الدفاعات الإسرائيلية تحاول التصدي لرشقات صاروخية أطلقها حزب الله| فيديو    زلزال بقوة 6 درجات يضرب الأرجنتين    مواعيد مباريات اليوم في كأس القارات للأندية والدوري الإنجليزي والإسباني والكونفدرالية    أسامة عرابي: لاعبو الأهلي يعرفون كيف يحصدون كأس السوبر أمام الزمالك    بلان يوضح سبب خسارة الاتحاد أمام الهلال في كلاسيكو السعودية    سقوط أمطار خفيفة وأجواء خريفية على دمياط    حريق في عقار سكني بكفر طهرمس.. والدفع بسيارت الإطفاء للسيطرة عليه- صور    حبس تشكيل عصابي تخصص في تصنيع المواد المخدرة    تحسن الحالة الصحية للفنانة آثار الحكيم    "باركولي أنا خطبت".. أحمد سعد يُعلن عودته لزوجته علياء بسيوني    ثقف نفسك | 10 معلومات عن النزلة المعوية وأسبابها    «عيب اللي قولته واتكلم باحترام».. نجم الزمالك السابق يفتح النار على أحمد بلال    الآن.. رابط نتيجة تنسيق الثانوية الأزهرية 2024 بالدرجات فور إعلانها رسميًا (استعلم مجانًا)    بعد ارتفاعها 400 جنيه.. مفاجأة في أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة (بداية التعاملات)    هيئة البث الإسرائيلية: اعتراض 15 صاروخًا أُطلقت من جنوب لبنان    اليوم.. إعادة إجراءات محاكمة متهم في قضية رشوة آثار إمبابة    يوسف أيمن: جماهير الأهلي الداعم الأكبر لنا.. وأفتقد محمد عبد المنعم    خالد جلال: قمة الأهلي والزمالك لا تخضع لأي لحسابات    إسماعيل الليثى يتلقى عزاء نجله بإمبابة اليوم بعد دفن جثمانه ليلا بمقابر العائلة    أمامك اختيارات مالية جرئية.. توقعات برج الحمل اليوم ألحد 22 سبتمبر 2024    أول ظهور للنجم أحمد سعد وعلياء بسيونى بعد عودتهما.. فيديو وصور    أحمد فتحي يوجه رسالة مؤثرة إلى جماهير الأهلي بعد اعتزاله.. ماذا قال؟    أضف إلى معلوماتك الدينية | حكم الطرق الصوفية وتلحين القرآن.. الأبرز    الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 22 سبتمبر بعد الانخفاض بالبنوك    الدفاعات الإسرائيلية تحاول التصدي لرشقات صاروخية أطلقها حزب الله.. فيديو    وزير الدفاع الأوكراني: الغرب وعدنا بأموال لإنتاج الصواريخ والطائرات المسيرة    احتفالية كبرى بمرور 100سنة على تأسيس مدرسة (سنودس) النيل بأسيوط    اليوم.. محاكمة مطرب المهرجانات مجدي شطة بتهمة إحراز مواد مخدرة بالمرج    نشأت الديهي: الاقتصاد المصري في المرتبة ال7 عالميًا في 2075    صيادلة المنوفية تُكرم أبنائها من حفظة القرآن الكريم    الموزب 22 جنيهًا.. سعر الفاكهة بالأسواق اليوم الأحد 22 سبتمبر 2024    مش كوليرا.. محافظ أسوان يكشف حقيقة الإصابات الموجودة بالمحافظة    عاجل.. بدء حجز وحدات سكنية بمشروع «صبا» للإسكان فوق المتوسط بمدينة 6 أكتوبر    وزير الخارجية يبحث مع نظيره الأوزبكستاني أوجه التعاون وعلاقات البلدين    الخارجية الأمريكية تطالب رعاياها بمغادرة لبنان    مواجهة محتملة بين الأهلي وبيراميدز في دور المجموعات بدوري أبطال إفريقيا    وزير الخارجية: نرفض أي إجراءات أحادية تضر بحصة مصر المائية    محمد حماقي يتألق في حفل بالعبور ويقدم «ليلي طال» بمشاركة عزيز الشافعي    نشأت الديهي: الدولة لا تخفي شيئًا عن المواطن بشأن الوضع في أسوان    «موجود في كل بيت».. علاج سحري لعلاج الإمساك في دقائق    خبير يكشف عن فكرة عمل توربينات سد النهضة وتأثير توقفها على المياه القادمة لمصر    الصين وتركيا تبحثان سبل تعزيز العلاقات    جثة أمام دار أيتام بمنشأة القناطر    اندلاع حريق بمحال تجاري أسفل عقار ببولاق الدكرور    محافظ الإسماعيلية يناقش تطوير الطرق بالقنطرة غرب وفايد    رئيس شعبة بيض المائدة: بيان حماية المنافسة متسرع.. ولم يتم إحالة أحد للنيابة    احذر تناولها على الريق.. أطعمة تسبب مشكلات صحية في المعدة والقولون    نشرة التوك شو| انفراجة في أزمة نقص الأدوية.. وحقيقة تأجيل الدراسة بأسوان    5 أعمال تنتظرها حنان مطاوع.. تعرف عليهم    خبير لإكسترا نيوز: الدولة اتخذت إجراءات كثيرة لجعل الصعيد جاذبا للاستثمار    د.حماد عبدالله يكتب: "مال اليتامى" فى مصر !!    المحطات النووية تدعو أوائل كليات الهندسة لندوة تعريفية عن مشروع الضبعة النووي    قناة «أغاني قرآنية».. عميد «أصول الدين» السابق يكشف حكم سماع القرآن مصحوبًا بالموسيقى    فتح باب التقديم بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الدينى    بطاقة 900 مليون قرص سنويًا.. رئيس الوزراء يتفقد مصنع "أسترازينيكا مصر"    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 21-9-2024 في محافظة البحيرة    «الإفتاء» توضح كيفية التخلص من الوسواس أثناء أداء الصلاة    "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".. أذكار تصفي الذهن وتحسن الحالة النفسية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بكري يكشف: سر الموت المفاجئ للواء عمر سليمان!!

أصدرت مؤسسة 'اليوم السابع' مؤخرًا كتابًا علي قدر كبير من الأهمية هو كتاب 'الصندوق الأسود عمر سليمان' للكاتب الصحفي مصطفي بكري في أكثر من 300 صفحة، حيث يتناول المؤلف في هذا الكتاب أسرارًا هامة نقلها عن اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية ومدير المخابرات العامة السابق تتناول تفاصيل ما جري في مصر قبل وأثناء وبعد ثورة 25 يناير.
ويتناول الكتاب أسرار ووقائع ما جري من خلافات بين عمر سليمان والرئيس مبارك ونجله جمال والسيدة سوزان مبارك وأحمد عز، حيث كان يحذر من أن البلاد مقبلة علي تطورات خطيرة، وأن الإصلاح ضروري لمواجهة المؤامرة التي حاكها الأمريكان مع جماعة الإخوان لإسقاط الدولة المصرية.
ويعد الكتاب بمثابة شهادة هامة ووثيقة تكشف الكثير من أسرار هذه المرحلة التي عاشتها مصر.
وفي الفصل الختامي للكتاب والذي يحمل عنوان 'الموت المفاجئ' يتناول مؤلفه الكاتب الصحفي مصطفي بكري مسيرة اللواء عمر سليمان مع المرض وصولاً إلي الوفاة. حيث يحقق الكاتب ويستمع إلي شهادات من طبيبه الخاص، ومدير مستشفي وادي النيل، وابنتيه رانيا وداليا اللتين رافقتاه في رحلات العلاج إلي الإمارات وألمانيا والولايات المتحدة، وأيضًا إلي بعض من تابعوا حالته في مستشفي الشيخ زايد العسكري وإلي بعض أصدقائه.
ويكشف المؤلف عن حقائق ما جري، ويطرح الخيارات المختلفة حول أسباب الوفاة، وحقائق ما تردد عنها في هذه الفترة.
ننشر عرضًا للفصل الأخير من هذا الكتاب الهام الذي يزيد عدد صفحاته علي أكثر من ثلاثمائة صفحة والذي أهداه مؤلفه إلي 'روح الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي أحب مصر، فأحبه المصريون'.
تأشيرة دخول لندن يوم 6-7-2012 من مطار هيثرو
يقول المؤلف في هذا الفصل 'إن مرض عمر سليمان بالقلب كان مفاجئًا، وأنه قد شعر للمرة الأولي بهذا المرض في يونيو 2011، وهو ما استدعي من طبيبه الخاص د.حازم عبد الرحمن القيام علي الفور بإجراء عملية 'قسطرة' في القلب له، إلا أنه اطمأن بعد إجراء العملية إلي أن عضلة القلب والشرايين في أحسن الأحوال.. غير أنه لاحظ بعد ذلك أن اللواء عمر سليمان بدأ يفقد الكثير من وزنه بدءا من نوفمبر 1102، وكذلك بدأ يفقد رغبته في تناول الطعام!!
كانت التوقعات في هذا الوقت تشير إلي احتمال أن يكون الأمر عاديًا، وأن مرد ذلك إلي وعكة برد ألمت به في هذا الوقت، وقيل إن ذلك بسبب وجود ماء علي الرئة.
غير أنه وبعد أيام قليلة كان عمر سليمان قد أصيب ب'شرقة' والتي لم يعرف لها سبب في هذا الوقت، فنصحه طبيبه الخاص بالسفر إلي ألمانيا بعد أن شعر بتدهور في حالته الصحية.
بعد استبعاده من الانتخابات الرئاسية تدهورت الحالة المعنوية والنفسية لعمر سليمان، كان يدرك أن الخطر قادم بلا جدال، وربما كان ذلك هو ما دفعه إلي الترشح للانتخابات الرئاسية.
كان عمر سليمان يدرك أن الإخوان إذا ما تسلموا السلطة في البلاد، فإن الأوضاع سوف تزداد تدهورًا والبلاد سوف تدخل إلي نفق خطير، كان يعرف أن مصر ستمضي حتمًا إلي طريق مسدود قد يدفع إلي حرب أهلية لا تبقي ولا تذر.
وكان عمر سليمان يقول لمؤلف الكتاب 'الكاتب الصحفي مصطفي بكري' في حواراته التي أجراها معه عام 2011 وحتي قبل الرحيل بقليل 'إن الإخوان قادمون، وأن الأمريكان يدعمون وصولهم إلي السلطة، وأن مصر سوف تشهد أيامًا حاسمة، إن لم يجر التصدي لهذا التيار'.
لقد كان من رأي عمر سليمان أن المؤامرة التي بدأت منذ عام 2004 بين الإخوان والأمريكان بهدف إسقاط الدولة المصرية ووصول الإخوان إلي السلطة لن تتوقف إلا بإجراء إصلاحات حاسمة تقطع الطريق أمام وصولهم للسلطة واستغلالهم لمعاناة الناس وسخطهم علي الأوضاع في البلاد.
وفي18 ديسمبر 2010 وتحديدًا بعد انتخابات البرلمان التي شابها التزوير، حكي عمر سليمان للواء حسين مميش في لقاء معه عن أبعاد هذه المؤامرة وقال له: 'لقد طلبت من مبارك القيام بإصلاحات جذرية يعقبها ضربة استباقية للقيادات الفاعلة لجماعة الإخوان، حتي لا تستغل دعوة الشباب للتظاهر في 25 يناير 2011، إلا أن مبارك استهان بالأمر، وقال 'إن 25 يناير ستمر، كما مر غيرها من الأحداث'.
وإذا كان المؤلف يرصد في فصول كتابه الهام العديد من الحقائق والتفاصيل الدقيقة حول المؤامرة الإخوانية الأمريكية لإسقاط مصر، فإنه يعتبر أن الشواهد التي أدركها عمر سليمان بعد قرار الإخوان بالترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، سوف تكون فصلاً مكملاً وأخيرًا في هذه المؤامرة، ولذلك قرر عمر سليمان الترشح وأعلن قراره قبيل يومين في السادس من إبريل 2012، أي قبيل يومين من إغلاق باب الترشح في يوم الأحد 8 إبريل.
تأشيرة دخول ألمانيا يوم 24-5-2012 والمغادرة يوم 3-6-2012
بعد قرار استبعاده، بسبب وجود نقص في توكيلات محافظة أسيوط بلغ '13' توكيلاً، أدرك عمر سليمان أن الخطر أصبح قاب قوسين أو أدني، كتم غيظه، ورفض التصعيد في مواجهة اللجنة العليا للانتخابات، وابتعد عن المشهد نهائيًا.
في هذا الوقت بدأ المرض يحاصر عمر سليمان، فقد كان يجد صعوبة شديدة في ابتلاع الطعام وكان لا يستطيع سوي شرب أكواب من العصائر تساعده علي الحياة، ولهذا بدأ يتردد مجددًا علي مستشفي وادي النيل التابع للمخابرات العامة، وعندما عرض نفسه علي طبيب أجنبي كان يزور المستشفي في هذا الوقت، اكتشف الطبيب زيادة نسبة تجمع المياه علي الرئة أكثر من أي وقت مضي، وكان يتوقع أن يكون لهذه التداعيات آثار خطيرة علي صحته العامة.
ويقول المؤلف 'في هذا الوقت سافر عمر سليمان إلي ألمانيا مجددًا استجابة لنصيحة الطبيب الأجنبي، وكان عمر سليمان يريد أن يعرف أسباب 'الشرقة' التي تزايدت حدتها في هذا الوقت.
وقد سافر معه في هذا الوقت الدكتور علاء العزازي طبيبه الخاص، وهناك اكتشف أن عمر سليمان مصاب بضعف شديد في عضلة القلب، كما أن نسبة المياه علي الرئة زادت بشكل ملحوظ.
وساعتها يقول المؤلف 'اتصل د.علاء العزازي بالدكتور حازم عبد المحسن طبيبه الخاص في القاهرة، وأبلغه بنتيجة الفحوصات وكانت النتيجة تقول إن الضعف في عضلة القلب وصل إلي نسبة كبيرة، وإن القلب يعمل فقط بنسبة 40% من كفاءة عضلة القلب'.
في هذا الوقت أبدي د.حازم عبد المحسن دهشته، وقال إن آخر كشف طبي أجري علي اللواء عمر سليمان أكد أن نسبة كفاءة عضلة القلب لا تقل عن 60%، وقال يبدو أن الطبيب الألماني قد أخطأ التقدير.
كان عمر سليمان قد وصل إلي ألمانيا في 24 مايو 2012 وكانت عملية الفحص قد بدأت يوم الخميس، وفي اليوم التالي 'الجمعة' جري إجراء عملية مسح علي الجسم لاكتشاف ما إذا كانت هناك أورام أم لا؟!
في هذا الوقت كان عمر سليمان يعاني من ضيق في التنفس، قرر د.علاء العزازي التوجه معه علي الفور إلي المستشفي، استبق علاء العزازي وجاء بتاكسي لنقل اللواء عمر سليمان إلي المستشفي، كان نبضه ضعيفًا، ولونه بدأ يتغير، وعندما وصل إلي المستشفي كان عمر سليمان يشعر بأن قلبه يكاد يتوقف.
تم احتجاز عمر سليمان في المستشفي الألماني لمدة أسبوع تقريبًا، لم يزره خلالها سوي سفير الإمارات في ألمانيا بتعليمات من الشيخ خليفة بن زايد والشيخ محمد بن زايد، كما أن الشيخ محمد بن راشد أرسل مبعوثًا خاصًا إلي المستشفي للاطمئنان علي حالة اللواء عمر سليمان.
تأشيرة دخول ألمانيا يوم 24-5-2012 والمغادرة يوم 3-6-2012
كانت التقارير الطبية في هذا الوقت تشير إلي احتمال إصابة اللواء عمر سليمان بفشل في القلب، وفي يومين اثنين فقط كان عمر سليمان قد فقد نحو ثمانية كيلو جرامات من وزنه، وأصدر الطبيب المعالج تقريرًا يشخص المرض الذي يعاني منه عمر سليمان وسماه ب'وهن العضلات' الخاصة بالبلع إضافة إلي الأعراض الأخري.
كان اللواء مراد موافي مدير المخابرات العامة في هذا الوقت يتابع حالة اللواء عمر سليمان أولاً بأول وقد تحمل جهاز المخابرات العامة التكلفة كاملة في هذا الوقت.
ومع تزايد حدة المرض وصل الدكتور حازم عبد المحسن إلي ألمانيا لمتابعة حالة نائب رئيس الجمهورية الأسبق جنبًا إلي جنب مع د.علاء العزازي.
وبعد أن استمع د.حازم عبد المحسن إلي تقرير من الأطباء الألمان عن حالة اللواء عمر سليمان أدرك أن الحالة ليست هينة، خاصة بعد أن طلب الأطباء الألمان ضرورة عودة اللواء عمر سليمان إلي المستشفي مرة أخري خلال ثلاثة أشهر.
وفي الثالث من يونيو 2012 عاد عمر سليمان إلي القاهرة، حيث قرر البقاء فيها لمدة ستة أيام، وبعدها سوف يسافر إلي أبوظبي ومعه حفيده.
عندما وصل عمر سليمان إلي مطار القاهرة كان في انتظاره اللواء حسين كمال مدير مكتبه، وقد أبلغه برسالة من الفريق شفيق حول توقعاته للانتخابات الرئاسية في جولتها الثانية والمقررة في 16و 17 يونيو.
كان اللواء عمر سليمان غير متفائل بالانتخابات الرئاسية وكان يريد أن يبعد عن أجوائها، ولذلك أبلغ اللواء حسين كمال بأنه سوف يسافر إلي الإمارات، لأنه يريد الابتعاد عن أجواء التوتر الانتخابية.
الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي السابق، في حوار خاص ل 'المصري اليوم '، 26 نوفمبر 2012.
غادر عمر سليمان ومعه حفيده زياد نجل المهندس عبد الحميد أحمد حمدي وزوجته رانيا عمر سليمان في التاسع من يونيو 2012، وبعد أيام قليلة لحقت به زوجته وابنتاه داليا ورانيا وزوج كريمته داليا المهندس فرج أباظة، والأحفاد، حيث وصلوا جميعًا إلي الإمارات في 21 يونيو 2012.
وتقول داليا عمر سليمان في المقابلة 'عندما سألني والدي عن الوضع في مصر بعد وصولنا إلي دولة الإمارات وأخبار الانتخابات الرئاسية'، قلت له 'لقد سمعت من شخصيات مهمة وقريبة من اللجنة العليا للانتخابات أن أحمد شفيق هو الفائز في هذه الانتخابات'، وأضافت في حديثها 'لقد فوجئت بأن والدي يقول لي 'إن محمد مرسي هو اللي حيكسب والنتيجة حتتغير'.
قالت داليا لقد صدمت من هذا الكلام، أما رانيا كريمة عمر سليمان وزوجة المهندس عبد الحميد أحمد حمدي فهي تقول في مقابلة مع مؤلف الكتاب مصطفي بكري 'إن والدي كان يقرأ الواقع بطريقة صحيحة جدًا، وكان يعرف أن الخطر قادم علي مصر'، وتضيف القول 'عندما سمعت بالنتيجة النهائية للانتخابات الرئاسية ونجاح مرشح الإخوان محمد مرسي ووصوله إلي الحكم، بكينا جميعًا، وخفنا علي مصر وعلي شعبها، وكان والدي حزينًا للغاية ودخل إلي مستشفي الشيخ زايد العسكري في اليوم التالي 25 يونيو، بعد أن حدث تدهور كبير في صحته بعد سماعه خبر فوز محمد مرسي برئاسة الجمهورية.
وتقول رانيا 'إن والدها ظل في المستشفي من 25 يونيو حتي الثاني من يوليو، وهو اليوم الذي كان يوافق عيد ميلاده، حيث تم إخضاعه لفحص دقيق، وتم أخذ عينات من دمه وإرسالها إلي ألمانيا للفحص والتحليل.
في هذا الوقت غادر عمر سليمان مستشفي الشيخ زايد، حيث ذهب للإقامة مع أفراد أسرته في فندق 'الفيرمونت' ب'أبو ظبي'.
كانت الأجواء صعبة، وكان عمر سليمان قد أصيب بحالة من الحزن الشديد، فقد كانت الصورة تبدو واضحة أمامه، وكان يعرف تمامًا كيف نجح محمد مرسي، وكيف ستكون عليه الأوضاع في مصر، غير أنه وكما تقول داليا لم يفقد الأمل ولو قيد لحظة حيث كان يقول لهم في هذا الوقت 'الذين انتخبوا الإخوان، هم الذين سيُسقطونهم'.
كانت لديه ثقة كبيرة في أن الإخوان لن يستطيعوا الاستمرار في الحكم، كان يعرف أنهم لا يمتلكون برنامجًا ولا رؤية للمستقبل، ولذلك توقع فشلهم وصدامهم مع الجماهير.
وفي هذا الوقت سافر إليه صديقه المقرب 'اللواء عبد الحميد محمد عبد الحميد' إلي أبوظبي والتقاه في مقر إقامته في فندق 'الفيرمونت'، حيث فوجئ بفقدان عمر سليمان الكثير من وزنه ولم يستطع عمر سليمان أن يقف علي قدميه للسلام عليه.
محمد مرسي، الرئيس المعزول
كان عمر سليمان وقبيل أن يسافر إلي الإمارات قد اضطر أن يبدل أكثر من طاقم من البدل التي اشتراها من أحد محال الملابس بالتجمع الخامس بسبب تراجع وزنه كثيرًا بين يوم وآخر.
قال عمر سليمان لصديقه اللواء عبد الحميد محمد عبد الحميد 'أحكي لك ماذا حدث في الانتخابات الرئاسية، لقد كنت أعرف أن أحمد شفيق فاز بنسبة%50.7، فماذا حدث، ولماذا أُسقط، ولمصلحة من'؟!
وقال له: 'لقد كان أحمد شفيق عندي بالأمس وكان في غاية القلق والألم علي مصر'، حاول اللواء عبد الحميد أن يهدئ من انفعال اللواء عمر سليمان خوفًا علي صحته، إلا أن عمر سليمان قال له: 'كيف أهدأ ومصر دخلت مرحلة الخطر، ربنا يستر'!!
ثم قال له: 'أنا مسافر بكرة ألمانيا، وقد أبلغوني في مستشفي الشيخ زايد أن أمرّ عليهم قبل ذهابي للمطار ليقولوا لي إذا كان مسموحًا لي بالسفر أم لا، خوفًا علي صحتي'.
سافر اللواء عبد الحميد وعاد إلي القاهرة، وفي اليوم التالي ذهب عمر سليمان إلي مستشفي الشيخ زايد العسكري، حيث أبلغوه بأنه لا مانع من السفر إلي ألمانيا، وقالوا له: 'عندما تصل نتيجة التحليل، سنبلغك بها'.
ويقول مصطفي بكري في كتابه: 'كان هناك صراع بين داليا ورانيا كريمتي عمر سليمان، من يسافر مع والدهما، فاتفقتا علي إجراء القرعة، فسافرت داليا مع والدها بينما بقيت رانيا لرعاية الأبناء'.
الشيخ خليفة بن زايد
سافر عمر سليمان علي الطائرة الإماراتية المتجهة إلي ألمانيا، وعندما وصل هو وكريمته إلي المطار لم يجد أحدًا في استقبالهما، ثم جاء إليه الدكتور حازم عبد المحسن طبيبه الخاص، والذي أمضي ليلته معهما في الفندق، وفي اليوم التالي اصطحبه وذهب معه إلي المستشفي لإجراء بعض الفحوصات.
ويقول المؤلف في كتابه: 'إن الطبيب الألماني المعالج كان يدرك خطورة الحالة الصحية للنائب عمر سليمان وأبلغه أنه سيجري له عملية في القلب، ولكن بعد أن تستقر حالته الصحية'، وقد حدد له منتصف شهر سبتمبر موعدًا لإجراء العملية الجراحية وكان التشخيص في هذه المرة 'ضعفًا في عضلة القلب'.
كان الكل محتارًا في أسباب هذا التدهور السريع، إلا أن اللواء عبد الحميد سأل أطباء بمستشفي الشيخ زايد العسكري في هذا الوقت عن الأسباب التي تقف وراء ذلك فقالوا له: 'ربما يكون اللواء عمر سليمان قد تعرض لإشعاعات قوية خلال فترة علاجه في ألمانيا أثرت علي جهاز المناعة لديه'.
بدأ الشك يراود اللواء عبد الحميد، خاصة أن عمر سليمان كان قد هدد الإخوان قبيل أن يسافر إلي ألمانيا بعدة أسابيع عندما قال 'إنه سيرفع العمامة من علي رأس مصر، وإنه هو الصندوق الأسود الذي يستطيع كشف جماعة الإخوان'.
بعد أن أنهي عمر سليمان إجراء الفحوصات في ألمانيا، قرر السفر إلي لندن مع كريمته داليا، وفي مطار ميونيخ اضطر أن يمكث أربع ساعات بسبب تأخر الطائرة التي كانت ستقله إلي مطار 'هيثرو' في العاصمة البريطانية، شعرت داليا بالإرهاق الشديد علي وجه والدها، طلبت منه العودة إلي الفندق، إلا أنه رفض وصمم علي انتظار الطائرة لحين إقلاعها.
وفي مطار 'هيثرو' كانت كريمته 'عبير' زوجة السفير أيمن القفاص في انتظاره، حيث كانت تعيش هناك مع زوجها منذ عدة سنوات.
اللواء حسين كمال
وفي لندن صمم عمر سليمان علي أن ينزل في فندق 'كلارج' ورفض الإقامة مع كريمته في منزلها، كان يتجول في شوارع لندن ويذهب إلي الأسواق مع كريمتيه، وعندما أصيب بإرهاق شديد تم إدخاله إلي مستشفي لندن، حيث أجري تحليلاً فجاءت النتيجة غير مطمئنة.
وعندما حاول الأطباء احتجازه في المستشفي رفض بكل قوة وصمم علي الخروج من المستشفي، وفي هذا الوقت سعت كريمته داليا إلي إقناعه بالسفر إلي الولايات المتحدة لدخول مستشفي كليفلاند.
كان طبيبه الخاص علاء العزازي قلقًا من تأثير الرحلة الطويلة إلي الولايات المتحدة علي صحة عمر سليمان، تخوف من أن يتعرض لأزمة قلبية.
وعندما أبلغت داليا والدها بمخاوف طبيبه الخاص قال لها: أنا عمري ما أذيت أحد في حياتي، وأنا حسافر مهما كان الأمر، وأثق أنني سأموت علي سريري كما مات شقيقي جمال أو حموت شهيد، خليها علي الله، قولي له أنا مسافر أمريكا خلاص يوم 15 يوليو.
كانت رانيا كريمة اللواء عمر سليمان قد وصلت إلي لندن في هذا الوقت، وقد رافقت والدها مع شقيقتها داليا إلي الولايات المتحدة، بينما كان السفير أيمن القفاص زوج عبير وراجي سليمان ابن شقيق اللواء عمر سليمان ينتظران في الولايات المتحدة.
وعندما وصل عمر سليمان وكريمته ظهر الأحد 15 يوليو، قضي عمر سليمان ليلته في اليوم الأول في الفندق الملحق بمستشفي كليفلاند، استعدادًا لإجراء الفحوصات في اليوم التالي.
ويقول المؤلف إن كريمتيه داليا ورانيا أقامتا في هذا الفندق لمتابعة حالة والدهما، لمتابعة حالته الصحية وإجراء عملية التنفس الصناعي له حال تعرضه لضيق في التنفس.
المشير محمد حسين طنطاوي
ويقول الكاتب 'إن عمر سليمان دخل إلي المستشفي في يوم الاثنين 16 يوليو، وبدأ رحلة إجراء الفحوص والتحليلات، حيث كان يتولي الإشراف علي علاجه اثنان من الأطباء الأمريكان أحدهما من أصل سوري'.
ويحكي المؤلف تفاصيل الحوار الذي جري بين الطبيب السوري وبين عمر سليمان استعدادًا للعلاج ومعرفة جذور المرض، وقد فوجئ بأنه معني بعلاج نائب رئيس الجمهورية ومدير المخابرات العامة السابق في مصر.
وعندما جاء إليه الدكتور 'راندال ستارينج'، طبيب القلب الشهير في الولايات المتحدة، فوجئ بالتدهور الحاد في صحة اللواء عمر سليمان.
ويتناول الكاتب تفاصيل العلاقة التي جرت بين المسؤول الإداري للمستشفي ويدعي 'بشاي' وهو من أصل مصري ووالده يدعي 'بيشوي'، وهو راعي كنيسة في المنطقة ذاتها.
لقد حكي له عمر سليمان عن ذكرياته في حرب 67، وكان يتذكر ويحكي له أجمل أيام حياته في الخدمة العسكرية منذ أن كان شابًا صغيرًا.
في هذا الوقت كانت نتيجة عينة التحليل التي أجريت في ألمانيا قد وصلت إلي مستشفي الشيخ زايد العسكري وقد تلقي عمر سليمان الأمر بهدوء، حيث اقترح د.علاء العزازي بعد أن علم بالنتيجة ضرورة إجراء عملية زرع قلب، فقالوا له إن الأمر سيكون صعبًا، فتم اللجوء إلي واحد من أكبر أطباء القلب في العالم وأبلغهم بنفس الرأي.
ويروي الكاتب تفاصيل الساعات الأخيرة لعمر سليمان قبل الوفاة حيث ينقل عن كريمته رانيا أنه في يوم الأربعاء 18 يوليو ذهبت داليا ورانيا إلي غرفة والدهما بالمستشفي وكان معهما أيمن القفاص وراجي سليمان، وظلوا معه حتي الثانية عشرة مساء، مع أن الزيارة اليومية كانت محددة من 6 9 مساء.
وفي هذا اليوم كانت الحالة المعنوية لعمر سليمان مرتفعة للغاية، فاتصل بزوج كريمته المهندس عبد الحميد أحمد حمدي وأوصاه بمائدة الرحمن السنوية التي تعود عمر سليمان أن يقيمها للفقراء، وطلب منه زيادتها في هذا العام، كما اتصل بمدير مكتبه اللواء حسين كمال وطلب منه الاستعداد لفتح شاليه المصيف الخاص به في الإسكندرية، حيث سيعود للقاهرة قريبًا وهو في حاجة للاستجمام.
كان عمر سليمان في هذا المساء يداعب كريمتيه ويتذكر معهما فترات تاريخية مضت في حياتهما وبعد انتهاء الحديث، ودعوه وغادروا الغرفة علي أمل العودة في اليوم التالي، إلا أنه وفي الثانية صباحًا كان الباب يطرق بشدة، وكان السفير أيمن القفاص يطلب منهما الإسراع للحضور إلي الوالد الذي كان في حالة يرثي لها.
ويقول المؤلف في كتابه 'إن الأسرة ذهبت جميعًا إلي المستشفي وهناك كان المشهد الأليم، الجسد يحتضر، الأطباء يسابقون الزمن يقومون بإجراء صدمات كهربائية لعضلة القلب، استمرت الصدمات لأكثر من ثلث الساعة، بزيادة عشر دقائق عن المعدل الطبيعي، كان القلق يسود الجميع، إلا أن عمر سليمان كان قد أسلم الروح إلي بارئها، بكي الجميع، بينما راح السفير أيمن القفاص يجري الاتصالات بالجهات المسؤولة في القاهرة لبحث إجراءات نقل الجثمان'.
لم يحرك ذلك ساكنًا لدي محمد مرسي، الذي كان يتولي حكم البلاد في هذا الوقت، بدأ جهاز المخابرات العامة، بقيادة اللواء مراد موافي، يعد العدة لنقل الجثمان وتأجير طائرة خاصة، وأجري اتصالات بالمشير طنطاوي، جري التفكير في البداية في إرسال طائرة عسكرية، إلا أن القيادة العسكرية وجدت أن الوقت سيكون طويلاً، وأن الرحلة ذهابًا وإيابًا قد تستغرق وقتًا، في هذا الوقت تدخل الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس الوزراء وجري التنسيق بينه وبين اللواء مراد موافي، واتفق معه علي تكليف طائرة إماراتية خاصة كانت بالمصادفة في الولايات المتحدة، حيث قال 'لا يجب نقل جثمان عمر سليمان إلا في طائرة رئاسية خاصة'.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.