احتفلت مدن العالم بالأمس باليوم العالمي لعيد العمال الذي يوافق 1مايو من كل عام، وفي هذا العام خرجت الملايين في الشوارع والميادين والساحات العامة في مسيرات وتظاهرات احتفالا ودفاعا عن الطبقات العاملة، ففي باريس وكالعادة خرجت الناس إلي ساحة الروبابليك، وساحة نايسون حيث تجمعت الألوف حول النقابات، ومنها الكونفدرالية العامة للشغل أقدم النقابات في فرنسا، وكذلك الكونفدرالية الموحدة التي تعني بشئون التعلم وقد رفعت الكثير من الشعارات تدافع عن حقوق العمال، وكذلك المطالبة بتعزيز الحماية الاجتماعية، وخلق فرص عمل والحد من البطالة وتحسين الأجور والمعاشات ومحاربة الغلاء وتعزيز الاستثمار في النشاط الاقتصادي وما يميز الاحتفال هذا العام هو شعور العمال بالإحباط مع عدم ثقتهم في النقابات العمالية وهو ما اتضح في عدم اتحاد النقابات التي احتفل كل منها علي طريقته، كذلك أقام حزب الجبهة الوطنية بقيادة مارين لوبين احتفالية بجوار تمثال جان دارك الذي يرمز للوطنية التي يدافع عنها الحزب اليميني المتطرف، وقد شاب الاحتفالية الكثير من التوترات والخلافات، ولكن ما يميز فرنسا غيرها من المدن هو احتفال الشعب الفرنسي بطريقته الخاصة في هذا اليوم بإتباع عادة قديمة وهي بيع وتداول الميجي، وهي زهرة تشبه زهرة تشبه زهور البرتقال ولها رائحة جميلة وتباع مع الورود أو في فاظات مختلفة المقاسات حيث يتفنن الباعة في الساحات والميادين وحول التظاهرات في طريقة بيعها وعرضها وتشتهر مدينة نانت الفرنسية بزرعها ويباع منها بملايين اليوروهات في هذا العام ويقوم الكثير من الأطفال والطلبة وبعض الأسر بالاستيقاظ مبكرا من أجل بيعها لتحقيق الربح بجانب بيعها في محلات الزهور والهواة في هذا اليوم لبيعها للعابرين والمتظاهرين تضامنا مع العمال، وتحرص جميع الأسر علي شراء تلك الزهرة المتفتحة مع الورود بألوانها المختلفة حيث يعود هذا الاحتفال الشعبي لعام 1871 عندما خرجت الناس في ثورتها واستلم الشباب باسم الطبقة العاملة السلطة ولم يمر أسبوع في شهر مايو من هذا العام إلا وقضي علي تلك التظاهرة بكل وحشية ودموية لتظل زهرة الميجي رمز ومؤشر علي استمرار الحياة وتجددها حتي ولو كانت ذكري هذا اليوم مليئة بالغيوم، لتظل شمس الحرية تسطع بنورها من جديد ولهذا ظلت تلك الزهرة رمز لهذا اليوم. وعلي غرار باريس كانت هناك مدن عربية أخري تحتفل بهذا اليوم، ففي تونس نظمت مسيرة كبري أمام الاتحاد التونسي للشغل ورفعت شعارات تدور حول حقوق العمال تنادي بالعمل وخلق فرص للشباب ومحاربة غلاء المعيشة، وكذلك في لبنان، والغرب ومصر والعراق، وفي ميدان تقسيم خرجت الجماهير بالألوف للاعتراض علي سياسات أردوغان حتي قامت فرق رجال الأمن برش المحتفلين بيوم عيد العمال بالغازات المسيلة للدموع ورشهم بالمياه، وفي إيران خرجت تظاهرات كبيرة تنادي بحقوق العمال وتحسين الأوضاع، وفي اليونان وتحديدا في عاصمتها أثينا خرج عدد كبير من المحتفلين وتصدرهم رئيس الوزراء اليوناني من أجل التضامن مع مطالبهم، وفي العاصمة موسكو وفي الميدان الأحمر بجوار الكرملن تظاهرت الألوف للمطالبة بالحقوق العمالية ليظل يوم عيد العمال هو يوم يخرج فيه العمال والشعب للمطالبة بحقوقهم أمام الحكومات ليظل الاحتفال به سنويا باعتباره رمزاً للجهد والكفاح والعناء من أجل نهضة وتقدم البشرية والعمل علي سعادتها ورفاهيتها في كل الأنشطة والمجالات.