يشيع في القبائل العربية في البادية والحضر ما يسمي بالبُشعة والتي تعتبر أول جهاز لكشف الكدب لديهم، فمن المعروف أن البدوي لا يرضي أن يتهمه أحد بالكذب ولكن ماذا لو حدث موقف يحتاج البدوي لإثبات صدقه؟ لهذا الغرض اخترع البدو ' البشعة ' وهي نوع من الجهل وعدم الايمان بالله ولكن الكثير من البدو حتي اليوم تستعمل البشعة !! وصفتها : أنه إذا كان هناك شخص متهم في سرقة ونحوها، فإنه يؤخذ لشخص يسمي : المبشع، ويقوم هذا الشخص بتسخين قطعة حديد مستديرة - طاسة - حتي تصل إلي حد الاحمرار ويطلب من المتهم لعقها، فإن لم تصبه بأذي، فهو برئ، وإن أصابته أو أبي أن يلعقها فهو مدان 'فالبشعة'.. جعلت من قرية سرابيوم بمحافظة الإسماعيلية الأشهر وسط القبائل العربية وبعض العائلات لوجود عدد من المشايخ البدوية الذين يقومون بالعمل في مجال البشعة، وذلك لإنهاء ما بينهم من خصومات وعداءات، بإظهار الكاذب والجاني دون الوقوف أمام القضاء أو نشوب حروب أهلية بين العائلات، ويتم الفصل في المنازعات بالمناطق القبلية عن طريق الأعراف القبلية التي لها في كثير من الأحيان قوة القانون. ويمثل شيخ القبيلة أو من يقوم مقامه دور القاضي، وترتبط قوة قراره بقوة شخصيته. و اعتبرت البشعه في فترة من فترات الزمن إحدي الوسائل التي يتم بموجبها إبراء الذمم والتبرئة من التهم، وهي تقليد عربي مارسته القبائل العربية قديما. وكان لدي الرومان قديما وسائل تشبه هذه الوسيلة، مثل مصارعة بعض الحيوانات المفترسة، فإذا كان الشخص صادقا، فإن الحيوان المفترس سيجلس بجواره من دون أن يؤذيه، أما الكاذب، فسيقوم الحيوان بافتراسه، وهي خرافة شأنها شأن البشعة. أما عن كونها حلالاً أم حرام فقد أفتي الأستاذ الدكتور شوقي علام بأن البشعه ليس لها أصل في الشرع في إثبات التهم أو معرفة فاعلها, والتعامل بها حرام ولا يجوز شرعاً, لما فيها من إيذاء وتعذيب, ولما فيها من التخرص بالباطل بدعوي إثبات الحق, وإنما يجب أن نعمل بالطرق الشرعيه التي سنتها لنا الشريعه, من التراضي أو التقاضي