قرية الرهاوي هي إحدي القري التابعة لمركز امبابة في محافظة الجيزةجنوبالقاهرة، ويعاني سكانها البالغ عددهم نحو عشرين الف نسمة من مشاكل المياه الملوثة بينها انتشار أمراض تشمل الفشل الكلوي وأمراضاً جلدية، فضلا عن الروائح الكريهة المنبعثة من المياه، فهي قرية محرومة من أبسط مقومات الحياة، والخدمة مهملة علي مدار عقود، صحياً وبيئياً، وأنابيب الصرف الصحي منذ 10 سنوات لم يتم تركيبها، وتعتمد هذه القرية علي المياه الجوفية ونهر النيل في ري الأراضي، وبعض المزارعين يسقون أراضيهم من مياه مخلوطة بالصرف الصحي. 'الرشاح القاتل ' مجري مائي لمياه الصرف الصحي والصرف الصناعي الزارعي، يمتد ما يقرب من 120 كيلومتراً، أطلق عليه الأهالي لقب 'الرشاح القاتل' بسبب تصديره السموم والأمراض للإنسان، ويصب مباشرة في مياه نهر النيل في قرية الرهاوي بمحافظة الجيزة. إذ ينبع من منطقة العياط، مرورا بالبدرشين والمنصورية والهرم ثم ينحدر، عبر ما يزيد عن 120 كيلو متراً يصل فيها إلي مركز المناشي بمحافظة الجيزة، عند مثلث من القري المنتشرة منها كفر حجازي، ونكلا وأم دينار، وأبو غالب، والقطا، والرهاوي، وينتهي بصرف 19 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي يوميا في مياه النيل، بالمخالفة للقانون رقم 48 لعام 1982 بشأن حماية النيل، الذي يلزم الحكومة بمعالجة المياه وتنقيتها قبل صرفها في النيل. ويعاني الاهألي في تلك القريه في عدم وجود مياه نقيه صالحه للشرب و الأستخدام الآدمي فالمياه في البيوت غير صالحه للشرب علي الاطلاق ومليئه بالميكروبات وبناء عليه انشأت عدة جمعيات خيريه محطات ارتوازية، وركبوا فلاتر لتنقية مياهها، رغم أن هذه المياه غير آمنة، لأن رشاح الرهاوي بجوار القرية ومياهه تتسرب للمياه الجوفية، مما يصيبها بالتلوث والتسمم، وهو ما يبرر انتشار الأمراض في القري المحيطة بالرشاح. وأما عن الحاله الصحيه فأن هناك نسبة كبيرة من أهالي المنطقة مصابون بأمراض الفشل الكلوي والتهاب الكبد الوبائي، وأقل شارع بالمنطقة يوجد به نحو 14 حالة من الفشل الكلوي، وللأسف لا يوجد بالمنطقة أي وحدات غسيل كلوي، رغم وجود مستشفي المناشي العام ومستشفي نكلا العام وكلها مستشفيات بلا أي خدمات لتحويلها إلي المجموعة 'ب' : 'يوجد في الصحة نوعان من المستشفيات 'أ' و'ب' فالقسم 'أ' هو مستشفي يستقبل الحالات 24 ساعة وبه عيادات استقبال وطوارئ وجميع التخصصات، أما المستشفيات الموجودة بقرية الرهاوي فهي من الفئة ب وهو ما جعلها مثل الوحدات الصحية حيث لا خدمات مطلقا، بل المؤلم أن هذه الكثافة السكنية لا تتمتع بأي خدمة طبية بل لا توجد مجرد سيارة إسعاف واحدة، فلو أن واحداً أصيب بحالة طارئة، يضطرالسكان لأخذه في سيارات خاصة وغير مجهزة مما يتسبب في وفاته. وعلي الرغم من الخسائر الفادحة التي يسببها رشاح الرهاوي لأهالي المنطقة، إلا أن الخسائر المادية أفدح، خاصة بالنسبة لصيادي المنطقة، فتلوث مياه فرع رشيد قضي علي الأسماك والكائنات الحية في النهر، مما تسبب في خراب بيوتهم حيث أن رشاح الرهاوي يمثل الضربة القاضية للثروة السمكية، لأنه يبث في كل لحظة سموماً قاتلة في مياه النيل، فلك أن تتخيل مخلفات المصانع من 6 أكتوبر والهرم والجيزة، ثم مخلفات المنازل والصرف الصحي كل ذلك يصرف مباشرة في مياه النيل. ويعلق أحد ابناء القرية قائلا: الناس هنا بتطبخ بماء مجاري! والاجهزة الكهربائية اصابها الصدأ نتيجة الأكسدة من رذاذ وآثار مياه الصرف التي تجري كالترعة وسط القرية. الأمر لا يتوقف عن هذا الحد.. منطقة الهدار الشلال هنا معروف انها مصيدة الغرقي فأي شخص يغرق في النيل داخل محافظة الجيزة ينتهي به المطاف في رشاح قرية الرهاوي ! وفي الختام يوجد في القريه فقط 8 محطات لتنقية المياه توزع علي الاهالي بالمجان انشأتها الجمعيه الشرعيه بالقريه لكي يستطع الاهالي ع الاقل تناول مياه تبقيهم علي قيد الحياه ظاهريا ولكنها في الحقيقه تقتلهم ع المدي القريب والبعيد. فماذا ينتظر المسئولين بعد لاتخاذ قرارات مناسبه علي ارض الواقع لانقاذ حياة هؤلاء المواطنيين !؟ هل رأي مسئول هذه المأساة؟ هل سمع عنها؟ هل يرضي ان يعيش في هذه المنطقة؟ هل يرضي أن ينمو أطفاله في هذه البيئة يشربون ويأكلون ملوثات؟ ما ذنب هؤلاء الأطفال؟ نظراتهم بريئة, أجسادهم نحيلة ينهشها الفساد والسم يتغلغل بداخلها !!.