رحل الرجل الغامض وصاحب الصندوق الأسود، الذى لم يشأ له القدر أن يكشفه. رحل اللواء عمر سليمان من مستشفى كليفلاند بأمريكا، مؤكدا انفراد «صوت الأمة» وكاتب هذا المقال قبل أسبوعين بإصابة الرجل بضعف فى عضلة القلب سبب ماء بالرئة، خضع بسببهما للفحص والعلاج فى الفتر ةالأخيرة، بإنفاق سخى من حكومة الإمارات، وكشفنا أنه اتجه لألمانيا فى طريقه إلى أمريكا، حيث أخبره الألمان بصعوبة علاجه لديها، وأن عليه التوجه إلى أمريكا، وكشفنا أنه تعرض لموقف سيئ، حيث خر جالسا فى الشارع، بسبب عجزه عن الوقوف. وقد اعترف مصدر مقرب من اللواء عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات المصرية ونائب الرئيس السابق، لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن وفاته بمستشفى كليفلاند بأمريكا طبيعية وأنه كان يعانى من مشاكل فى صمام القلب مؤخرا، سافر على إثرها إلى ألمانيا فى الفترة الأخيرة لإجراء بعض التحاليل والفحوصات ثم عاد إلى القاهرة مرة أخرى ومنها إلى أبو ظبى قبل توجهه إلى لندن مع بناته الثلاث وازواجهن حيث اوصى الاطباء فى لندن بعلاجه فى مستشفى كليفلاند بالولاياتالمتحدة وقد غادر من لندن إلى هناك بصحبة ابنتيه وبقيت ابنته داليا وزوجها فرج أباظة فى لندن وقال إن اللواء عمر سليمان عانى خلال الأيام الماضية من ألم شديد فى القلب وتم نقله إلى مستشفى كليفلاند بالولاياتالمتحدةالأمريكية حتي وافته المنية هناك.. كما قال حسين كمال مساعد سليمان لوكالة رويترز، إنه توفى فى الولاياتالمتحدة، حيث كان يخضع لفحوص طبية. وأكد أنه كان بخير،فى الأيام الاخيرة ، وحدثت الوفاة فجأة.. ولد سليمان فى الثانى من يوليو عام 1936، تلقى تعليمه فى الكلية الحربية فى القاهرة، وفى عام 1954 انضم للقوات المسلحة وتلقى تدريبًا عسكريًا إضافيًا فى أكاديمية فرونزى بالاتحاد السوفيتي، وفى ثمانينيات القرن الماضى التحق بجامعة عين شمس وحصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية، كما حصل على شهادة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة القاهرة، كما أنه حاصل على الماجستير في العلوم العسكرية. وكان الراحل متزوجا، وله ثلاث بنات، هن: عبير، وداليا، ورانيا، وترقى بالوظائف فى عمله بالقوات المسلحة، حتى وصل إلى منصب رئيس فرع التخطيط العام فى هيئة عمليات القوات المسلحة، ثم تولى منصب مدير المخابرات العسكرية، وفى 22 يناير 1993 عين رئيسًا لجهاز المخابرات العامة المصرية حتى تم تعيينه نائبًا للرئيس فى التاسع والعشرين من يناير من عام 2011.. وكانت قناة فوكس نيوز الأمريكية، كشفت فى فبراير من عام 2011 وبعد تعيينه نائبًا للرئيس أنه تعرض إلى محاولة اغتيال فاشلة أدت إلى وفاة اثنين من حراسه الشخصيين وسائقه الخاص وكان مصدر أمنى قد نفى تلك المحاولة، إلا أنه صدرت لاحقًا تصريحات عن وزير الخارجية الأسبق أحمد أبو الغيط تؤكد ذلك، وهو ما اعترف به سليمان نفسه عقب ترشحه المؤقت للرئاسة. المفاجئ فى ردود الفعل على وفاة سليمان، النعى الذى أطلقه خالد مشعل مدير رئيس المكتب السياسى لحركة حماس الحليف الرئيسى لجماعة الإخوان ( خصم سليمان اللدود) حيث قدم العزاء للرئيس محمد مرسى فى وفاة نائب رئيس الجمهورية السابق عمر سليمان.وقال مشعل إنه رغم وجود اتفاقات واختلافات فى وجهات النظر بين حماس واللواء عمر سليمان إلا أن الرجل يبقى مسئولا مصريا وطنيا أدى دوره وفقا لطبيعة وظيفته، مؤكدا أن حماس لديها وفاء لمصر فى كل مراحلها السابقة حتى لو اختلفنا على بعض القضايا.. يأتى هذا فى الوقت الذى لم يقدر آخرون هيبة الموت، وحرمته وخروا يطالبون بالتشفى والفرح فى وفاة الرجل، ومن بينهم الدكتور خالد سعيد، المتحدث الإعلامى باسم الجبهة السلفية بمصر، الذى ادعى أنه لا يحوز الصلاة على اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق، ورئيس جهاز المخابرات السابق. بل وقال إن عمر سليمان يصنف على أنه من المجرمين والقوم الفاسقين، لافتا إلى أنه كان من جنود وأعوان مبارك الظالمين، الذين أفسدوا وأجرموا فى حق الوطن خلال 30 عاما.وطالب سعيد بعدم إقامة جنازة للواء عمر سليمان الذى وافته المنية يوم الخميس الماضي، مؤكداً أن عدم الصلاة على عمر سليمان أمر شرعى. وأجاز سعيد الفرح بموت سليمان، لأن الله قطع دابرهم قبل بلوغ شهر رمضان الكريم، مشدداً على ضرورة عدم الحزن على موته، مستشهداً بالآية «لا تأس على القوم الفاسقين»، مضيفا : بقى وجه الله سبحانه وتعالى وشعب مصر الكريم وذهبت أعمدة مبارك وأعوانه. فهل يحق لنا ان نطالب عائلة اللواء الراحل بكشف ما لديها من وثائق الرجل الغامض، ربما لإسكات بعض من هؤلاء، خدمة لتاريخ مصر ومستقبلها، عسى الله يرحمه بها فى الآخرة ويرحمنا بها فى الدنيا. تم نشره بالعدد رقم 606 بتاريخ 23/7/2012