في إطار تدشين مشروع ذاكرة مصر المعاصرة، قال دكتور خالد عزب، مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية: 'إن التاريخ يشبه شريط الفيلم السينمائي في سرعة عرضه للمشاهد، التي سرعان ما تتحول إلي ذاكرة الإنسان، بعضها مشاهد ينساها وبعضها يتذكره في موقف ما، لكن هذا المخزون المتراكم يظل هو رصيد البشرية الذي ترجع إليه قديمًا عبر الأساطير أو الروايات الشفهية أو البرديات ثم الكتب الورقية أو الصحف والإذاعات فالسينما التي تجسد في أفلامها حوادث محددة فالتلفاز بقوالب مختلفة، لكن كل هذا سترونه اليوم في شيء واحد أتاحته التكنولوجيا الحديثة ألا وهو ذاكرة مصر المعاصرة الرقمية'. وأضاف عزب 'ستعود بكم الذاكرة سنين طويلة إلي الوراء فتردكم إلي الماضي الذي لم نكن نحن جزء من مشاهده، يوم أن كانت مصر تنهض من غفوتها لينشئ محمد علي الدولة الحديثة، حين كان المصريين يناضلون من أجل تحديث بلادهم والحصول علي حقوقهم، وسترونهم يتعلمون في أوروبا، وأنتم تستعرضون مشاهد من حياتهم اليومية في الذاكرة سترونهم وكأنهم أشخاص حقيقيون، يعملون ويقاتلون، ويتعذبون ويناضلون، ويعيشون حياتهم اليومية، وأنتم تشاهدون وتقرؤن في ذاكرة مصر وتفكرون في الحوادث واليوميات المشاهدة، فأنكم تكونون قد عرفتم التاريخ في أكمل صورة'. وفي إطار إيضاح فكرة المشروع قال عزب: 'كانت هذه الذاكرة فكرة ولدت نتيجة مناقشات مطولة مع الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية، الذي كان حماسه وما وفره لنا من إمكانيات ورعاية عاملاً أساسيًا في إنجاز هذا المشروع البحثي، الذي تطلب تعاون فريق العمل في الذاكرة مع قطاع تكنولوجيا المعلومات في المكتبة، فريق العمل ضم باحثين واعدين كل منهم أصبح بمرور الوقت مرجعية في موضوع بحثه من حيث عمق المعرفة وتنوع أدواتها'. وأكد الدكتور خالد عزب قائلاً: 'إننا هنا لا ندشن مشروع بحثي لفريق عمل سهر الليالي وعمل بجد فقط، بل نقدم للوطن ذاكرته في صورة رقمية لا تحترق ولا تختفي لأي سبب بل ذاكرة مستمرة للأجيال القادمة، فكأن الماضي يبعث من جديد في صورة مستديمة'.