كيف أصبح وزير العدل وزيرا في ذلك المنصب وهو لا يفرق بين ما حدث ومازال يحدث في مصر وبين ما يجب حدوثه بالفعل والحق !! بين ما يحدث من ظلم وفساد ومعايير مزدوجة وبين ما يجب أن يحدث في محاولة اصلاح الفساد وتطبيق القانون والمساواة والعدل لكل المصريين !! كيف ذلك وفي مواد الدستور كلها تبرز وجوب حق المساواة بين كل المصريين دون التمييز بالجنس او العرق أو الديانه فالجميع متساوي بالواجبات والحقوق ' ولم يذكر بمواد الدستور يا سيادة الوزير أن عمال النظافة لا يحق لابنائهم العمل في مناصب الدوله ' كيف خرجت منك عنصريتك الشديده ولم تراعي انك وزير العدل، ، كيف وأنت المنوط بذلك؟؟ كيف نثق بكل من هم يتحكمون في مصائر البشر ويتولون الحكم في قضاياهم بعد ذلك التصريح؟؟تهلك الأمم وتنتهي اذا ما انتشر الظلم وغاب العدل ، ولا أبلغ من القول المعروف 'العدل أساس الملك ' وهذا ما يحدث بمصر بلد المسلمون ولكن بلا اسلام وهناك بالغرب الاسلام بلا مسلمون فنجد ابن سائق الحافلة عين وزيرا في حكومة ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني هذا في إنجلترا، ' هناك يكون تطبيق المعيارالصحيح و الذي يعين الكفاءه والمستحق للعمل بناء علي تقديراته اثناء الدراسه وتفوقه واجتيازه للاختبارات بتفوق ولم يتم تعينه طبقا لوظيفة ومنصب والده وسلطته !! لكن بالقطع في مصر كل المعايير مختلفة وهذا ما كان نتاج ممارسات المسؤلين واصحاب القرار في سنوات الفساد وللاسف الي الأن !! وكأن المفاهيم المغلوطة والموازيين المقلوبه أصبحت هي النهج المحتذي به طبقا لقواعد الكون عند هؤلاء البشر ولا عجب !! فعندما تحدث وزير العدل عن عدم وصول ابن عامل النظافه الي منصب بالقضاء كان صادقا، ، نعم هو صادق بحديثة ولم يكذب لأن ذلك ما يحدث طوال سنوات طويلة في مصر !! ولكن الخطأ في أنه أقر بذلك وكأن ذلك هو المبدأ الصحيح والمعيار السليم !! ونسي سيادته أنه وزير العدل وكان ومعه صلاحيات ويملك قرارات ممكن تطبيقها لاصلاح ما أفسده الفساد ولكنه أقر وأخذ في شرح حيثيات لماذا لا يصح لابن عامل النظافه ان يعمل بالقضاء !!! وهذا ما اطاح به من منصبه !!! فالجميع متساوي عند الله يا سيادة الوزير المقال وخيركم من إتقي الله ليجعل له مخرجا !!! فكان حري بك وانت في ظل حاكم يكرر أنه يتابع ويعرف كل شئ، كانت فرصتك أنت وكل الشرفاء في هذا القضاء أن تعيدوا الحقوق لأصحابها فكم من مستشار عين في القضاء وهو راسب لأكثر من سنه في كلية الحقوق وكم من مستشار كان حاصلا علي تقدير مقبول ولم يستوفي شروط التعيين ولأن والده له منصب بالدوله وايضا تجد أبناء الاساتذه بقدراتهم الضعيفه عينوا في الجامعة وأصبحوا من بعد ذلك اساتذه جامعيين !!! وهكذا نفس الظلم لشباب اجتهد وتفوق وبذل أبائهم كل ما يملكون من طاقة لتعليمهم وكان لسيطرة المسؤلين الطغاة أن يمنعوا وصولهم لحقهم بالعمل بل كان من نصيبهم عملا بالشوارع لبيع المناديل الورقية أو في أحد المطاعم لتوصيل الطلبات للمنازل !! هذا لسان حالنا وتحن في مصر مسلمون، نعم ياساده مسلمون بلا اسلام، غاب العدل ورحلت المبادئ الإنسانيه السليمه، كم قتلناك يا وطني بأناس اعتبرناهم منك وبك وفي أصول تكوينك فكان البناء هشا ضعيفا وكم هي رؤس معبأة بمفاهيم مغلوطة وافكار موبؤه نالها من منظومة الفساد وكم هو صعب بل شديد الصعوبة أن تغير الفكر والتكوين، فليت المال والمشاريع والاقتصاد يضبط موازين الأمور بل هي حكمة الله في خلقة وفي ناموس الكون جلي شأنه، ولذا فان ما أسرع لتصحيحة رئيس مصر ربما استطاع اصلاح ما أفسده ذلك الشخص الذي بنيت أفكاره وترجمت في كلماته فكشفت عن سوء الاختيار فما كان من اقالة وزير العدل بعد تصريحاته التي كشفت عن ما بصدر الرجل وكل إناء ينضح بما فيه، ، هذا القول الذي كنّا نعرفه منذ نعومة أظافرنا قد يجيب لنا عن خصال الأشخاص من حولنا ولماذا هم يسلكون في تصرفاتهم وأفعالهم ما نجده من نقائص وغرائب ولكن لماذا لم نتسائل كيف أصبح الاناء ملئ بما فيه من كل ذلك التضاد والتناقض بالحكم علي الأمور ولنسأل أنفسنا جميعا هل هو وزير العدل وحده من بتبني ذلك الفكر أم أصبح المجتمع كله مثل ذلك الرجل !! فكل منا لدية عنصرية في جزئية بعينها ولكنها مخبأة في صدرة ولا يبوح بها ولكنها تخرج مع المواقف الصعبه وكذلة لسان كما حدث مع وزير العدل !!! استقال أو أقيل وزيرالعدل ولكن هل سينصلح الحال لمجرد تبديل الوزير؟؟؟ هل سيكف القضاة وأصحاب المناصب عن زرع أبنائهم الفاشلين والغير مستحقين للوظائف التي يشغلونها في العمل بغير حق؟؟؟ هل سيخرج منا ذات بوم وزيرا جريئا يقوم بإصدار قرار فصل لكل من عين دون وجهه حق في مناصب الدوله؟؟ انه قرار فقط يحتاج الي الشجاعة ولا يحتاج الي أي ميزانيه لتطبيقه، فيكفي لهؤلاء ' لصوص سرقة الوظائف' ما أخذوه من مال ومكانه اجتماعيه لا حق لهم فيها بل أخذوها بالسرقة من أبناء الشعب الفقير الذي لا حول ولا قوة له الا بالله !! فقط هو قرار جرئ فمن يتصدي له !!! فالرئيس كررها كثيرا في خطابه الأخير نحن لن نتوقف عن محاربة الفساد والبداية تكون صعبة ولكن لن نهزم ولن نتواني ولن نقهر مهما كانت الجبهات التي يديرها المفسدين في الأرض والخونة للوطن..