أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن الجهاد قضية مهمة وتستحق البحث، فالجهاد مصطلح له تاريخ عريق في الإسلام، لكنه سلب وسرق من نطاقه الشرعي الأصيل الذي قصده المشرع، إلي مجال آخر لا يخدم الإسلام، بل أنه ضد الإسلام تماماً. وأضاف المفتي، في تصريحات من الكويت، علي هامش مشاركته في أعمال الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر مجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، التي تبدأ اليوم، الأحد، وتستمر حتي 25 مارس الجاري، أن من سرقوا مصطلح الجهاد أرادوا ترسيخ مفهومهم المغلوط عنه بين طوائف عديدة من الشباب، مؤكدا أنه خلال مؤتمر اليوم ستنجلي هذه الحقيقة، كما انجلت من قبل، في أن هذا المصطلح ينبغي أن يبقي في نطاقه الذي قصده المشرع، وهو أن يكون وسيلة للدفاع عن الأوطان وعن الأديان إذا ما اعتدي عليها، لا أن يكون وسيلة للتقتيل والتهجير وإخراج الناس من أماكنهم كما يحدث الآن. وأوضح 'علام' أن الذين يقومون بذلك ويدعون أن هذا جهاد مجرمون في الحقيقة، ويرتكبون جريمة كبيرة في حق الإنسانية، ومن يقولون إنهم يجاهدون في بلاد المسلمين إنما هم يجرمون في بلاد المسلمين، ويجب علي المجتمع الدولي أن ينتبه إلي هذه المسألة، لافتاً إلي أن مصر كانت رائدة في هذا المجال منذ أكثر من 30 سنة، عندما دعت إلي إدراك خطر الإرهاب في المنطقة، ولكن الكثيرين لم يلتفتوا إلي مثل هذه الدعوة وأغفلوها تماماً، والآن الكل يشرب من هذا الكأس المرير الذي نقع فيه جميعا، داعيا المجتمع الدولي إلي محاربة الإرهاب وإيجاد وسائل فكرية وأمنية لمحاربة مثل هذه الأفكار الهدامة. وعن مشاركته في أعمال مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي بدولة الكويت، قال المفتي: 'نسعد دائما بحضورنا إلي الكويت الشقيق هذا البلد الطيب المضياف الذي تربطه علاقات طيبة بمصر، علاقات وثيقة ومتجذرة وعميقة وقديمة وهي موجودة وتقوي يوما بعد يوم'. وأوضح المفتي أن المؤتمر يناقش عدداً من الموضوعات المهمة والآنية، مثل القضايا التي تتعلق بالديمقراطية والشوري، وغيرها، وهذه بحوث كلها من الأهمية بمكان لكل البلاد الإسلامية في وقتنا الحالي وتحتاج إلي بذل جهد جماعي كبير وليس اجتهادا منفردا، مضيفا 'ونحن نحبذ في القضايا الكبري والقضايا العامة التي تهم كل المسلمين أن تبحث في إطار اجتهاد جماعي، وصولا إلي كلمة واحدة تصدر عن الجميع أو عن الأغلبية. وحول كيفية مواجهة الإرهاب الفكري الذي يواجه العالم، قال، 'إن الفكر المتطرف والإرهابي وما يشهده العالم من أحداث مؤسفة تحت دعاوي الجهاد والدين هو قضية الساعة، وهو مطروح علي كل نقاش وعلي كل مائدة علمية تقام، حتي وإن لم يكن مطروحا بصفة أساسية إلا أنه مطروح في إطار أفكار علي هامش المؤتمر في لقاءات ثنائية وجماعية لتوضيح زيف الأفكار التي يطرحها المتطرفون وأنها لا تمت إلي الدين بأية صلة. وقدم الدكتور شوقي علام الشكر لدولة الكويت أميرا وحكومة وشعبا قائلا، 'نريد في هذا المقام أن نقدم الشكر الجزيل لدولة الكويت لوقوفها بجانب مصر في مواقف كثيرة، خاصة في الفترة الصعبة التي تمر بها، وهذا عهدنا بدولة الكويت'.