تنزف 'دموعًا'.. وأرواحنا، لاتزال تبكي 'ألمًا'.. ففراقك 'صعب الاحتمال'.. بل هو 'المستحيل بعينه'.. ولولا ايماننا بالله، وأن 'الموت علينا حق' لما استطعنا تجرع 'مصيبتنا' في رحيلك.. فقد فقدنا برحيلك بهجة الشعور بالأم، وهي بهجةلاتعوضها ثروات الدنيا، ولاكنوز العالم.. فأنت'الحياة' بكل معانيها.. وفيك يكمن 'سرها الأبدي'. كم كان 'موجعا' لنا ياأمي، أن يأتي' رمضان 'هذا العام، ولانجدك بيننا.. فقد غيبك' القدر' فنزع عنا روحك المتأصلة فينا.. وأفقدنابهجة، كنا نعيشها بملء قلوبنا في مثل هذه الأيام.. وحشتيني ياأمي.. وحشني 'صوتك' ودعواتك.. وابتسامتك، التي كانت 'تذيب' منقلوبنا، كل متاعب الدنيا، وهموم العالم.. رحمك الله ياأمي.. وألهمني، وأشقائي 'صبرًا جميلًا' علي فراقك.