انسحبت قوات الاحتلال الصهيوني، قبل قليل، من المسجد الأقصي المبارك، وفكّت حصارها عن الجامع القبلي بعد أن خلّفت وراءها دماراً وخراباً في الواجهة الأمامية للجامع القبلي خلال محاولتها فتح بواباته لاعتقال المصلين من داخله، والتي صاحبها إطلاق عيارات نارية وقنابل غازية سامة، وأخري صوتية حارقة تسببت بحرق جزء من سجاد الجامع. وقال مراسلنا بأن قوات الاحتلال اعتدت علي البوابات الضخمة للجامع القبلي وحطمت أقفالها وهشمت واجهاتها، كما حولت الساحة الأمامية للجامع القبلي الي ما يشبه ساحة الحرب. في الوقت نفسه، شرعت طواقم العيادات الطبية في الاقصي بتقديم العلاج المناسب للمصابين بالاختناقات وبرصاص الاحتلال. وأصيب أحد الشبان الذين تم محاصرتهم داخل المسجد القبلي بعيار معدني مغلف بالمطاط بالرأس 'وهو من نوع جديد'، وتم نقله الي المشفي لتقلي العلاج، وهو يعاني من حالة إغماء، في حين كان من بين المعتقلين مُسن مقدسي بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح. وفي تعقيبها علي أحداث الأقصي، حملت دائرة الأوقاف الاسلامية-علي لسان مديرها العام عزام الخطيب التميمي- الاحتلال مسؤولية التصعيد في الاقصي والاعتداء عليه وعلي رواده من المسلمين وإغلاقه بوجههم وفتحه لاقتحامات المستوطنين، لافتاً الي أنه أبلغ السفير الأردني بمجريات الأحداث، وقد وضعه بصورة ما جري ويجري في المسجد الأقصي. وأوضح مدير الأوقاف، في تصريحات له، بأن دائرة الأوقاف تقدمت يوم أمس بطلب رسمي الي شرطة الاحتلال لإغلاق باب المغاربة لهذا اليوم 'الأربعاء' ومنع إدخال المتطرفين الي الأقصي حفاظا علي قدسية المكان وعلي الوضع العام، إلا ان الشرطة لم تستجب لطلبهم، محملاً اياها وحكومتها مسؤولية توتر الأوضاع في المسجد الأقصي. وأكد التميمي أن الأقصي بات يمر بفترات صعبة للغاية خلال الأعياد اليهودية المختلفة، بسبب الدعوات اليمينية المتطرفة لتنفيذ اقتحامات للمسجد وأداء الصلوات التلمودية في ساحاته.