أوزبكستان من أكبر الدول وسط أسيا وعاصمتها طشقند وهي إحدي الجمهوريات الإسلامية ذات الطبيعة الفيدرالية ضمن الجمهوريات السوفيتية السابقة وتضم 19 إقليم منها أقاليم لها شهرة عريقة في صدر الإسلام كبخاري، وسمرقند، وطشقند، وخوارزم وهي مدن مشاهير الأئمة المسلمين، ولغتها الرسمية الأوزبكية إلي جانب الروسية ويبلغ سكانها حوالي 20 مليون نسمة، وقد دخلها الإسلام بعد فتح فارس وظل أهلها ملتزمين بالإسلام وفرائضه، استقلت أوزبكستان عن الاتحاد السوفيتي عام 1991 ويعتبر الإسلام فيها تراثا وطنيا وتوجها دينيا وأخلاقيا، يتسم شعبها بالفضائل والتدين والتسامح والفهم الصحيح للإسلام وتعاليمه كما يتميزون بالتسامح والتعايش مع العرقيات الأخري وأغلبية شعبها من المسلمين ويتمتعون جميعا بروح المواطنة وتوجد الجامعة الإسلامية ومراكز ومعاهد العلوم الدينية في طشقند، ومن أشهر الأئمة بها الإمام البخاري والخوارزمي والبيروني، والزمخزري والترمذي والنسائي وغيرهم من كبار العلماء الأجلاء. ويعتبر شهر رمضان من أجمل الشهور في أوزبكستان بسبب المظاهر الدينية والفلكلورية التي تتعلق باستقبال الشهر الكريم بسبب ما يقدمه شعبها من عبادة وتقرب إلي الله ومدي الكرم والجود الذي يتمتع به هذا الشعب حتي تشعر وكأن الإسلام في بداياته قد خرج من تلك البلدان بسبب الطيبة والأخلاق وحسن الفضائل، إن رمضان يستقبل بحفاوة شديدة حيث تزدحم المساجد بالمصلين كما يبادر شعبها بصناعة الحلوي والأطعمة المخصوصة لأول ليلة من ليالي رمضان ويتبادل الأهل والجيران هذا الطعام استعدادا لسحور أول ليلة في رمضان، وخلال الشهر تجري الدعوات بين الأهل والأصدقاء ويلبي الضيوف الدعوة ويصلون للمضيف قبل الآذان، ويأتي طعام الإفطار منظما ويتم خلال فترات متعددة ثم يقومون بصلاة المغرب ويعودون لتناول الطعام الأساسي لحفل الإفطار ويقدم الشاي الأخضر والأحمر والفاكهة المتنوعة ثم يعقب ذلك دعاء الصائمين لأهل البيت بالمغفرة والرحمة والعافية، وعند الصلوات تمتلئ المساجد عن آخرها وبعدها ينتظرون لتلقي الدروس الدينية حتي تشعر بأنهم أهل القرآن وأصحابه، وهم يحرصون علي صلاة التراويح ويصلونها عشرون ركعة ويقدمون الصدقات ويعدون الموائد في الطرقات ويجب أن تلبي دعوتهم لأنهم يحرصون علي تناول الفطور مع ضيوفهم وأغلبهم يقوم بتوزيع زكاة المال خلال هذا الشهر، ويسهرون ليلا ليتسامروا ويتذكروا تاريخ أجدادهم من العلماء والمسلمين القدامي، كما أن أهلها يستقبلون رمضان بالملابس التقليدية ويقومون البعض منهم بذبح خروف ويخبز الأرغفة الكبيرة في فرن تقليدي يسمي التنورة ويقدم الطعام مع الزيت والحليب والمشروبات والفاكهة والشوربة ثم يرتل أحد الضيوف ما تيسر من الذكر الحكيم ثم يدعو لصاحب البيت بالبركة ثم ينصرفون إلي المسجد، وفي بعض الأحيان ينظم حفل إفطار خاص بالنساء، ما أجمل أن يكون الإنسان وسط هؤلاء الناس ولو لمرة واحدة ليعيش جو الفطرة والبركة والجود والكرم والعبادة التي يتحلي بها الإسلام حيث البساطة والمظاهر الفلكلورية المتعلقة بالاحتفال برمضان من ازدحام الأسواق والمحلات العامرة بالأطعمة والحلوي الأوزبكية والإفطار الجماعي، كما تتميز أوزبكستان بوجود أندر المخطوطات العربية والإسلامية والتي توجد في معهد البيروني الذي اعتبرته اليونسكو مركز للتراث العالمي، ولا يفوتنا أن ننوه عن تميز العمارة الإسلامية وعبق أزمنة التاريخ الإسلامي وبخاصة المسجد الجامع الذي شيد أواخر القرن الرابع عشر ويطلق عليه مسجد بيبي هانم زوجة تيمورلانك عام 1399م بمدينة سمرقند التي تعد من أشهر المدن الإسلامية التي تتميز بندرة وجمال عمارتها الإسلامية وطبعها الفريد، إضافة إلي الكثير من المساجد التي تحول بعضها إلي متاحف هامة وتتميز بزخارفها الإسلامية وألوانها النادرة.