تحل اليوم الذكري الاربعين علي رحيل كوكب الشرق, ولدت ' أم كلثوم ' في محافظة الدقهلية قرية طماي الزهايرة عام 4 مايو 1908 م واسمها فاطمة إبراهيم البلتاجي ، وكانت تحفظ وتغني القصائد والتواشيح هي وأخوها خالد، وفي حدود سن العاشرة كانت قد أصبحت تغني أمام الجمهور في بيت شيخ البلد في قريتها. بدأت أم كلثوم حياتها الفنية مبكرا حين كان عملها مجرد مصدر دخل إضافي للأسرة، لكنها تجاوزت أقصي أحلام الأب حين تحولت إلي المصدر الرئيسي لدخل الأسرة, أدرك الأب ذلك عندما أصبح الشيخ خالد ابنه المنشد وعندما أصبح الأب ذاته في بطانة ابنته الصغيرة. وفي عام 1916, أقنع الشيخين زكريا أحمد وأبو العلا محمد الأب بالانتقال إلي القاهرة ومعه أم كلثوم. وهذه هي الخطوة الاولي قي مشوارها الفني. حينهاأحيت ليلة الإسراء والمعراج بقصر عز الدين يكن باشا وأعطتها سيدة القصر خاتما ذهبيا وتلقت أم كلثوم 3 جنيهات أجرا لها، واستقرت في القاهرة نهائيا عام 1923 غنت في حفلات كبار القوم, كما غنت في حفل حضرته كبار مطربات عصرها وعلي رأسهم منيرة المهدية شخصيا والتي كانت تلقب بسلطانة الطرب. وتعرفت بعد ذلك أحمد رامي في إحدي الحفلات التي أدت أم كلثوم فيها أغنية 'الصب تفضحه عيونه'كان أحمد رامي حاضراً بعد أن عاد من أوروبا, فأدرك أنه قد وجد هدفه. غير أن البداية الحقيقية كانت عندما سمعها محمد القصبجي الملحن المجدد وقتها. وكان أحمد صبري هو أول ملحن يلحن لام كلثوم لحنا خاصا بها إلا أن ألحانه اعتمدت علي الزخارف الموسيقية بشكل مبالغ به مما دفع أم كلثوم إلي إنهاء التعاون معه مبكرا. وقام بعد ذلك محمد القصبجي بتشكيل فرقة خاصة لام كلثوم و بعد ذلك بعام تقريبا خلعت أم كلثوم العقال والعباءة وظهرت في زي الآنسات المصريات، وذلك بعد أن توفي الشيخ 'أبو العلا محمد' الذي ترك فيها تأثيرا روحيا عظيما وكان مرشدها في عالم الطرب. ومن أشهر ما غنته كوكب الشرق : يا ليلة العيد انيستينا، اوبريت عايدة، الأولة في الغرام، أمل حياتي والعديد من الأغاني التي لاقت اعجاب جماهيرها. واستطاعت ان تحقق أعلي مبيعات لاسطوانة تغني فيها مونولوج 'إن كنت أسامح وأنسي الآسية', مما جعل اسم أم كلثوم يدوي بقوة في الساحة الغنائية، وفي نفس العام الذي لحنت فيه أم كلثوم أغنية 'علي عيني الهجر' بنفسها. كما أن ام كلثوم بجانب عملها كمطربة فهي عملت في مجال التمثيل وقامت بالعديد من الادوار مثل : وداد، وسلامة، وقاطمة وغيرها من الافلام التي لاقت نجاحا كبيرا. ووقعت صريعة لمرض التهاب الكلي أثناء بروفات أغنية 'أوقاتي بتحلو معاك...و حياتي بتكمل برضاك' ولم تغنيها أم وسافرت إلي لندن للعلاج وكانت قبل سفرها قد طلبت من الشاعر صالح جودت أن يكتب أغنية بمناسبة نصر أكتوبر وبعد عودتها طلبت من الملحن رياض السنباطي تلحينها حتي تغنيها في عيد النصر لكنها توفيت قبل أن تؤديها وكانت الأغنية مطلعها 'ياللي شبابك في جنود الله...والحرب في قلوبهم صيام وصلاة' وهكذا انتهت رحلة سيدة الغناء العربي الفنية بإنتهاء حياتها.