يتوجه الناخبون في تونس اليوم إلي مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات رئاسية حرة منذ سقوط نظام حكم الرئيس زين العابدين بن علي في عام 2011. وتأتي انتخابات الرئاسة عقب الانتخابات البرلمانية التي جرت الشهر الماضي وفاز بأكبر عدد من المقاعد فيها حزب نداء تونس، وهو أكبر حزب علماني ويضم العديد من المسؤولين السابقين في نظام بن علي. يتقدم الباجي قائد السبسي في استطلاعات الرأي علي منافسيه رغم كبر سنه، بعد أن وعد الرجل المعروف بقوة حجته، بإعادة هيبة الدولة، وهو ما يتطلع إليه التونسيون بعد الأزمات المتعاقبة التي شهدتها البلاد. ويُعتبر الباجي قائد السبسي، رئيس الوزراء السابق، المرشح الأوفر حظًا بعد فوز حزبه لأول مرة في الانتخابات البرلمانية المنعقدة في أكتوبر الماضي.وكان قائد السبسي وزيرا للداخلية والدفاع والخارجية في عهد بورقيبة، ثم رئيسا للبرلمان من 1990 إلي 1991. ويتطلع أنصار قائد السبسي إليه باعتباره الوحيد القادر علي التصدي للإسلاميين، في حين يتهمه معارضون بأنه يسعي لإعادة رموز الحكم السابق وبأنه لا يمثل تطلعات الشباب الذين قاموا بالثورة. ويخوض المنافسة الرئاسية 26 مرشحا، بينهم أعضاء سابقون بنظام بن علي، لشغل منصب الرئيس الذي أصبح الآن شرفيا إلي حد كبير.ومن أبرز المنافسين للسبسي الرئيس المنتهية ولايته، منصف المرزوقي، وهو ناشط بارز في مجال حقوق الإنسان، حُكم عليه بالسجن إبان النظام السابق والمعروف انه من اشد الموالين للاخوان في الوقت ذاته لم تقدم حركة النهضة الأسلامية مرشحا للرئاسة لأنها تعارض من حيث المبدأ انتخاب الرئيس عبر الاقتراع العام. ولم تعلن الحركة تأييدها لأحد المرشحين، ولا حتي للمنصف المرزوقي الذي انتخبته الجمعية التأسيسية في نهاية 2011 رئيسا علي أساس تحالفه مع الإسلاميين. وينبغي التنويه انه ومنذ استقلال تونس في عام 1956 وحتي الثورة في عام 2011، لم يشغل منصب الرئاسة في تونس إلا شخصان، هما الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي. وصل بن علي إلي السلطة في عام 1987 بعد الإطاحة ببورقيبة. وفي عام 2011، فر بن علي إلي السعودية بعدما أُطيح به في احتجاجات شعبية حاشدة. والجدير بالذكر انه بموجب الدستور الجديد، الذي صُدق عليه في 2014، لم يعد الرئيس يمثل السلطة العليا والأساسية في البلاد، إذ تتركز أغلب السلطات والصلاحيات في يد رئيس الوزراء.