طالب خبراء بضرورة استعداد الحكومة لفصل الشتاء، وذلك من خلال توفير مساقط الأمطار لعدم غرق شوارع مصر في 'شبر ميه'، مشددين علي ضرورة التحكم في ذلك الأمر وتسليك البالوعات حتي لا نفاجأ وقت المطر بالمشكلة، وتحدث السلبيات المعتادة والتي تتسبب في تعطيل حركة السير والمرور بسبب المياه. وفي هذا السياق قال الدكتور باسل أحمد الصباغ، الأستاذ بالمركز القومي لبحوث الإسكان والبناء، إن مصر قامت بالعديد من الإجراءات في إطار خطة تطوير البنية التحتية للبلاد خلال فترة السبعينات في بعض الأحياء مثل الزمالك والهرم والدقي وغيرها لتجهيز بالوعات معدة خصيصا لتصريف المياه عند نزول الأمطار، ولكن المشكلة تتمثل في ندرة نزول الأمطار، والتي تتسبب في سدها بواسطة الطمي مما يجعل هناك صعوبة في انحسار مياه الأمطار والتسبب في تراكمها علي سطح الأرض. وأشار الصباغ إلي وجود ضرورة التحكم في ذلك الأمر وتسليك البالوعات حتي لا نفاجأ وقت المطر بالمشكلة وتحدث السلبيات المعتادة من تعطل حركة السير والمرور بسبب المياه وتحول الأرض الرملية إلي 'وحلة'، مشيرًا إلي وجود العديد من السلبيات الأخري التي يسببها تواجد مياه الأمطار في الأرض والتي تتمثل في إصابة أساس الأبراج والعمارات المختلفة بالضعف والتشقق بسبب المياه التي تمتصها التربة. وقال خبير المياه الدكتور ضياء القوصي، مستشار وزير الري الأسبق، إن الأمطار تسقط في مصر سنويًّا بمقدار مليار ونصف متر، إلا أنه لا يتم استغلال تلك الكمية بالطريقة المثلي في ظل علم 'حصاد الأمطار' وهو علم يدرس في العديد من البلدان المختلفة ذات القوة الاقتصادية. وأشار القوصي إلي أنه يمكن استخدام مياه الأمطار في زراعة بعض أنواع الخضروات وخصوصا زراعة التين والزيتون حيث تستهلك تلك الزراعات كمية كبيرة من المياه العذبة، مشيرًا إلي أنه تم بالفعل بدء تطبيق مثل تلك التجربة في الساحل الشمالي الغربي بدلا من الاعتماد علي المياه الجوفية التي تحتوي علي بعض الأملاح إضافة إلي أنه يمكن ملء آبار من مياه الأمطار كمياه صالحة للشرب. وقال الدكتور محمد رضا حجاج، أستاذ التخطيط البيئي والبنية الأساسية بكلية التخطيط العمراني بجامعة القاهرة إنه يمكن الاستفادة من مياه الأمطار من خلال التعاون مع الجهات المسئولة التي تضم وزارت الري والزراعة والمحليات وشبكات المرور والصرف وهيئة الأرصاد الجوية. وأضاف حجاج أنه في محافظة القاهرة وحدها يتم إنتاج 540 لترا للفرد الواحد وفي ألمانيا 128 لترا، وذلك لأن ألمانيا تستخدم مياه الأمطار، إضافة إلي استشهاده بإقليم جازان بالسعودية الذي تسقط خلاله الأمطار بمعدل ضعيف عن مصر وعلي الرغم من ذلك يتم استصلاح أكثر من نصف مليون فدان، متابعًا أن مصر توجد بها ثلاثة أنواع من البيئة: 'ساحلية ونهرية وصحراوية' إلا أنه ينبغي التعامل مع الأمطار في كل بيئة علي حدة، مشيرًا إلي أنه من ضمن المشاكل عدم رغبة الرأسمالية الفاسدة في استغلال مورد مياه الأمطار والاتجاه إلي الحصول علي المياه الجوفية لما يحققه ذلك من ربح. ومن جانبها قالت عزة شريف رئيس حي الدقي سابقًا، كل عام قبل بدء موسم الأمطار تكون هناك خطة لمتابعة حفر مياه الأمطار والصرف الصحي، إضافة إلي متابعة الشفاطات التي تسحب المياه والتأكد من قدرتها علي حسر نسبة المياه، مشيرة إلي أن الخطة تكون مشتركة بين كل من شبكة الصرف الصحي ومياه الشرب وهيئة النظافة والأحياء والمحافظة والمراكز والمدن، مؤكدة أنه لا تستخدم مياه الأمطار في أي استخدامات ذات نفع لأنه لا يتم ضخ المياه في الخزان الجوفي وإنما في مياه الصرف