لو عاش سيدنا علي بن أبي طالب، رضي لله عنه، لأيامنا الغبراء هذه.. لاستبدل مقولته الخالدة 'لوكان الفقر رجلا لقتلته'.. ولاستعاض عنها ب'الفساد'.. الذي توهمنا قتله بعد ثورتين كاملتين.. إذ به يعود إلينا 'مفنجلا عينيه'.. و'مخرجا لسانه' لمن أعياهم 'داءه'.. وأوجعتهم 'ضرباته'.. تحت وقع تدثره بألواح 'صدئة'.. لشخوص 'هشة'.. قامرت في السابق.. وتعيد الكرة.. وكأنك 'يا أبا زيد.. ماغزيت'. عاد 'ضفدع الحديد'.. نافشا ريشه 'الأهوج'.. رافعا 'سيفا' من 'وهم'.. فاردا شراع ملياراته فوق 'أثير' متهافت.. و'موجات' هابطة.. و'فضائيات' استباحت ضروب 'الشرف' و'العفة'.. مرددة 'اسمًا' كريها.. لا يطيق المصريون سماعه.. و'بقايا' زمن.. سحق بعنجهيته، كل فضيلة، في محراب الوطن. إعلاميون، من فصيلة 'الحرباء'.. يتلونون، كلما دفعهم 'التيار' صوب 'جرف' متداع.. يأبي مفارقة مواطن 'الانحدار'.. وأقلام، تقطر 'سما'، وتلوث 'صفحات' تصدم القارئ، كلما طالعتها عيناه.. نفوس شرهة.. وقلوب جارت عليها 'عوادي الزمن'.. فتحولت إلي 'روبابيكيا' قابلة للبيع كمخلفات 'أكل عليها الدهر وشرب'. رجعنا من أول السطر.. نقرأ حكايات الفساد.. من 'الجلدة.. للجلدة'.. وكأن كتاب 'التاريخ الأسود' يأبي أن يفارقنا.. وجوه أذلت 'أفئدة' المصريين.. تضحك ملء فاها'.. وتتندر علي سذاجة وطن.. سطر أروع الصفحات.. وحقق المعجزات.. ثم شرع أبوابه واسعة، لتستقبل 'روبابيكيا' عائدة من 'بيت الداء'. حارت الأسئلة في القلوب.. وتجمدت الكلمات في الحناجر.. وعقدت الدهشة ألسنة، كانت حتي برهة من الوقت 'تصدح' بأحلام، سطرتها صفحات المحن.. وعانقتها دروب الزمن.. بيد أن 'لقطاء' زمن 'السفاهة' و'الخراب'، عادوا من جديد.. يعزفون علي أوتارهم الصدئة.. في محاولة مذمومة.. لغرس 'جينات' فسادهم، في تربة 'ما بعد التضحيات الجسام'.. متلاحمين، مع 'حلف العاهات'.. و'سواقط الإعلام'.. و'أبواق شرهة'..أدمنت الانحناء. دفاترهم.. تقرأ تاريخهم المدون بأحرف 'ملوثة' بموبقاتهم.. وسجلهم يميط اللثام عن كبائرهم.. أو لم يملئوا الأرض فسادا؟!.. أو لم يسيروا البلاد، والعباد، حسب مشيئة 'إبليس' الذي 'عبَّد' لهم طريق الغواية؟!.. أو لم يسلبوا حقوق الشرفاء.. ويرفعوا شأن الدنايا من البشر؟.. أو لم يسقطوا 'هامات عالية' ويرفعوا 'حطام بشر'؟!.. أو لم ينصبوا الشراك.. ويزرعوا الألغام في وجوه الشرفاء؟!.. هل تناسي هذا 'الضفدع المأفون' كيف تجاسر علي من أخلصوا العمل، وراح يرتكب واحدة من 'أخس جرائمه الشيطانية'.. حين مارس 'رذيلة الانتقام' ضد من كشف فساده، واحتكاره، وراح يمسك 'بمشرط' مسموم.. ليمزق له 'أركان دائرته'؟! هي سوءات.. لن تطهرها مليارات الرشوة، الموزعة عبر 'الأثير'.. ولن تغسلها ملايين 'البانرات' التي تنتصب في شوارع وميادين 'لخداع' الناس من جديد!!.. ولن تفلح الأموال 'الحرام' المكدسة في شراء ذمة رجل شريف.. يأبي بيع صوته في 'سوق النخاسة'.. لن تعود عقارب الساعة إلي الوراء.. ومن يتصور أنه 'عائد' علي حساب 'سمعة الوطن' فهو، إما 'واهم' وإما قتله 'الغرور'.. فالناس سئمت أصحاب 'الوجوه البالية'.. والنظرات المخادعة.. وباتوا يفتشون عمن يطوي صفحة 'الأوبئة الضارة' إلي الأبد. ذهب زمن 'التزوير' ولن يعود.. ولي عهد 'الأقزام' ولن يرجع.. مضي عصر 'البلطجة' إلي الأبد.. فمصر التي سطعت بشمسها علي الدنيا من جديد.. لا مكان فيها لديناصورات المال.. ولا سدنة الباطل.