قال رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية جوزيف كابيلا، إن العام الجاري سيشهد إطلاق منطقة للتجارة الحرة بين التكتلات الثلاثة لشرق وجنوب إفريقيا، وهي 'الكوميسا' و'السادك' و'تجمع شرق إفريقيا'، والتي تضم 26 دولة، وذلك في يونيو القادم أثناء مؤتمر تستضيفه مصر. وأضاف كابيلا، الذي ترأس قمة الكوميسا خلال الدورة الماضية، في كلمه ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للقمة ال 18 لتجمع دول 'السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا' 'الكوميسا'، التي انطلقت في أديس أبابا اليوم الإثنين، أن حجم التجارة البينية بين الدول الأعضاء في الكوميسا بلغ 22 مليار دولار في عام 2014. وأشار الرئيس الكونغولي إلي أن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي لدول الكوميسا لم يتجاوز 5.5%، فيما كان المستهدف هو الوصول إلي نمو بنسبة 7% خلال 2014. وانطلقت اجتماعات الدورة ال 18 لقمة السوق المشتركة لدول شرق وجنوب إفريقيا 'الكوميسا' بمقر الاتحاد الافريقي اليوم بمشاركة رؤساء الدول والحكومات الأعضاء في الكوميسا وتستمر يومين، تحت شعار 'التصنيع الشامل والمستدام'. وتبحث القمة، عددا من القضايا من بينها تعزيز التجارة البينية بين الدول الأعضاء من خلال المشاريع التجارية المتوسطة والصغيرة، وتطورات قضايا الأمن وفي مقدمتها النزاعات في دول الكوميسا، وذلك علي ضوء التقارير والتوصيات ذات الصلة الصادرة مؤخرا عن الاتحاد الإفريقي وتوصيات مجلس وزراء الخارجية للدول الأعضاء في الكوميسا. وقال رئيس وزراء إثيوبيا، هيلي ماريام ديسالين، الذي تسلم رئاسة القمة للدورة الحالية من جوزيف كابيلا، في كلمته إنه من الضروري الاهتمام بالتصنيع، وزيادة الاستثمارات والصناعات ذات القيمة المضافة، وتقليص الفقر، والتركيز علي الاقتصاد الاخضر، وتوسيع التمويل المستدام، وتقليص التكلفة المرتفعة للتصنيع، وتوسيع فرص التعاون والتصنيع الشامل والمستدام بين الدول الأعضاء في الكوميسا. وقالت رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي دلاميني زوما، في كلمتها أمام القمة، إنه من الضروري تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول الإفريقية، والتركيز علي الاستثمار في الشعوب والمشروعات الإقليمية، وتسهيل التجارة، وزيادة المنتجات ذات القيمة المضافة، وتطوير الزراعة، من خلال التركيز علي التكنولوجيا الحديثة، وزيادة الاستثمارات. وأضافت زوما أن تدشين اتفاق التجارة الحرة بين التكتلات الاقتصادية الثلاثة المزمع خلال العام الجاري، سيدفع بنمو حجم التجارة البينية في القارة الافريقية. وقالت زوما إن الاتحاد الافريقي بصدد تدشين مؤشر جديد في يونيو/ حزيران القادم لكل دولة، مخصص لمتابعة النجاحات والإخفاقات التي تحققها كل دولة في كافة المجالات الاقتصادية و السياسية وغيرها، معتبرة ذلك خطوة مهمة في متابعة أداء ونمو اقتصاديات الدول الإفريقية. وناقش وزير الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة المصري، منير فخري عبد النور في نوفمبر الماضي مع سنيديسو نيجونيا سكرتير عام منظمة الكوميسا بالقاهرة، المقترح الخاص بتوقيع اتفاق تجارة حرة يربط بين التكتلات الإفريقية الثلاث الكبري وهي 'الكوميسا' و'السادك' و'تجمع شرق إفريقيا' والذي يستهدف تعزيز التجارة المشتركة وجذب الاستثمارات بين الدول أعضاء التكتلات الثلاث والتي يصل عددها إلي 26 دولة إفريقية. وقال وزير الصناعة المصري إن اتفاق الاندماج بين التكتلات الاقتصادية الثلاثة يتضمن التعاون في 3 محاور أساسية وهي تكامل الأسواق والتنمية الصناعية بالإضافة إلي تنمية البنية التحتية، لافتاً إلي أنه من المخطط أن يتم إطلاق هذا الاتفاق من مصر بحضور كافة الدول الأعضاء بالتكتلات الثلاث. وأوضح أن هذا الاتفاق سيسهم في تحقيق نقلة اقتصادية هي الأولي من نوعها للدول أعضاء التحالف، وذلك من خلال اندماج اقتصاد التكتلات الثلاثة والذي يصل حجمه نحو 1.2 تريليون دولار، بنسبة تصل إلي 60% من إجمالي اقتصاد القارة الإفريقية مما يكشف عن مدي القوة الاقتصادية لدول التحالف.