محمد عز الدين بن عبد القادر القسام , الشهير باسم عز الدين القسام، مجاهد وعالم مسلم، ولد في بلدة جَبَلة من أعمال اللاذقية سنة 1883م، وتربي في أسرة متديّنة ومعروفة باهتمامها بالعلوم الشرعية، ثم ارتحل إلي الجامع الأزهر بالقاهرة سنة 1896م عندما بلغ الرابعة عشرة من عمره، وتخرّج منه سنة 1906م، وعاد إلي بلده جبلة، حيث عمل مدرساً وخطيباً في جامع إبراهيم بن أدهم. تولي إمامة جامع الاستقلال وخطابته، ورياسة جمعية الشبان المسلمين. واستطاع القسام تكوين جماعة سرية في حيفا عُرفت باسم العُصبة القسّامية، وفي عام 1935م شددت السلطات البريطانية الرقابة علي تحركات القسام في حيفا، فقرر الانتقال إلي الريف حيث يعرفه أهله منذ أن كان مأذوناً شرعياً وخطيباً يجوب القري ويحرض ضد الانتداب البريطاني، فأقام في قضاء جنين ليبدأ عملياته المسلحة من هناك. إلا أن القوات البريطانية كشفت أمر القسام، فتحصن هو وبعض أتباعه بقرية الشيخ زيد، فلحقت القوات البريطانية بهم وطوقتهم وقطعت الاتصال بينهم وبين القري المجاورة، وطالبتهم بالاستسلام، لكنه رفض واشتبك مع تلك القوات، وقتل منها خمسة عشر جندياً، ودارت معركة غير متكافئة بين الطرفين لمدة ست ساعات، وانتهت المعركة بمقتل القسام وثلاثة من رفاقه. وبعد أن ركزت كتائب القسام علي فكرة الدفاع عن فلسطين ضد العدوان الاسرائيلي لسنين طويلة، قامت كتائب عز الدين القسام التي أصبحت الذراع المسلح لحركة حماس بعدد من العمليات التي لم تسفر إلا عن اصابات طفيفة لمواقع أو أفراد من أسرائيل وكان من نتائحها استهداف غزة بغارات صهيونية دمرت الكثير من بنية المدينة وأسالت دماء الفلسطينين غزيرة ومن تلك العمليات أنها استهدفت بارجة حربية إسرائيلية كانت تتمركز في عرض البحر قبالة غزة في نوفمبر 2012، فيما اعترضت منظومة القبة الحديدية صاروخاً في سماء تل أبيب، وانطلقت صافرات الإنذار في المدينة. الجدير بالذكر ان كتائب القسام هي الجناح العسكري لحركة حماس، ومتورطة في العمليات الإرهابية داخل مصر وفي أحداث الهروب الكبير من سجن وادي النطرون أثناء ثورة يناير، مستغلين الأنفاق القائمة علي الحدود لدخول مصر، وتمويل عملياتهم الإرهابية، وتهريب الأسلحة المستخدمة للفتك بالجيش المصري والشرطة، وترهيب المواطنين، والتي تهدف إلي زعزعة أمن البلاد واستقراره. وكانت شبه جزيرة سيناء في يناير 2015 شهدت عمليات إرهابية عديدة منذ الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، ووجه مسؤولون وسياسيون وناشطون أصابع الاتهام لكتائب عز الدين القسام، كما أن هناك قضايا متداولة في المحاكم المصرية ضد قيادات حركة حماس.