صراع الجبابرة بدأ في اسرائيل مبكراً قبل إجراء الانتخابات الإسرائيلية والتي من المقررانطلاقها في مارس القادم بعدما صوت الكنيست الاثنين الماضي علي حل نفسه. وجاء هذا الإجراء بعد إقالة نتنياهو لاثنين من الوزراء المعتدلين في حكومته وهما يائير لبيد وتسيبي ليفني، بذريعة تآمر أحزاب الوسط داخل الائتلاف للهيمنة علي الحكومة وإقصاء اليمين. مما حدا بوزيرة العدل السابقة بإسرائيل تسيبي ليفني، ورئيس حزب العمل اليساري الوسطي اسحاق هرتسوغ، بإعلانهما عن تكوين تحالف لخوض الانتخابات الإسرائيلية القادمة بهدف منع حزب الليكود الذي يتزعمه الرئيس الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، من الفوز بالأغلبية في الانتخابات، ولاشك في أن هذا التحالف يشكل خطراً علي بقاء استمرار نتنياهو في السلطة لفترة رابعة.. كما اتفق ليفني وهرتسوغ، انه في حال فوز تحالفهما في الانتخابات، سيقوما بالاضطلاع بمنصب رئاسة الوزراء بالتناوب، حيث يحتل هرتسوغ المنصب في السنتين الأوليين، ثم ليفني بعده تباعا. وتتواصل الاتصالات في الحلبة السياسية الإسرائيلية، لتوسيع تحالف هيرتسوغ ليفني، ويجري الحديث عن احتمال ضم حزب 'كاديما'، الذي كان يتمثل بمقعدين، برئاسة شاؤول موفاز، وشخصيات أكاديمية وعسكرية، لها سمعة في الرأي العام الإسرائيلي. هذه الضربة الاستباقية لنتنياهو كانت بهدف تعزيز فرص اليمين وقطع الطريق أمام الأحزاب التي لا تتفق مع سياسته خاصة مع سلسلة الإجراءات الأخيرة التي عززت من صمود اليمين الإسرائيلي بمشروع قانون يهودية الدولة واستمرارا التوسع الاستيطاني وعملية الجرف الصامد ضد غزة. إلا أن طموحات نتنياهو السياسية تصطدم بعدة معوقات منها إعلان التحالف بين حزب العمل بزعامة اسحق هرتزوغ وحزب الحركة 'هتنوعاه' الوسطي اليساري بزعامة الوزيرة السابقة تسيبي ليفني أن الهدف الأساسي للتحالف الجديد هو إسقاط نتنياهو. التحدي الثاني الذي يواجه نتانياهو هو مشروع قانون يهودية الدولة الذي أثار الكثير من اللغط وكان سبباً في توتر العلاقات لاسيما مع الولاياتالمتحدة التي تري أن هذا القانون يضعف من فرص استمرار محادثات السلام وخاصة بعد التصعيد الإسرائلي الأخير في عملية الجرف الصامد الأمر الذي حدا بإعلان الكثير من الدول الغربية اعتراف برلماناتها بدولة فلسطين مثل السويد وبلجيكا وفرنسا وبوليفيا والأرجنتين والبرازيل. ثم يأتي العنصر الأخطر والذي قد يعجل بعدم استكمال حلم نتانياهو بولاية رابعة التوتر المتصاعد مع الحليف الاشتراتيجي الولاياتالمتحدة بعد إجراءات نتانياهو الأخيرة خاصة وأن هذا التوتر له خلفيات سابقة مثل انحياز نتنياهو ضد أوباما وضد إدارته وضد حزبه الديموقراطي في قضايا خلافية أميركية داخلية وهامة، مثل انتخابات الرئاسة وانتخابات مجلسي الكونجرس. استطلاعات الرأي الأخيرة وعلي رأسها استطلاع لصحيفة 'معاريف'، أكد أنه إنه لو جرت الانتخابات اليوم، لحصل معسكر اليمين المتشدد والحريديم، علي 61 مقعدا، من أصل 120 مقعدا. كما منح الاستطلاع كتل 'اليسار الصهيوني' و'الوسط' علي 49 مقعدا. وتبعاً للاستطلاع حصلت كتل فلسطينيي 48 حسب الاستطلاع، علي 10 مقاعد. أما استطلاع القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، فقد منح الأغلبية لليمين المتشدد والحريديم، ومنحه 63 مقعداً.