' أحدث مؤلفات الكاتب الصحفي والإعلامي مصطفي بكري، باكورة مشروع النشر في 'اليوم السابع' ويكشف الكتاب أسرارا وتفاصيل يخطها مصطفي بكري عن رواية عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق، وتفاصيل ما خفي في مرحلة ما قبل وأثناء وما بعد ثورة 25 يناير. غلاف كتاب اليوم السابع ' الصندوق الأسود للكاتب الصحفي مصطفي بكري كما يجيب الكاتب عن تساؤلات عديدة مثلت علامات استفهام كبيرة للكثيرين: لماذا اتفق الإخوان والأمريكان علي إسقاط الدولة في مصر؟! - ملف التوريث سر الأزمة بين عمر سليمان وجمال مبارك - برلمان 2010 والخلاف بين عمر سليمان وقيادات الحزب الوطني - تفاصيل ما جري بعد رحيل مبارك وأسرار العلاقة بين المشير طنطاوي وعمر سليمان - أسرار المرض وأين الحقيقة في وفاة عمر سليمان كما يتناول الكتاب بجرأة ويجيب بكل موضوعية علي سؤال الساعة.. هل كانت 25 يناير ثورة أم مؤامرة؟ ويقول مصطفي بكري في مقدمة الكتاب: كان عمر سليمان رجل مخابرات من طراز فريد، ضابط من أصول صعيدية، عائلته تضرب بجذورها في مركز 'قفط'، محافظة قنا، كان يحلو له دائمًا عندما يقابلني أن يقول لي: 'أهلاً يا أبو البلديات'. وكان يعتز بصعيد مصر، إلا أنه ومنذ أن غادره صغيرًا انهمك في الحياة وأعبائها، نسي حتي نفسه، لكنه ظل دومًا محتفظًا بقيم الأصالة والوفاء والنقاء. عندما تضيق به الأحوال كان يذهب إلي استراحة وادي النيل التي تطل علي النهر القادم من الجنوب، يجلس هناك وحيدًا، يفكر بعمق، يمضي بخياله إلي ربوع الوطن، يتنفس سحر الحياة التي عشقها علي أرض مصر. كان يمضي إلي 'درب البرابرة'، يغوص في وسط القاهرة، يتجول وحيدًا، بلا حراسة، يتفرس وجوه الناس، كان مغرمًا بالأنتيكات والزخارف القديمة، إنها تذكّره بزمن مضي، لكنه يحنّ إليه دومًا، وعندما يعود إلي المنزل كان يروق له أن يستمع لأغاني محمد فوزي. بين الحين والآخر كان يمضي إلي مدينة 'فايد' بالإسماعيلية، إلي شقته القديمة التي عاش فيها منذ كان ضابطًا بالفرقة 18 بالجيش المصري، مغرم هو بصيد السمك، يمضي إلي البحر، ويلقي بسنارته، يصبر كثيرًا، ويسعد كثيرًا ساعة أن تغمز السنارة، فيسحبها رويدًا رويدًا إلي شاطئ البحر. كان يتردد كل خميس في بدايات عمله بالمخابرات العامة إلي محل 'جاد' للفول والطعمية في شارع رمسيس، يذهب مع سائقه ويتناول معه السندويتشات التي كان يقول عنها دومًا: 'هي دي الكباب الشعبي بجد'! كان مغرمًا بالتفاصيل، وكان عاشقًا للوطن، بعد الثورة كان يبدو حائرًا، قلقًا علي الحاضر والمستقبل، وفي يوم ما، بعد أن ازداد لهيب النار واشتعلت الحروب، وسادت الفوضي، مضي إلي بيته، كان غاضبًا، الدموع كادت تنهمر من عينيه، وقال لأسرته: 'دي موش مصر اللي بعرفها'. في هذه الفترة وتحديدًا بعد تخلي الرئيس حسني مبارك عن الحكم بفعل الضغوط الشعبية، وموقف الجيش المصري، ظل عمر سليمان يتردد علي مكتبه القديم بمبني المخابرات العامة، لقد تعوَّد أن يذهب إليه يوميًا، يمضي فيه أغلب الوقت، ثم يعود في وقت متأخر مساء ليجلس مع أبنائه وأحفاده'